خاص العهد

كتاب وإعلاميون عراقيون يُشيدون عبر "العهد" بمواقف مرجعية النجف: مشرّفة تجاه فلسطين
كتّاب وإعلاميون عراقيون لـ"العهد": مواقف المرجعية الدينية الداعمة لفلسطين تستحق الثناء والتقدير
أكّد عدد من الكتّاب والباحثين والإعلاميين العراقيين، أنّ المواقف التي تتبنّاها المرجعية الدينية في النجف الأشرف حيال ما يجري في فلسطين المحتلة من جرائم ومجازر وتجويع من قبل الكيان الصهيوني الغاصب ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، هي مواقف تستحق الثناء والإجلال والتقدير، وتعدّ تكريسًا وترسيخًا لثوابت هذه المؤسسة التي عرفت بمواقفها ووقفاتها المشرفة تجاه قضايا الأمة الإسلامية وعموم العالم في شتّى الظروف والأوضاع وعلى مر التاريخ، وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها.
وفي هذا السياق، يشير الباحث في الحوزة العلمية السيد عبد الله الموسوي لـ"العهد" إلى أن الموقف الأخير لآية الله العظمى السيد علي السيستاني، حيال الظروف المأساوية التي يعانيها سكان قطاع غزّة بسبب الحصار "الإسرائيلي" الخانق عليهم، يعد استمرارًا لنهج ثابت لدى المرجعية في كونها تمثل صوتًا للمظلومين والمضطهدين في كلّ مكان، مسلمين كانوا أم غير مسلمين".
ويضيف السيد الموسوي قائلًا " منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى قبل حوالى عامين، كانت المرجعية الدينية داعمة ومساندة بالأقوال والأفعال لنضال الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية بوجه الغطرسة الصهيونية، وكانت حاضرة أيضًا حينما تعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعدوان الصهيوني في الثالث عشر من حزيران الماضي".
وكان السيد السيستاني قد أصدر قبل عدة أيام بيانًا قال فيه إنّه "بعد ما يقرب من عامين من القتل والتدمير المتواصلين، وما خلّف ذلك من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وهدم مدن ومجمعات سكنية بكاملها، يعاني في هذه الأيام الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزّة من ظروف حياتية بالغة السوء ولا سيما بسبب ندرة المواد الغذائية التي تسببت في مجاعة واسعة النطاق لم يسلم منها حتّى الأطفال والمرضى وكبار السن"، مضيفًا " إذا لم يكن المتوقع من قوات الاحتلال إلا ممارسة هذا التوحش الفظيع في إطار محاولاتها المتواصلة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، فإنّ المتوقع من دول العالم ولا سيما الدول العربية والإسلامية أن لا تسمح باستمرار هذه المأساة الإنسانية الكبرى بل تكثف جهودها في سبيل وضع حد لها وتمارس أقصى ما تستطيع لإلزام كيان الاحتلال وحماته لإفساح المجال لإيصال المواد الغذائية وسائر المستلزمات المعيشية إلى المدنيين الأبرياء في أقرب وقت ممكن".
ومن جانبه، قال المدون والباحث في الشأن الثقافي، رعد داود العبيدي، في حديثه لـ"العهد"، "إنّ موقف المرجعية الدينية العليا من المجازر التي تحصل في غزّة، ليس نابعًا من الواجب الديني فقط، بل هو أعم وأشمل، فالإنسانية تحتّم على كلّ فرد ذي ضمير مساندة غزّة، فنحن نشاهد يوميًّا مواقف ناشطين وإعلاميين من الغرب يساندون غزّة، وخرجت التظاهرات في العديد من المدن الأميركية والأوروبية لذلك.. فكيف يمكن أن يكون موقف المرجعية الدينية يا ترى، وهي الراعية لرسالة الإسلام وحاملة لهموم المسلمين في شتّى بقاع العالم؟. لا شك أنها لم ولن تتأخر أو تتوانى في اتّخاذ المواقف المبدئية والتاريخية المشرفة المساندة لكل الأحرار والمضطهدين في العالم".
ويشير العبيدي إلى حادثة حصلت في ستينيات القرن الماضي، فيقول: "جاء مجموعة من الزوار اللبنانيين لمدينة كربلاء المقدسة لزيارة العتبات المقدسة، ومن هناك عرجوا إلى النجف الأشرف للاستفتاء من المرجع الأعلى حينها، الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف)، وبعد السؤال عن الأوضاع في المنطقة وفي فلسطين بالذات، سألوا المرجع حينها عن كيفية صرف مبلغ الخمس، فأجاز لهم إعطاءه إلى الفدائيين الفلسطينيين.. هذه المواقف المشرّفة لمراجع الدين العظام، نجدها في كلّ حين".
أمّا الإعلامي محمود كاظم، فيؤكد في حديثه لـ"العهد"، أنّ المرجعية الدينية الشيعية في العالم، وخاصة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، تتبنّى موقفًا واضحًا ومبدئيًا من الأحداث المؤلمة والمأساوية في غزّة، وأولى المواقف هو إدانة العدوان "الإسرائيلي"، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزّة. كما تدعو المرجعية دومًا إلى الوحدة ونبذ الفرقة بين المسلمين، وتشدد على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته".
وبحسب كاظم، "يعبّر هذا الموقف عن الرؤية الدقيقة والصائبة للمرجعية الدينية في الدفاع عن المظلومين، ورفض الإجرام والعدوان الذي يواصل الكيان الصهيوني الغاصب ارتكابه يوميًا، وهي رؤية مبنيّة على أسس دينية وأخلاقية وإنسانية، ومحورها تحقيق السلام والعدالة في المنطقة. لذلك تكرّر المرجعية التأكيد على ضرورة حماية المدنيين الأبرياء في غزّة من القصف والتدمير وإيقافه بأسرع وقت، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية، لا سيّما الحرمان الذي يعيشه شعب غزّة جرّاء منع الكيان الصهيوني الغاصب إيصال الغذاء والدواء له".