لبنان
لقاء تضامني مع غزة في طرابلس يدعو العرب والمسلمين لنصرتها
تخلّل اللقاء قيام عمال بلدية طرابلس بحرق العلمَيْن الأميركي والصهيوني وهم يهتفون "أميركا الشيطان الأكبر".
على وقع هتاف "أميركا الشيطان الأكبر"، أحرق عمال بلدية طرابلس العلم الأميركي وشريكه الصهيوني، خلال لقاء تضامني مع أهل غزة نظّمه العمال أمام مبنى بلدية المدينة، بدعوة من المؤتمر الشعبي اللبناني واتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي، وبمشاركة رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، ورؤساء نقابات عمالية ومستخدمين وحشد نقابي عمالي وممثّلين عن الفصائل الفلسطينية.
وقال رئيس بلدية طرابلس، في كلمته خلال اللقاء: "في غزة يُقتل الجياع، وتُدفن الأجساد تحت الأحكام، والعالم مشغول بالصمت أو بالمساومة على الدم".
وأضاف: "إنَّها ليست حربًا فقط بل سقوط أخلاقي كبير تشارك فيه قوى تدَّعي الحضارة فيما تجوِّع شعبًا وتمنع الدواء والماء عن الأطفال".
بدوره، اعتبر نقيب عمال بلديات طرابلس أنَّ "الحكام العرب هم الأكثر تخاذلًا بحق أهل غزة، في حين أنَّ أصغر طفل في غزة يشرِّف الكثيرين من المطبِّعين"، محذِّرًا من أنَّه "في حال سقطت غزة فإنَّ الدور سيصل إلى دول أخرى كمصر والأردن وغيرها، وحينئذٍ لن يجد أحد من ينصره".
وألقى رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي، شادي السيد، كلمة انتقد فيها "الموقف العربي المتخاذل"، وقال: "نعيش على عتبة زمن وعلى مشارف مستقبل، والأكيد أنَّ المستقبل لفلسطين ولغزة. العالم اليوم يصف ما يقوم به (رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو) حقَّ التوصيف، ويضعه في مرتبة النازية التي تستحضرها "إسرائيل" كل يوم، والتي قالوا إنَّها ارتكبت إبادة، فإذا بهم ملوك الإبادة".
وتابع قوله: "إنَّنا اليوم نشهد ولادة مصير جديد، وولادة مسار جديد، وولادة مستقبل واضح المعالم. إنَّنا أمام الحقيقة وغزة وفلسطين حقيقة والكيان المحتل وهْم، وشتَّان بين الوهم والحقيقة".
من جهته، دعا نائب رئيس اتحادات النقل البري للترانزيت في الداخل والخارج، محمد كمال إلى "التضامن مع غزة والوقوف معها"، مذكِّرًا بأنّه "منذ سنتين تتعرَّض غزة للقتل، تُضرب وتُقصف، فيما تدَّعي "إسرائيل" أنَّها تعمل على تحرير المحتجزين، ولكنَّها لم تتمكَّن من تحرير أحد".
وسأل النقيب الخير الدول الأجنبية والدول الغربية "التي تنادي بالحريات": "ألا ترى ما يحصل من مجازر في غزة؟! ألا ترى القتلى والجوع؟! أين هي جمعيات حقوق الإنسان؟! ألا ترى تلك الجمعيات ما يحصل في غزة"، مضيفًا: "لذلك ندعوها بكثير من التمنِّي إلى أنْ تمعن النظر في ما يجري، ومع الأسف فإنَّنا نرى إذا أُصيب أحدهم في أوروبا أو بلاد الغرب بجرح يسارعون إلى الاستنكار والتضامن معه"، سائلًا: "تُرى من يتضامن مع غزه؟".
من ناحيته، أكَّد الشيخ بلال شعبان أنَّ "غزة هي الميزان الذي يُقاس فيه دينُنا وعقيدتنا وصدقنا وثباتنا ومصداقية جمعياتنا وأحبابنا ووطنياتنا"، معتبرًا أنَّ "من يقف مع غزة فهو مسلم، ومن يقف مع غزة فهو صادق".
وتطرق إلى "ما يُروَّج له الآن من أنْ يُسحَب سلاح المعتدى عليه ويبقى السلاح في يد المعتدي، وتُروَّج في لبنان الحيادية والحيادية"، مشدِّدًا على أنَّها "الخيانة"، قائلًا: "يجب أنْ ننحاز إلى جانب المستضعفين".
من جانبه، ألقى كلمة الفصائل الفلسطينية أمين سرِّها في منطقة الشمال، أبو فراس ميعاري، فخاطب العالم بالقول: "إنَّ الطيران والمُسيَّرات والدبابات لا تكسر الجوع، ولن تبيد الشعب، إنَّما الصبر إرادة وإنَّما النصر إرادة، لكنَّ جوع غزة اليوم عار على الأمة العربية وعلى الحكام المتخاذلين".
وتوجَّه إلى الشعب الفلسطيني قائلًا: "الشعب العربي معكم فيما عتبنا على الجيران، فعتبنا على مصر والأردن؛ على الحكام والشعبين. هناك 120 مليون مصري، ولكنْ يا للأسف لم يتحرَّك إلَّا القليل، وهذا ليس عهدنا، وليس ما عرفناه في مصر؛ مصر العروبة، ومصر عبد الناصر".
وألقى مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس، عبد الناصر المصري، كلمة خلال اللقاء سأل فيها: "أين العرب، أين المسلمون من حرب الإبادة والتجويع؟ أطفال غزة يموتون جوعًا وفي الأمة هناك مَن يموت من التخمة، والعرب والمسلمون نائمون وفي الملاهي يلعبون".
وخاطب المصري شباب الأمة بقوله: "استيقظوا فقد طال انتظاركم. أبناء غزة يستصرخون ضمائركم".