اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رغم الجوع.. أهالي غزة يقايضون المساعدات بالدواء

مقالات

تقاطع أميركي - أوروبي - صهيوني مع الجولاني على إنهاء
مقالات

تقاطع أميركي - أوروبي - صهيوني مع الجولاني على إنهاء "جماعته"

526

يبدو أن حوادث محافظة السويداء، في الجنوب السوري، جاءت لتشكّل في أحد جوانبها نقطة التقاء لمصلحةٍ مشتركةٍ بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والعدو الإسرائيلي وسلطة الأمر الواقع الراهنة في دمشق. ونقطة الالتقاء هذه هي التخلص من المجموعات الإرهابية المسلحة، بعدما المهمة الموكلة إليها شارفت على الانتهاء، وهي إسقاط الدولة السورية، ثم تمزيق النسيج الوطني السوري ودفع البلد نحو الفدرلة التي بدأت أولى "بشائرها" فعليًا وعلنيًا، إثر حوادث السويداء الإليمة، حيث ارتكبت المجموعات الإرهابية أفظع الجرائم في حق الموحّدين الدروز في جبل العرب.

لقد استغل الكيان الإسرائيلي هذه الجرائم، ليبرز على الساحة بصورة "حامي الأقليات في المنطقة"، غير أن هدفه الخفي والحقيقي هو تفتيت سورية وهذه المنطقة وتحويلها إلى كياناتٍ مذهبيةٍ متناحرةٍ، لا صوت يعلو فيها على الصوت الصهيوني. كذلك يحاول الكيان الغاصب تصوير نفسه دومًا المنقذ بين الأقليات الطائفية والأثنية، من شر الإرهاب التكفيري. و"لكل من الأطراف الدوليين والطرف المحلي المذكورين آنفًا حساباته، في مسألة التخلص من المسلحين الإرهابيين التكفيريين الأجانب والسوريين، أو على الأقل تقليص نفوذهم"، بحسب رأي مصادرٍ سياسيةٍ سوريةٍ عليمةٍ. وترى هذه المصادر أن: "للأميركيين مصلحة في تلميع صورة سلطة أبي محمد الجولاني المنبثقة من جبهة النصرة في بلاد الشام، والمصنّفة دوليًا بالإرهابية سابقًا، كون هذه السلطة تحظى بدعمٍ خليجيٍ، لأن دول الخليج ترى في الجولاني "الرئيس" المعادي لإيران وللمقاومة في لبنان، ولواشنطن مصالح استثمارية مشتركة مع دول الخليج، وفي طليعتهم المملكة السعودية".

كما ترى المصادر عينها أن: "للاتحاد الأوروبي هاجس الخوف من انتقال الإرهابيين من سورية ولبنان، عبر البحر المتوسط، إلى أوروبا، كذلك يسعى الاتحاد إلى تهدئة الأوضاع في سورية لإعادة اللاجئين السوريين من البلدان الأوروبية إلى ديارهم السورية".

بالنسبة إلى "الكيان الإسرائيلي": "لا ريب غير المناسب له انتشار مسلحين تكفيريين في بلدٍ محاذٍ لفلسطين المحتلة تابعين لتركيا، لما لها من علاقةٍ مع حركة حماس"، ودائمًا برأي المصادر. أما بالنسبة إلى الجولاني، فتلفت إلى أنه: "يسعى من جهته إلى محاولة الإمساك بالسلطة والاستمرار في موقعه الراهن. لذلك يحاول الظهور بصورة "المدني المعتدل"، وأنه طوى تاريخه الذي أمضاه في التنظيمات الإرهابية المسلحة، بخاصةٍ تنظيم القاعدة". وفي هذا السياق، وتأكيدًا لما ورد آنفًا، تشير المصادر السياسية السورية عينها إلى أن: "سلطة الجولاني الراهنة قد أصدرت بيانات رسمية عدةٍ، عقب حوادث السويداء، أعلنت فيها تورط بعض عناصر الأمن غير المنضبطين، في بعض الجرائم التي ارتكبت بحق أهالي السويداء، هذه "بادرة حسن نيةٍ" من الجولاني أزاء المجتمع الدولي"، تختم المصادر.

وسط هذه الأجواء، يطرح هذا السؤال: "هل تحكم سورية، اليوم، حكومة حقيقية، أي بالمنعى التقليدي، هل لديها جيش وطني يأتمر لها، وينفّذ قراراتها الأمنية والعسكرية والدفاعية على الأرض، كي تتخلص من التطرف والإرهاب؟". وهنا يكتفي مرجع سوري بالرد، بسؤال آخر: "هل يعقل أن حكومة معظم أعضائها من المتطرفين، أن تبادر هي بنفسها، إلى التخلص من الإرهاب؟".

تعقيبًا على كل ما ورد آنفًا، يتوقع مرجع سوري مخضرم: "ذهاب السلطة الراهنة بعد إنتهاء صلاحياتها، بخاصةٍ بعد توصلها إلى إتفاقٍ أمنيٍ مع العدو الإسرائيلي، في باريس، في الأيام الفائتة برعايةٍ أميركيةٍ، أعطى "لإسرائيل" السلطة على الجنوب السوري بأكمله". ويرجحً :"استبدال سلطة الجولاني بسلطة "معتدلةٍ"، على غرار دول الخليج، تكون جاهزة للسير بخطة "السلام الأميركي في الشرق الأوسط" التي تفضي إلى حل الدولتين، أي قيام دولة فلسيطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالتالي تمرير خطط سكك الحديد بين الهند وحيفا مرورًا بالمملكة السعودية، لمنافسة المشروع الصيني "الحزام والطريق"، أو ما يعرف تاريخيًا بـــــ"طريق الحرير". ولكن تبقى العبرة في التنفيذ، وبالتالي إمكان نجاح هذه الخطة الأميركية وبلورتها، والتي تعارضها "إسرائيل" التي ترى أن "الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، هي جزء لا يتجزأ من أرض الكيان الغاصب".

الكلمات المفتاحية
مشاركة