خاص العهد

الوافي لـ"العهد": نرفض مرور شحنة عسكرية جديدة عبر ميناء طنجة المتوسط إلى الاحتلال
دعوة لتحرك عمالي
ندّدت شخصيات وهيئات وطنية في المغرب بتواصل التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال، واعتبرت أن استقبال الموانئ المغربية لسفن حاملة للعتاد الحربي والعسكري الى دولة الاحتلال هو تواطؤ مع جرائم الاحتلال. وأعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن سلسلة تحركات وفعاليات قادمة احتجاجًا على مرور شحنة عسكرية جديدة عبر ميناء طنجة المتوسط في طريقها الى الاحتلال.
وفي هذا السياق، أكد عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع محمد الوافي في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري أن الجبهة في اطار متابعتها اليقظة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة سكان غزة من تجويع وتقتيل، تستمر في إبداء أشكال نضالية للضغط على الكيان الصهيوني والسلطات المغربية من أجل الخروج من هذه الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني".
تحركات نضالية
وتابع الوافي موضحًا: "وفي هذا الإطار سيتم تنظيم اليوم الوطني الاحتجاجي واخترنا أن يكون اليوم الوطني عبر القيام بإضرابات عن الطعام على صعيد كافة فروع الجبهة"، أما في ما يتعلق بنقل العتاد الحربي للصهاينة عبر الموانئ المغربية أضاف محدثنا: " وفي السياق ذاته رصدنا سفينة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل أجنحة طائرة "إف 35" ووجهتها الشركة الصهيونية للصناعات الجوية الإسرائيلية. وهذه السفينة محملة بأجنحة الطائرة وسترسو بطنجة يوم الأحد القادم. وفي نفس اليوم ستصل الى الدار البيضاء سفينة أخرى، وبعد ذلك، ستتجه الى طنجة لحمل قطع الغيار التي ستفرغها السفينة القادمة من أميركا. وبالتالي سترسو هذه السفينة في الدار البيضاء باتجاه طنجة وستتجه بدورها الى ميناء حيفا في الكيان الصهيوني".
وتابع الوافي: "الجبهة تتهيأ للقيام بسلسلة تحركات لمواجهة هذا التطبيع وللتنديد بسماح السلطات المغربية بعبور السفن المحملة بالعتاد الحربي". وأكد الوافي أن رسو هذه السفن المحملة بالسلاح للصهاينة يدلّ على توغل النظام المغربي في علاقته التطبيعية مع الكيان الصهيوني. وأضاف: "نحن نعتبر أن السماح بمرور السفن المحملة بالعتاد الحربي عبر موانئنا في اتجاه موانئ الكيان الصهيوني تواطؤ ومشاركة في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني". وشدّد على أن الجبهة مع كافة شركائها في المغرب ستستمر في النضال من أجل منع رسو سفن الإبادة الصهيونية".
وقال "يتم التواصل مع نقابات عمال الموانئ لرفض التعامل مع أية سفينة محملة بالعتاد الحربي الصهيوني". وأضاف: "وعلى مستوى الدار البيضاء ستقوم الجبهة المغربية بإضراب عن الطعام طيلة يوم السبت سينتهي باعتصام أمام القنصلية الأميركية ابتداء من الساعة السادسة الى حدود التاسعة ليلًا".
هذا الاعتصام ستكون فيه كلمات للهيئات المشكّلة للجبهة، إضافة الى القيام بأشكال نضالية يتم من خلالها فضح تواطؤ النظام المغربي مع الكيان الصهيوني.
تطبيع ممنهج
وكانت الجبهة قد أكدت في بيان أصدرته بأن المغرب تحوّلت موانئه وبُناه التحتية، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، إلى حلقة رئيسية في شبكة نقل الشحنات العسكرية الأميركية نحو موانئ الاحتلال، ودخل في تواطؤ مفضوح، ومشاركة مباشرة في دعم آلة الإبادة بتسهيل شحن العتاد العسكري نحو الاحتلال.
وأوضحت الجبهة: "في هذا السياق، وبعد سلسلة من الشحنات التي مرّت في صمت خلال الفترة الماضية، انطلقت في 19 تموز / يوليو شحنة تحتوي على حاوية تحت رقم CAXU5793981، تتضمن صندوقين متخصصين في نقل أجزاء أجنحة طائرات F-35 (بوليصة الشحن 256458586)، من إنتاج "لوكهيد مارتن" في الولايات المتحدة، وجهتها الشركة الصهيونية "الصناعات الجوية الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على متن السفينة MAERSK ATLANTA. ومن المرتقب أن ترسو هذه الأخيرة بميناء طنجة المتوسط يوم الأحد 3 أب / اغسطس 2025.
وتابعت الجبهة: "وفي نفس اليوم، ستصل إلى ميناء الدار البيضاء سفينة MAERSK NORFOLK، قبل أن تتوجه نحو ميناء طنجة المتوسط لاستلام الحمولة يوم 5 آب 2025، ثم تغادر في اتجاه ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، والتي يُتوقّع أن تصل يوم 14 آب / أغسطس".
دعوة لتحرك عمالي
واعتبرت الجبهة ان هذه العملية ليست استثناء، بل تندرج ضمن سلسلة نقل منتظم لشحنات عسكرية منذ أواخر 2024، حين أصبحت طنجة مركزًا محوريًا في عمليات شركة Maersk الدانماركية بالبحر الأبيض المتوسط، تخدم حركة السفن المحملة بالمعدات العسكرية الأميركية نحو الكيان الصهيوني.
وأكدت الجبهة رفضها القاطع تسهيل نقل أي عتاد عسكري عبر الموانئ المغربية، لا سيما أجزاء مقاتلات F-35 التي تستعمل في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وفي العدوان على لبنان وسوريا واليمن وإيران.
وطالبت برفض رسوّ MAERSK ATLANTA في ميناء طنجة المتوسّط، وكذلك MAERSK NORFOLK التي ستليها لتكمل شحن الحمولة، ومثيلاتها في المستقبل، على غرار ما فعلت الحكومة الإسبانية، لأن السماح بهذه العملية يعدّ دعمًا مباشرًا لجيش الاحتلال الصهيونيّ، وتورطًا مباشرًا في تسهيل مرور معدات عسكرية تُستخدم في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطينيّ".
كما طالبت الجبهة بوقفٍ فوريّ لكل أشكال التعاون العسكريّ والأمنيّ واللوجستيّ مع دولة الاحتلال، انسجامًا مع قرارات محكمة العدل الدولية، ومع موقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع.
ودعت الجبهة عمال ميناءي طنجة المتوسط والدار البيضاء، للتمسّك بواجبهم الأخلاقي والمهني، ورفض خدمة شركة Maersk الدانماركية أو المساهمة في تحميل أو تفريغ شحناتها، اصطفافًا مع إرادة الشعب المغربي الذي لم يساوم يومًا في موقفه من القضية الفلسطينية.