من يُراقب أداء" القوات اللبنانية" الوزاري يتأكّد فعلًا لا قولًا كيف أن الطبع يغلب التطبّع. الميليشيا لا يمكن أن تتحوّل الى ربيبة دولة ومؤسسات. هذا ما يظهر من خلال سلوك وزراء "القوات" أقلّه في الخارجية والطاقة مؤخرًا.

أزمة انقطاع الكهرباء عن معظم المناطق اللبنانية أحرجت وزير الطاقة جو صدي الذي، بدل أن ينكبّ لإيجاد حلّ سريع لما حصل والتخفيف عن المواطنين في ظلّ موجة اللهب التي يعيشونها هذه الأيام في كلّ لبنان، اختار أن يتهرّب من المسؤولية المباشرة عبر اختراع نظرية المؤامرة للعطل في معامل الكهرباء، والإيحاء بأن عملًا تخريبًا تعرّضت له ما أدّى الى توقفها بشكل تامّ عن العمل. 

ظنّ وزير "القوات" أن هذه الحجّة قد تُنقذه من الورطة المستجدة، بعدما تعهّدت "القوات" بأن تؤمّن التيار الكهربائي في عموم لبنان بتغطية 24 ساعة دون انقطاع.

فتح صدي تحقيقًا في "الحادث" اذًا، من دون أن يضع في الحُسبان فرضية تقصير أو عطل طارئ أو ربّما انقطاع مادة الفيول أو حتى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي. فضّل حصر الموضوع في نظرية التخريب علّه يضمن بذلك حجّة مُقنعة أو مبرّرة أمام الناس، كما يعتقد. 

صحيحٌ أن أزمة الكهرباء في لبنان عميقة وتاريخية ومتجذّرة، لكنّ إطلاق الوعود بتأمينها بمعدّل 24 ساعة، كما قال "القواتي" شارل جبور بثقة كبيرة، يحتاج الى إدارة مسؤولة، وليس الى مُقاربة سياسية تقوم على التشفّي من وزراء سابقين أو نهج سلف.

الى اليوم، الأزمة مستمرة ولا تطمينات فعلية من وزير "القوات"، بل نصائح ينشرها إعلامه عن طرق لتشغيل ثلاجات بلا كهرباء! وهنا، أسئلة تُطرح على وزير "المؤامرات والتخريب": كيف يُشغّل المطار بلا كهرباء؟

1. كيف يُشغّل التكييف في المنازل والمكاتب في الحرّ بلا كهرباء؟

2. وكيف يستطيع المواطن أن يعيش بلا كهرباء؟

فعلًا "مش هينة تكون قوات". أصحاب شعار "نحنا بدنا ونحنا فينا" تبيّن أنهم لا يقدرون على فعل شيء، ولا يستطيعون، بعدما حاربوا وزراء "جماعة ما خلوّنا".

الكلمات المفتاحية