عين على العدو

قال المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" أفرايم غانور إن ""اسرائيل" تمضي وتضل طريقها وأطروحتها الصهيونية"، وأضاف ""يوم غضب"، يوم احتجاج، إضراب واحد، مع أو بدون "الهستدروت"، لم يعد يترك أيّ انطباع على هذه الحكومة الصمّاء والمنفصلة عن الواقع، خصوصًا حين جزء كبير من "الشعب"، حتى لو تعاطف مع عائلات الأسرى ودعم وقف الحرب من أجل إعادتهم، قد أُنهك من النضال اللانهائي في وجه هذا الانفصال. لا شك أنه لو كنّا "دولة" عاقلة، رشيدة، ومهتمة بالمعنى الكامل للكلمة، لكان المشهد مختلفًا".
وفي مقال له، تابع غانور: "أداء خطير آخر هو "المعارضة النائمة"، التي بين الحين والآخر وكأنها تستيقظ من سباتها وتُسمع صوتًا كي تثبت: "نحن ما زلنا موجودين". بدل الانشغال بالأساس، أي إسقاط الحكومة، تبدو المعارضة كمن لا تجد نفسها، والأهم أنها تتحدث أكثر بكثير مما تفعل. ومع ذلك، يُطرح السؤال: أين "الشعب"؟ أين مئات الآلاف الذين قبل بضع سنوات فقط خرجوا إلى الشوارع، تظاهروا وأقاموا خيمًا، من دون "الهستدروت" ومن دون لجان ومنظمات، بسبب رفع سعر الجبن الأبيض"، وأردف: " هنا، حين "الدولة" تتفكك أمام أعيننا، حين المشروع الصهيوني الذي حلمت به أجيال وقام على بحر من الدم والعرق والدموع يتحطّم، فإن الغالبية في الشعب تصمت، حتى وهي ترى كيف تجري أمام عينيها عملية انقلاب سلطوي مدمرة، رؤساء أركان يتحولون إلى "خِرَقٍ بالية" بيد من لم يرتدِ زيًا عسكريًا في حياته، والشرطة تتحوّل بدرجة كبيرة إلى ميليشيا. كيف يُقبَل واقع تُفعل فيه حكومة كل شيء من أجل بقائها -بما في ذلك شرعنة التهرب من الخدمة العسكرية، والإضرار بالاقتصاد، والتعليم، والطب، والأمن الشخصي- بلامبالاة من قِبل الكثيرين؟".
وختم "الغضب من لامبالاة جزء كبير من الشعب، ومن المعارضة غير المحسوسة، وفوق كل شيء، من الحكومة التي لا تعرف إلى أين تقود "اسرائيل" في الواقع الصعب الذي صنعته، يفرض يوم غضب واحتجاج، إلى أن تقود الأمور لا محالة إلى انتخابات، واختيار حكومة براغماتية، أفضل وأكثر عقلانية".