اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي منظمة العفو الدولية: وثّقنا إعدام 46 درزيًا على يد قوات حكومية سورية

مقالات

وطنٌ نهائيٌّ يحمي أبناءه
مقالات

وطنٌ نهائيٌّ يحمي أبناءه

188

يوم أطلق السيد موسى الصدر ميثاقه بلبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه، لم يكن إلا على قدر قامة موسى الصدر إمامًا للحماية والرعاية والوحدة الوطنيّة عن قوّة ضاربة بجذور عمامته الحسينيّة لا عن ضعف يتآكل فلا يبقى معنًى للبنان.

في قراءة معمّقة لدلالات وإرادة موسى الصدر في معنى الوطن النهائيّ، وعطفًا على منعطف الراهن الخطير ورداءة الاستخدام من أذيال أميركا في لبنان، وهي تمارس فرعونيّتها بدهاء ووقاحة؛ يشخص موسى الصدر أبيًّا كأجداده ببراعة جريئة، وبمعادلة راسخة وصلبة عنوانها في كلّ عصر ومِصر "لكلّ فرعون موسى"، يبيّن دلالته صائنًا عن حرف بوصلته.

وطنٌ نهائيٌّ لجميع أبنائه يحميه الرجال بزينتهم أي السلاح وليس ساحة مستباحة للهيمنة الأميركية "الإسرائيلية" ولإملاءات نزع عناصر قوّته وإجهاض روح المقاومة ومنع حماية الجنوب والبقاع والضاحية وإعاقة إعادة الإعمار والحيلولة دون مكافأة مقاوميه فضلًا عن مهاجمتهم وهم حماته الفعليون.

وطنٌ نهائيٌّ لجميع أبنائه لا يكون ببسط سيادة "إسرائيل" والخليج المتأمرك والمتأسرل على أرض لبنان واللبنانيين. 

وطنٌ نهائيٌّ لجميع أبنائه لا يتصدّره رئاسات وقرارات بوزن الخيانة العظمى، بل وطن ينهض برفع الحرمان والعدوان وتشييد مجتمع الحرب، طالما "إسرائيل الشر المطلق" تستفحل في مشاريعها. 

وطنٌ نهائيٌّ لجميع أبنائه، لا يعني الانكفاء عن فلسطين القضية والمصير، بل النظر إلى الفلسطينيّين بوصفهم ورثة الإمام الحسين (ع) طالما يقاومون الاحتلال "الإسرائيليّ".

بين حدّي الحفاظ على وحدة لبنان وحمايته ورفع الحرمان عن أبنائه تجري أحرف اسم إمام المقاومة والمقاومين في لبنان موسى الصدر، باطمئنان. 
أما الإصرار على سلب لبنان زينة رجاله الذين أنجزوا بإرث موسى الصدر مواجهة اجتياح عاصمته عام 1982، وإسقاط اتفاقيّة 17 أيار 1983، وتحرير 1985، وتحرير 2000، والصمود الإعجازي في حربي 2006 و2024، وما بينهما تحرير الجرود البقاعيّة عام 2017، وحماية الثروة المائية؛ هذا الإصرار على سلب لبنان زينة رجاله بمثابة الردّة على الأعقاب وتمزيق لعباءة ورداء موسى الصدر بنحو سافر ورخيص. 

إن ورثة الإمام الصدر العابرون للطوائف، يخاطبون أولئك المتأبطين ورقة برّاك وإهاناته، و"المنفعطين" بإغواء أورتاغوس القذر كأفعى تبث سمومها، وبالوفد المرافق من الكونغرس إلى موظّفي السفارة الأميركيّة في بيروت:
 يا جزءًا من هذه الحرب المستمرة، ما زلنا في مسجد الصفا مع الإمام الصدر قيمة أخلاقية فلا تهدموا مئذنته بإصراركم على نزع السلاح وحصريّة الاستباحة. 

هذا السلاح سيبقى زينة موسى الصدر في رجولتنا والروح التي تقاتل فينا، وسيبقى الحامي من نهم عطشكم للدماء وحنينكم إلى صبرا وشاتيلا واستعادة أمجاد ذلّكم في ١٧ أيار ١٩٨٣.

أنتم وموسى الصدر النقيض المطلق، وقد جعل من الكيان "الإسرائيليّ" شرًّا مطلقًا.

ثقوا أن تلك الأيام كان "٦ شباط"، وموقفان شامخان داخل قبّة البرلمان لزاهر الخطيب ونجاح واكيم، أمّا لهذه الأيام فبأس موسى الصدر وحسن نصر الله، وهذا البأس لم يعرفه أحدٌ من كلّ سكان المعمورة بعد. 

فلا تخطئوا الرهان، أما الحل فهو: 

 - تراجع الحكومة عن قرارها. 
 -  انسحاب "إسرائيل" من كافة النقاط الخمس، ووقف كامل الاعتداءات "الإسرائيلية" وعودة الأسرى وتحقيق الإعمار كاملًا وناجزًا. 

 - تحديد استراتيجية أمن وطني في جنوب الليطاني أولًا للتعامل مع القرار ١٧٠١، وفق مصالح لبنان في الحماية وطمأنة سكانه، لا طمأنة الكيان.

 - معالجة مسألة الثروة المائية البحرية لناحية النفط والغاز. 

وبعد مرور مدّة من الزمن، لا تقل عن مسافة ٢٧ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ إلى يوم اصدار الإملاء الأميركي بالقرار الحكومي الفاسد وغير الميثاقي، بعد هذه الأشهر ومع الاطمئنان لكل ما تقدم يبدأ الشروع بإستراتيجية الدفاع الوطني على أسس السيادة والحرية والاستقلال بوجه العدوان حصرًا، وهكذا تكون الدولة دولة، لا سلطة فاقدة أو تفقد الشرعيّة مع قراراتها وممارساتها الحمقاء. 

لبنان وطنٌ نهائيٌّ لجميع أبنائه، هو وطن السيادة والأمل، لا وطن الاستباحة والألم، هذه هي أبجديّة موسى الصدر، فلا تحاربوه وأنتم تختبئون باسمه، إنه الطاهر النقي الذي يلفظ أمثالكم وروحه تراقب سيركم الذليل أما مسيرته، فكربلاء وروح مقاومته في عروق المجتمع اللبناني المقاوم سارية، وكلمته هي الفصل ولا وقت للهزل.

الكلمات المفتاحية
مشاركة