عين على العدو

قالت المراسلة والمحللة السياسية في صحيفة "معاريف" الصهيونية أنا بارسكي إنّه "مع اقتراب انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (9–23 أيلول/سبتمبر)، تستعد "إسرائيل" لشهر سياسي عاصف على وجه خاص، إذ من المتوقع أن تعلن مجموعة من الدول الغربية -فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، أستراليا، كندا ومالطا-خلال أعمال الجمعية، عن اعترافها بدولة فلسطينية".
وأشارت إلى أنّه "في "إسرائيل"، يقدّرون أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى موجة اعترافات أحادية إضافية من دول أوروبية وأخرى، الأمر الذي قد يضر بمكانتها في الساحة الدولية"، لافتةً إلى أنّه "وبحسب الجدول الرسمي، من المقرر أن يلقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الجمعية العامة في ختام أعمالها، خلال فترة الأعياد اليهودية".
وأشارت الى أن خطابه هذا العام سيكون في ظل الحرب الدائرة في غزة، وفي ظل إعلان دول غربية عن الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأردفت بارسكي: "يتوقع أن يركز نتنياهو في خطابه على ثلاثة مواضيع رئيسية: معركة "إسرائيل" ضد حركة حماس، والمعارضة الشديدة لخطوات الاعتراف الأحادية بالدولة الفلسطينية، والدعوة إلى تشكيل جبهة دولية في مواجهة إيران"، موضحةً أنّه "حتى الآن، لم يتضح ما إذا كان سيُعقد لقاء بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وتابعت: "مكتب رئيس الحكومة شدّد على أنه "لا توجد خطة لعقد لقاء"، لكن مصادر سياسية أشارت إلى أنه "خلال ثلاثة أسابيع يمكن أن يحدث الكثير، بما في ذلك التنسيق لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي"، مشيرةً إلى أنّه "بحسب التقديرات، القتال في غزة قد يكون عاملاً حاسمًا: فإذا سارت "عملية عربات جدعون 2" بنجاح، فقد يرى ترامب في ذلك سببًا للموافقة على لقاء مع نتنياهو، أما إذا واجهت المناورة البرية صعوبات، فقد يفضّل الابتعاد".
وأضافت بارسكي: "قد تؤدي العملية إلى تصعيد حدة الانتقادات الدولية ضد "إسرائيل" بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة، وقد يتحول الاهتمام العام والدبلوماسي من مسألة الاعتراف بفلسطين إلى القضايا الإنسانية، فيما قد يطالب مسؤولون في الأمم المتحدة وأوروبا باتخاذ خطوات قانونية أو سياسية ضد "إسرائيل""، لافتةً إلى أنّ "الجمعية تُفتتح تحت ضغط شديد، إذ تتصاعد في أوروبا الدعوات لفرض عقوبات على "إسرائيل" بسبب عملياتها في غزة والاستيطان، وبلجيكا تدرس حتى خطوات اقتصادية ضد شركات إسرائيلية تنشط خلف الخط الأخضر".
ورأت أنّ "من المتوقع أن تكون الجمعية المقبلة من بين الأكثر توترًا بالنسبة لـ "إسرائيل" في السنوات الأخيرة: موجة إعلانات عن الاعتراف بدولة فلسطينية، ضغط متزايد في الساحة الدولية، عملية عسكرية في غزة، وغموض يكتنف احتمال عقد لقاء مع ترامب".
وختمت بالقول: "نتنياهو يصل إلى نيويورك لخوض معركة مزدوجة -سياسية وأمنية- سيُطلب منه فيها أن يُظهر قيادة أمام المجتمع الدولي، مع الحرص في الوقت نفسه على الحفاظ على دعم أميركي حاسم".