خاص العهد

ساعات قليلة ويمضي أسطول الصمود العالمي الى غزة من ميناء سيدي بوسعيد في تونس محمّلًا بمئات الناشطين الذين وجهوا رسالة للعالم كله بأن التضامن ليس مجرك شعارات رنانة بل اختيار وفعل لكسر الحصار. هي لحظة استثنائية ينتظرها كلّ مناصر لفلسطين في وقفة ضمير أمام صمت المجتمع الدولي المخزي إزاء أكبر جرائم العصر الصهيونية.
أكمل الاسطول استعداداته على الرغم ممّا تعرض له خلال اليوميْن من حوادث وحرائق طالت أكبر سفينتين فيه. ويشتبه القائمون بأن الحرائق ناتجة عن اعتداء صهيوني، رغم نفي الرواية التونسية الرسمية لذلك.
تحديات أمنية لحماية الأسطول
زهير حمدي الأمين العام لحزب التيار الشعبي قال لموقع "العهد" الإخباري "يُحسب لتونس قبولها تجهيز أسطول الصمود على أرضها، وهو موقف له تبعات أكبر من طاقة الدولة التونسية في ظرف إقليمي وعالمي شديد الخطورة وبالغ التعقيد". وتابع: "التحديات الأمنية لحماية الأسطول على الأقل على الأراضي التونسية مهمة جسيمة ومعقدة.. لا ينبغي الاستهانة بالمخاطر الأمنية المحيطة بالأسطول وبتونس وعدم استبعاد أي سيناريو من قبل العدو وعملائه في الداخل، فلا ننسى أن الضربات التي تلقتها إيران أغلبها من شبكات داخلية".
وأشار الى أن "على السلطات التونسية اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر لتأمين البلاد والأسطول من جهة، والتعامل بأكبر قدر من الشفافية مع مثل هذه الحوادث"، وشدّد على أن "اليقظة الشعبية لا تقل أهمية عن يقظة الأجهزة الرسمية للدولة في مثل هذه الأوضاع".
بدوره، قال وائل نوار عضو هيئة تسيير الأسطول لـ"العهد" إن الحادث الذي أصاب إحدى سفن الاسطول وراءه شبهة اعتداء صهيوني، لافتًا الى أن "هذه العمليات هدفها إرهاب المشاركين، ولكن ما لا يعلمه الاحتلال أن هذه المحاولات ستزيد المشاركين إصرارًا على الذهاب الى غزة"، وأضاف: "الاحتلال خائف من وصول كل هذه القوارب الى غزة ويريد ايقافها من تونس ولكن سنذهب بكل الحالات".
رسائل دعم
جعفر الحوزي مشارك من الوفد المغربي صرّح من جانبه لـ" العهد" "جئنا من كل الجنسيات لنقول كلمة واحدة كلنا مع غزة ونحن قادرون بكل جهودنا على كسر الحصار وكسر المجاعة ووقف التهجير.. دورنا كمغاربة وكمغرب عربي والعالم بأكمله أن نتحد لتحقيق هذا الهدف".
تياغو أفيلا الناشط والمشارك في الأسطول قال على هامش الندوة الصحفية لهيئة تسيير الأسطول: "مهمّتنا الإنسانية لن تتوقف، ولن تؤثّر عليها أيّة تهديدات. تونس دولة ذات سيادة ونرفض أي اعتداء على أرضها. ما يحدث يهدف إلى حرف الأنظار عن غزة".
ريما حسن عضو في البرلمان الأوروبي ومشاركة في الأسطول قالت: "نحن عازمون على الذهاب الى غزة رغم كل التحديات". وتابعت إن "الحادث الذي أصاب الأسطول غير مقبول.. رسالتنا واضحة وهي أننا أقوى من هذه المحاولات ونريد بكل قدراتنا أن نحقّق هدفنا في تحرير الإنسانية وكسر الحصار عن غزة".
ويتحضّر اليوم التونسيون للمشاركة في توديع الأسطول بعد أن هبوا بأعداد غفيرة طيلة الأيام الماضية للتبرع بكل الاحتياجات الصحية والغدائية، على أمل أن يصل الأسطول وترسو مراكبه في شاطئ غزة وتكسر الصمت الدولي والعجز الإنساني ضد جرائم الاحتلال.