عربي ودولي

توقف "طواف إسبانيا" للدراجات الهوائية (فويلتا) بعدما اقتحم مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين مسار مرحلته النهائية في مدريد احتجاجًا على مشاركة فريق "إسرائيل-بريمير تيك"، فيما تصدت لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات مناهضة للحرب في غزة مثل: "فلسطين تفوز بالفويلتا" و"قاطعوا إسرائيل"، فيما قاموا بإزالة الحواجز الأمنية في شارع "غران فيا" الشهير.
وتدخلت الشرطة الإسبانية بقوة، مستخدمة الشاحنات الصغيرة لإزالة العوائق ومحاولة تفريق المتظاهرين وسط انتشار أمني استثنائي ضم أكثر من 1100 عنصر. ورغم ذلك، تسببت الاحتجاجات بإلغاء المرحلة قبل وصول الدراجين إلى خط النهاية.
وقالت روزا موستازا رودريغيز، وهي مُعلّمة إسبانية تبلغ من العمر 54 عامًا، لوكالة فرانس برس: "إنها طريقة لتوضيح موقفنا الدولي ضد الإبادة الجماعية في غزة".
ورأت نائبة رئيس الوزراء الإسباني "اليسارية الراديكالية"، يولاندا دياز، أن ""إسرائيل" لا يمكنها المنافسة في أي حدث بينما تستمر في ارتكاب إبادة جماعية"، بعدما أوقفت احتجاجات رافضة للحرب في غزة، اليوم، المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية لمشاركة صهاينة في السباق.
وقالت دياز، عبر "إنستغرام"، إن "المجتمع الإسباني أعطى درسًا للعالم من خلال شل طواف إسبانيا".
وقبل أيام، منعت حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولة الإسبانية من الدخول إلى أراضيها بسبب تنديدها بالحرب في غزة.
تأتي هذه التظاهرات في مرحلة تشهد فيها العلاقات بين حكومة الاشتراكي، بيدرو سانشيز، ورئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين نتانياهو، توترًا شديدًا خصوصًا بعد إعلان سانشيز، قبل فترة قصيرة، اتخاذ إجراءات تهدف "إلى وضع حد للإبادة في غزة".
وفي وقت سابق من اليوم وقبل وقوع حوادث بعد الظهر، أعرب سانشيز عن "إعجابه" بالمتظاهرين داعيًا، في الوقت نفسه، إلى "احترام الرياضيين".
وقد وصلت العلاقات بين إسبانيا وكيان الاحتلال إلى أدنى مستوياتها التاريخية على الإطلاق هذا الأسبوع، في تصعيد دراماتيكي أشعل فتيل أزمة ديبلوماسية غير مسبوقة بين الجانبين. وفي خطوة متقدّمة، أعلنت حكومة رئيس الوزراء الإسباني، عن حزمة من تسعة إجراءات عقابية صارمة ضدّ "تل أبيب"، واصفةً الحرب الصهيونية المستمرة في قطاع غزة، بأنها "مذبحة جماعية" و"إبادة لشعب أعزل". وأثارت هذه الإجراءات، التي شملت حظرًا على الأسلحة وإغلاق الموانئ والمجال الجوي أمام الإمدادات العسكرية المتّجهة إلى "إسرائيل"، ردّ فعل غاضبًا وفوريًا من جانب كيان العدو، أعقبته سلسلة من الاتهامات والإجراءات الانتقامية.