اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي جرحى تلبية النداء: حياة رياضية رغم الاصابة

مقالات

قمة الدوحة.. رسالة حاسمة لتشجيع الكيان المجرم
مقالات

قمة الدوحة.. رسالة حاسمة لتشجيع الكيان المجرم

82

في خضم العدوان "الإسرائيلي" المتصاعد، في غزّة، وتوسيع رقعة الاستباحة، وامتدادها لتشمل دولة تصنّف كحليف، وعلى الأقل كطرف محايد، وفي حالة انحيازه ينحاز لصف واشنطن، وبالتالي صف "إسرائيل" حكمًا، في ظل هذه الظروف الخطيرة انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة محاولةً بلورة موقف جماعي يبعث برسالة رادعة إلى حكومة نتنياهو.

وإن كانت القمة قد أصدرت بيانًا واضحًا في التضامن مع الدوحة، وجليًا في رفض العدوان عليها، وحملت رسالة حاسمة في ذلك، إلا أن المراقبين سرعان ما أدركوا أن الرسائل السياسية والدبلوماسية، مهما بلغت لهجتها من الحدة، لم تعد تجد طريقها إلى أذن الكيان. 

فـ"إسرائيل"، المدعومة بشكل كامل ولا لبس فيه من واشنطن، لتعمل ما تريد أينما تريد وقتما تريد، قد اعتادت إدارة صراعاتها من موقع الهيمنة العسكرية، ولم تعد تستقبل الرسائل الشفوية أو بيانات التنديد، بل لا تُصغي إلا إلى لغة أخرى: اللغة المحمولة على أجنحة الطائرات، مشفوعة بأزيز الصواريخ.

ولذلك رأيناها صباح أول يوم بعد قمة الدوحة، تنفذ تهديداتها باقتحام غزّة وتبدأ بالغزو البري للمدينة المكتظة بسكانها ومئات الآلاف من النازحين، كما نفذت اعتداء على موانئ الحديدة، رأى مراقبون أن العدوان على غزّة واليمن جاء تحت توقيع القمة، ببساطة، لأنها لم تتّخذ موقفًا عمليًا رادعًا، واكتفت ببيان هزيل، لم يتضمن ولا حتّى مجرد التلويح بخيارات ضغط من أي نوع.

هذا الواقع يكشف عن مأزق مزدوج: من جهة، هناك فجوة عميقة بين خطاب القمم ومطالب الشارع العربي والإسلامي الذي يتطلع إلى إجراءات عملية ملموسة، ومن جهة أخرى، هناك كيان العدوّ "الإسرائيلي" الذي لا يفهم سوى منطق القوّة الصلبة. 

هنا يصبح السؤال المركزي: هل يمكن أن تترجم القمم الطارئة، بما تحمله من إجماع رمزي، إلى موقف عملي يتجاوز الدبلوماسية التقليدية نحو سياسات تضغط على الاحتلال وتعيد الاعتبار لمعادلة الردع؟ للأسف كلّ المؤشرات والوقائع تجيب بالنفي.

إن التجربة التاريخية تؤكد أن "إسرائيل" لم تتراجع يومًا بفعل البيانات ولا بالخطابات، وإنما بفعل الكلفة المباشرة التي تفرضها المقاومة والمواجهة. وإن البيانات الضعيفة امام المخاطر الخبيثة والكبيرة، يكون لها فعل عكسي يشجع الكيان ويرفع مستوى الجرأة لارتكاب مزيد من الجرائم والاستمرار في تنفيذ المخطّطات.

 من هذا المنظور، قد تبدو القمم ذات قيمة معنوية ورمزية، تتناسب مع اقتحام المستوطنين للأقصى، أو تعذيب أسير، أو إقامة حواجز بين المناطق الفلسطينية للتضييق على أهلها، لكنّها تبقى في مستويات مخزية أمام حوادث واستفزازات واستباحة خطيرة، وتظهر عاجزة كسيحة ما لم تسندها قوة حقيقية قادرة على إيصال الرسالة بلغة يفهمها المجرمون من قادة الكيان الغاصب.

الكلمات المفتاحية
مشاركة