خاص العهد

إحياء للذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، شهدت القاهرة ندوة ثقافية وحفلًا لعرض كتاب "الفكر الإستراتيجي في مدرسة السيد حسن نصر الله" والذي صدر حديثًا بالتزامن مع الذكرى الأولى للشهادة المباركة لسيد المقاومة، للكاتب والباحث السياسي المصري إيهاب شوقي، وإصدار مركز الحضارة العربية لمديره الأستاذ علي عبد الحميد، وقد استضاف حزب الكرامة هذه الندوة التي حضرها لفيف من الشباب والقيادات الوطنية والرموز الناصرية.
وقد عبر الحضور عن محبتهم وتقديرهم لسماحة السيد ودوره التاريخي في المقاومة، واختلطت مشاعر الحزن على فقدانه وعلى التضحيات والخسائر في لبنان وغزة واليمن، بمشاعر التحدي والثقة بصلابة المقاومة وصمودها وقدرتها على تجاوز التحديات الراهنة.
وقد شهدت الندوة وقفة حداد لمدة دقيقة؛ تزامنًا مع الوقفة التي دعت لها المقاومة في لبنان؛ كمشاركة في هذه الفعالية، وتعبيرًا عن التضامن والوحدة مع جمهور المقاومة.
كما ربطت معظم الكلمات بين سماحة السيد الشهيد وبين الزعيم جمال عبد الناصر، من حيث تزامن تاريخ الشهادة والفقدان، ومن حيث الكاريزما وقيادة الأمة وإلهام وتثوير الشعوب العربية.
وتحدث الناشر الأستاذ علي عبد الحميد عن أهمية الوعي، ونشر ثقافة المقاومة، والاتعاظ من الأخطاء السابقة التي فرقت الأمة وخذلت المقاومات، تحت دعاوى التكفير والطائفية، وأعرب عن اعتزازه بالانتماء لمحور المقاومة وشكره لإيران وحزب الله على سد الفراغ الذي خلفه ابتعاد الأمة والأنظمة عن النهج الثوري والتحرري للزعيم جمال عبد الناصر.
كما تحدث الأستاذ إيهاب شوقي عن خطورة اللحظة الراهنة والهجمة الإستراتيجية التي تتعرض لها الأمة تحت شعار "إسرائيل الكبرى"، والتي تتطلب مواجهة إستراتيجية؛ خلافًا للبيانات والخطوات التكتيكية الضيقة التي تتعامل بها الأنظمة استرضاءً لأميركا و"إسرائيل" على أمل التراجع عن مخططهم، وأن هذا الوعي بالإستراتيجية كان وراء فلسفة الكتاب الذي ناقش عبقرية السيد نصر الله وفكره الإستراتيجي الذي انتقل بحزب الله من حركة مقاومة مسلحة إلى مكوِّن إقليمي وازن.
وكان لافتًا في كلمات الحضور غلبة الحس النقدي لأخطاء الأمة وتفرُّقها، والدعوة للمراجعة والتصحيح، والالتفاف حول المقاومة، وإعادة الاعتبار لرموزها، وعلى رأسهم الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله، وكذلك دعم اليمن في مقاومته ومعركته الكبرى في مساندة غزة وعدم تَكرار الأخطاء وتَكرار الخذلان.
وقد أصدر مركز الحضارة العربية الكتاب بالتزامن مع ذكرى الشهيد، وحرص الناشر الأستاذ علي عبد الحميد على تقديمه بسعر رمزي للجماهير؛ لإتاحة الفرصة لانتشاره جماهيريًّا، كما حرص مؤلف الكتاب على إهدائه لحزب الله وجمهور المقاومة؛ وفاءً وعرفانًا لدورهم وللإضاءة على الجانب المهمل في تجربة السيد نصر الله، والمتعلق بالجانب الفكري والتنظيمي والإستراتيجي، والذي يعد مع التماسك العقائدي، من أهم عوامل نجاح التجربة وصمودها وبقائها مع حملة الراية من القيادات والجماهير، وعلى رأسهم الشيخ نعيم قاسم.