اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي القطاع النقابي السادس يحيي مع مؤسسات تجارية في بيروت ذكرى السيدين الشهيدين

مقالات

إلى الشهيد الأسمى.. هذا الدرب سنكمله
مقالات

إلى الشهيد الأسمى.. هذا الدرب سنكمله

74

عندما تتكالب قوى الاستكبار العالمي، وتتشابك خيوط المؤامرة على قضايا الأمة، يطلّ علينا اسمٌ يختصر معنى الثبات والكرامة، اسمٌ ارتبط بالمقاومة والجهاد كما ارتبطت الروح بالجسد، إنه الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، شهيد الأمة والإنسانية، القائد الذي صنع من حياته وشهادته معراجًا لقيم الحرية، وراية ترفرف فوق كلّ ساحات المواجهة مع الظلم والعدوان.

لقد عاش السيد نصر الله مشروعًا يتجاوز الجغرافيا والمذاهب ليكون مشروعًا إسلاميًا، وتجاوز الطوائف ليصبح مشروعًا إنسانيًا رساليًا ينطلق من يقينٍ راسخ بأن كرامة الإنسان لا تتجزأ، وأن تحرير الأرض هو تحرير للإنسان من كلّ أشكال الاستعباد والهيمنة. فالمقاومة عنده لم تكن مجرد خيار سياسي أو رد فعل على احتلال طارئ، بل كانت واجبًا دينيًا وأخلاقيًا ورسالة حضارية تحفظ للأمة حقها في الحياة الحرة الكريمة، وللبشرية إنسانيتها قبل أن تفقدها في خلفية الضجيج والحقد الصهيوني.

منذ بداياته، رسم الشهيد ملامح مدرسة متكاملة في الفكر والممارسة، وفي النظرية والتطبيق. لم يكن يرى في الجهاد سلاحًا فحسب، بل وعيًا وهويةً وإرادة حياة. كان يؤمن بأن الدماء الزكية التي تروي ساحات المواجهة هي التي تصنع فجر الحرية، وتكتب ميثاق العزة للأجيال القادمة. 
ومن هذا الإيمان انبثقت دعوته الدائمة إلى وحدة الأمة في وجه الهيمنة الصهيونية-الأميركية، وإلى بناء جبهة إنسانية تتجاوز الحدود والانقسامات، جبهة تنتصر للمستضعفين وتكسر قيود المستكبرين.

إن مسيرة هذا القائد الشهيد لم تكن تجربةً محلية تخص لبنان أو فلسطين وحدهما، بل كانت قضيةً للأمة بأسرها، فقد تحول إلى رمز عالمي لكل من يرفض الخضوع لسطوة القوّة، وإلى صوت صادح بالحق في زمن الصمت.

ولا ننسى صوته القوي في وجه العدوان على اليمن، وكيف أنه اعتبره أشرف موقف يتمنى أن يلقى الله به، وذلك في خطابه الذي ألقاه ثاني يوم للعدوان السعودي الأميركي 2015.

في حياته كان عظيمًا بمواقفه، وبعد استشهاده ظهرت عظمته في مواقف أعدائه، الذين تفاخروا باغتياله، الذي أطلق صفارة انطلاق مشروعهم الخبيث للمنطقة، فكشفوا بلا مواربة عن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" ووهم "إسرائيل الكبرى"، في اعتراف غير مباشر بأن وجوده كان عقبة في طريق مخطّطاتهم.

واليوم، ونحن نحيي ذكراه الأولى، لا نقف عند حدود الرثاء، بل نجدد العهد على مواصلة دربه، درب المقاومة والجهاد، درب الحرية والكرامة، وكما ردّد في آخر خطاباته، هذا الدرب سنكمله، فدماء الشهداء، وفي مقدمتهم السيد حسن نصر الله، ليست خاتمة الطريق، بل وقود يمد الأمة بإيمان لا ينكسر، وعزم لا يلين، حتّى يتحقق النصر الموعود. 

إنه الشهيد الذي لم يرحل، لأن فكره حاضر في وعي شعوبنا وأمتنا، وروحه تسري في كلّ قلب حر، يهتف مع كلّ مجاهد صابر ثابت: الموعد النصر، والثمرة العزة، والعاقبة للمتقين.

الكلمات المفتاحية
مشاركة