اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بزشكيان: كراهية الشعوب لـ"إسرائيل" لن تزول.. وحرب الـ12 يومًا بلورت وحدة وطنية ممتازة

عربي ودولي

التحولات الديموغرافية تهدّد متانة التحالف الأميركي -
عربي ودولي

التحولات الديموغرافية تهدّد متانة التحالف الأميركي - "الإسرائيلي"

53

اعتبرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية أنّ "العلاقات الأميركية - "الإسرائيلية" هي تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى"، مشيرةً إلى أنّ "هناك عددًا متزايدًا من المشرّعين الأميركيين أصبحوا يوجّهون انتقادات حادّة إلى "إسرائيل"، وذلك بعد ما كانوا يتنافسون على تأييدها".

وأكّدت المجلة، في تقرير، أنّ "الخطوات الأخيرة التي أقدم عليها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، بتنفيذ هجوم بري في مدينة غزة واستهداف قادة حركة حماس في الدوحة ونفيها الأدلة عن مجاعة منتشرة (في قطاع غزة)، إنّما تؤجّج حال الصخب".

وذكّر التقرير بما نبّه إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة أجريت معه قبل أسابيع، من أنّ ""إسرائيل" لم تَعُدْ تسيطر على الكونغرس كما كانت في السابق، ويتعيّن عليها إنهاء الحرب، إذ إنّها تخسر معركة الرأي العام، وهو ما يضرّ بها".

وبينما استبعدت المجلة أنْ "يتغيّر الكثير في واشنطن، أقلّه في الوقت الراهن"، توقّعت أنْ "يستمر الكونغرس بإعطاء الضوء الأخضر لإرسال الأسلحة الأميركية إلى "إسرائيل"" وأنْ "تستمر إدارة ترامب بدعم "إسرائيل" مهما فعلت، أو أقلّه عدم ممارسة الضغوط عليها كي تتوقّف"، إلّا أنّ "بوليتيكو" اعتبرت أنّ ذلك "لن يستمرّ إلى أجل غير مُسمّى".

ولفتت الانتباه إلى ما توضحه استطلاعات الرأي بأنّ "هناك تحوّلًا مقبلًا على مستوى الأجيال، يُتوقَّع أنْ يُعيد رسم السياسة الأميركية تجاه "إسرائيل" بأشكال جوهرية"، فـ"الشبّان الأميركيون من معسكرَي اليسار واليمين أصبحوا يشكّكون أكثر فأكثر بتقديم الدعم الأميركي غير المشروط لـ"إسرائيل"، خاصةً في ظل ارتفاع عدد "الوفيات" في غزة وتراجع احتمالات إقامة دولة فلسطينية"، بحسب "بوليتيكو".

كما أشارت المجلة إلى أنّ "الشبّان "الإسرائيليين"، في المقابل، يتّجهون أكثر نحو اليمين، حيث تتنامى حال القومية والتديُّن، فيما يصبحون أقل تعاطفًا مع الفلسطينيين"، معتبرةً أنّ "هذا التحوّل سيؤدّي إلى المزيد من التوتر في العلاقات الأميركية - "الإسرائيلية" في الأعوام المقبلة، وبأنّ الصدام يبدو حتميًا".

واستحضرت المجلة نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة Pew في آذار/مارس 2025، وأظهر أنّ "أكثر من نصف الأميركيين فوق عمر 18 عامًا، وتحديدًا نسبة 53 في المئة منهم، لديهم موقف غير إيجابي تجاه "إسرائيل"، ونسبة 32 في المئة منهم فقط يثقون بنتنياهو". 

ووفق الاستطلاع، فإنّ "الديمقراطيين هم أكثر ميلًا نحو التعبير عن مواقف غير إيجابية تجاه "إسرائيل" بالمقارنة مع الجمهوريين، وذلك بنسبة 69 في المئة مقابل 37 في المئة". وعلّقت المجلة على ذلك بالقول: "المواقف السلبية تجاه "إسرائيل" تتنامى شيئاً فشيئًا".

كذلك، أكّدت المجلة أنّ ذلك "ينطبق بشكل خاص على الجمهوريين من جيل الشباب"، موضحةً أنّ "نسبة الجمهوريين دون سن 50 عامًا، ممن لديهم موقف سلبي تجاه "إسرائيل"، ارتفعت من 35 في المئة إلى 50 في المئة خلال الأعوام الثلاثة الماضية"، لافتةً الانتباه إلى أنّ "نسبة 71 في المئة من الديمقراطيين دون سن 50 عامًا لديهم موقف غير إيجابي تجاه "إسرائيل"".

ونقلت المجلة عن كورت ميلز؛ المدير التنفيذي لمجلة The American Conservative (وهي مجلة معروفة تُحسَب على الحزب "الجمهوري)"، نقلت عنه تشديده على "أهمية هذه المسألة العمرية"، قائلًا: "المواقف المتصلّبة المؤيّدة لـ"إسرائيل" متجذّرة بشكل كبير في الجمهوريين الأكبر سنًا ومن بينهم الإنجيليين، وبعض هؤلاء قد مَضوا وقَدِمَ ناخبون جدد".

واستندت المجلة إلى نتائج استطلاع أجراه "المعهد "الإسرائيلي" للديمقراطية" في عام 2025، أظهرت أنّ "نسبة 85 في المئة من اليهود "الإسرائيليين" يُعرّفون أنفسهم بأنّهم من المعسكر اليميني، وذلك مقابل 46 في المئة كان لهم هذا الموقف في نيسان/أبريل 2019". وبناءً على ذلك، رأت المجلة أنّ "احتمال حصول انقسام حقيقي بين "إسرائيل" والولايات المتحدة لم يَعُدْ مجرّد تكّهنات فارغة"، مذكّرةً بأنّ "نتنياهو اعترف بإمكان الانفصال عن بقيّة العالم حينما تحدّث عن إسبرطة الكبرى والاكتفاء الذاتي".

وأضافت "بوليتيكو" أنّ "العديد في "إسرائيل" يتخوّفون من انهيار الدعم الذي كانت تحظى به "إسرائيل" من كِلا الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري"، والذي كان مبدًأ مترسخًا في السياسة الخارجية الأميركية".

وذكّرت المجلة بأنّ "مجلس الشيوخ صوَّت، في تموز/يوليو (2025) لمصلحة مشروع بيع سلاح لـ"إسرائيل" بقيمة 675 مليون دولار، غير أنّ الفجوات بدأت تظهر"، مُبيّنةً أنّها "المرة الأولى في التاريخ التي تصوّت فيها غالبية الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لمصلحة منع بيع السلاح لـ"إسرائيل""، مضيفة: "هذا مؤشر كبير على الاتجاه الذي يسير عليه الحزب. كما قالت، إن مثل هذه القرارات ما كانت لتشهد تصويتًا حتى في السابق، ناهيك عن تصويت العدد المذكور ضد بيع السلاح.
وتابعت المجلة قولها: "الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، كانوا يرون أنّ التأكيد على دعم "إسرائيل" والعلاقات العسكرية يحقّق مكاسب اقتصادية، إلّا أنّ هذا قد يتغيّر".

كما اعتبرت "بوليتيكو" أنّ من أهم الاختبارات في هذا السياق هو إعادة التفاوض حول الاتفاق الدفاعي بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، والذي يحصل كل 10 سنوات"، متوقعةً أنْ  ينتهي الاتفاق المقبل في عام 2028" وأنْ "المفاوضات ستبدأ قبل فترة طويلة من تبديله". 

وخلصت المجلة في تقريرها إلى القول إنّ "النقاش حول الاتفاق الدفاعي الجديد قد يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية التمهيدية في 2028، و"إسرائيل" قد تصبح ملفًا بارزًا في الحملة الانتخابية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة