اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ردُّ حماس على خطة ترامب: توافق وطني ودعوة لوقف العدوان على غزة

مقالات

خطة ترامب وتوقيع العرب على صك التسليم للقضية الفلسطينية!
مقالات

خطة ترامب وتوقيع العرب على صك التسليم للقضية الفلسطينية!

86

بعد فشل الكيان في هزيمة المقاومة وتحرير أسراه رغم المجازر اليومية واليد الطليقة المتحررة من قيود الاعراف والقوانين أو حتّى الضغوط السياسية العربية ذات الصلة بقضية العرب المركزية المفترضة، ذهب العدوان الصهيو - أميركي إلى الخطة باء بمحاولة انتزاع أهدافه بالسياسة الخبيثة، وهذه الخطة البديلة أطلق عليها خطة ترامب، والتي وصفها العرب بخطة السلام وقدموا التحية والشكر عليها للرئيس الأميركي ووعدوا بالتعاون والشراكة في تنفيذها.

وقبل التعرض لهذه الخطة ومراميها الخبيثة يجدر بنا  أن نذكر شهادة محرر الشؤون العالمية في صحيفة اندبندنت، سام كايلي، والذي قال إن "إسرائيل" والولايات المتحدة قد وضعتا خطة ماكرة لتفويض "إسرائيل" مواصلة سيطرتها على قطاع غزّة أو احتلاله، تحت قيادة حاكم، هو توني بلير (وهو رجل مكروه للغاية في الشرق الأوسط)، وملك، هو دونالد ترامب، الذي سيدير غزّة. 

وهنا يمكن أن ندخل مباشرة إلى جوهر الخطة وأهدافها والتي تتلخص في عناوين مختصرة:

1 - إلقاء الكرة في ملعب حماس والمقاومة وتحميل المقاومة مسؤولية الدمار والقتل وتبرئة العدوّ الصهيوني امام جمهوره وأهالي الأسرى وامام الرأي العام العالمي ومحاولة إنقاذ الكيان من عزلة دولية غير مسبوقة.

2 - تحقيق الأهداف الإستراتيجية لأميركا والكيان "الإسرائيلي"  بالسياسة والتي فشلا في تحقيقها بحرب الإبادة.

3 - تقديم مخرج سياسي يوفر الحرج للأنظمة العربية التي تبنت الخطة وقدمت الشكر والعرفان للرئيس الأميركي باعتباره شريكًا إستراتيجيًا وصانعًا للسلام، وذلك عبر عبارات فضفاضة ملحقة ببنود الخطة تلمح إلى دولة مستقبلية دون ضمانات، أو حتّى وعد صريح مفتوح ومؤجل كما كان يحدث سابقًا.

والراصد للخطة وما سبقها من اعدادات لما يعرف باليوم التالي في غزّة، يجد أن هذه الخطة هي خطة صهيونية بامتياز، وذلك عبر أدلة رسمية ومنشورة وليس مجرد استنتاجات، وهنا يمكن رصد بعض من هذه الأدلة:

أولًا: خطة نتنياهو في بداية الحرب:
في فبراير 2024 أفادت هيئة البث "الإسرائيلية" بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم للمجلس الوزاري الأمني المصغر ("الكابينت") وثيقة مبادئ تتعلق بسياسة اليوم التالي لحرب غزّة.

وقالت الهيئة إن وثيقة نتنياهو تتضمن احتفاظ "إسرائيل" بحرية العمل في كامل قطاع غزّة دون حد زمني، كما تتضمن أيضًا إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات "الإسرائيلية".

وأشارت الهيئة إلى أن وثيقة نتنياهو تنص كذلك على إبقاء "إسرائيل" على الإغلاق الجنوبي على الحدود بين غزّة ومصر، كما تشتمل أيضًا على بند إغلاق وكالة الأونروا وأن تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.

كما ذكر موقع أكسيوس الإخباري أن نتنياهو يريد أيضًا تنفيذ خطة لما يسميه "اجتثاث التطرّف" في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزّة، وأن هذه الخطة سيتم تنفيذها "بقدر الإمكان بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرّف على أراضيها".

وتشدد خطة نتنياهو على أن إعادة إعمار قطاع غزّة لن تكون ممكنة إلا بعد الانتهاء من عملية التجريد من السلاح وبدء عملية "نزع التطرّف"، ولا تحدد الوثيقة بوضوح من يتصور نتنياهو أن يحكم غزّة بعد الحرب، لكنّها تقول إن "عناصر محلية ذات خبرة إدارية" ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام في غزّة.

والمتابع لبنود خطة ترامب لن يبذل جهدًا في رصد التطابق بين الخطتين.

ثانيًا: خطة بلير كوشنير الصهيونية:

في اغسطس الماضي، تم الكشف عن اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مع صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشأن خطة ما بعد الحرب في غزّة.

ولكن هذا الاجتماع لم يكن تقليديًّا، حيث ذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" أن وزير الشؤون الإستراتيجية "الإسرائيلي" رون ديرمر يزور واشنطن بالتزامن مع الاجتماع الذي يعقده ترامب بشأن غزّة.

وهذه الخطة التي أعدها توني بلير كانت بتكليف مباشر من جاريد كوشنير المعروف والمعترف بأنه صهيوني، والأدهى من ذلك أن التقارير كشفت مؤخرًا أن بلير قد بدأ في إعداد الخطة في الأشهر الأولى من الحرب بالتزامن مع وثيقة نتنياهو التي عرضها على الكابينيت.

الخطة الأصلية هي التهجير:

ورغم التعتيم وإطلاق بنود فضفاضة على خطة بلير، إلا أن الخطة الأصلية المتفق عليها هي “The Great Trust”، ووفقًا لتقرير “فايننشال تايمز”، شاركت مؤسسة بلير في مناقشات أولية تضمنت تطوير منطقة اقتصادية ومنتجع سياحي فاخر باسم “Trump Riviera”، مستلهم من نماذج دبي.

وكذلك إطلاق منطقة صناعية ذكية على الحدود تُسمّى “Elon Musk Smart Manufacturing Zone”، وإنشاء موانئ عميقة، وجزر اصطناعية، ومناطق اقتصادية خاصة ذات إعفاءات ضريبية، إضافة إلى مبادرات تكنولوجية مثل أنظمة تجارة تعتمد على “البلوكتشين”، وتضمنت الخطة مساحة لنقل فلسطينيين من غزّة، يُقدَّر عددهم بين ربع إلى نصف مليون، كجزء من إعادة التطوير.

وهنا فإن اعتماد توني بلير كصاحب دور رئيسي في خطة ترامب والراصد للبنود الاقتصادية الواردة بالخطة هو دليل دامغ على اعتماد خطة التهجير وتدشين مشروع "ريفييرا غزّة" وهو ما يعني احتلال أميركي لغزّة وربطها بالمشروعات الجيوسياسية والجيواقتصادية الأميركية وأن الخطة تحتوي على التهجير رغم محاولة نفيها لذلك، وكلّ  هذا يتم بموافقة ومباركة، بل وبحماية عربية قد تنزلق بها الأمور إلى اشتباك بين القوات العربية والمقاومة.
    
والخلاصة، هي أن جوهر الخطة هو الخلاص من مأزق الفشل في تحرير الأسرى وما يعلنه ذلك من فشل الكيان وأميركا وما يستتبعه ذلك من تداعيات داخلية في الكيان، ثمّ التفرغ لاخلاء غزّة من المقاومة وبعدها من السكان، أو الإبقاء على جزء منهم تحت الاحتلال الأميركي المباشر والذي تحميه قوات دولية وعربية، وتحويل غزّة إلى منطقة استثمارية وسياحية واقتصادية يقوم الخليج بتمويلها وربما يحصل بعض المحيط العربي في الأردن وسورية ومصر على الفتات من ريعها، وهو ما يمكن اعتباره جزءًا من تدشين مشروع "إسرائيل الكبرى" بعد توقيع العرب صكًّا للاستسلام ولتسليم القضية الفلسطينية والإشادة بمن قام بتصفيتها!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة