عين على العدو

توقّفت صحيفة "هآرتس" عن نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الذي أظهر اتساع الهوة بين يهود الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن غزة.
السؤال المركزي الذي يتناوله الاستطلاع هو: ما رأي ثاني أكبر جالية يهودية في العالم؟ ماذا يفكر اليهود الأمريكيون بشأن "إسرائيل"، ورئيس حكومتها، والأوضاع في غزة؟".
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن نسبة غير مسبوقة تبلغ 61% من اليهود الأميركيين مقتنعون بأن "إسرائيل" ارتكبت وما زالت ترتكب جرائم حرب في غزة. كما وافق 39% على القول إن "إسرائيل" تمارس إبادة جماعية في غزة، مقابل 51% رفضوا هذا القول و10% لم يجيبوا"، فيما أجاب 59% أن "إسرائيل" "لا تفعل ما يكفي" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
"هآرتس" رأت أن "التحوّل الدراماتيكي في موقف غالبية اليهود الأميركيين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالوثائق التي ظهرت مؤخرًا عن أطفال جائعين في غزة خلال الأشهر الماضية"، مضيفة أن "محاولات "إسرائيل" و"الإسرائيليين" لتفسير هذه الوثائق وتبريرها بطرق مختلفة لم تُقنع الأميركيين، وأثارت لديهم شعورًا بعدم إمكانية الثقة بحكومة "تل أبيب"، ولا سيما بالجيش".
وأشارت "هآرتس" إلى أنّ "يهود الولايات المتحدة رغم أنهم لم "يغيّروا جانبهم" وليسوا في الغالب من مؤيدي الفلسطينيين، يبدو أن فقدان الثقة لديهم بـ"إسرائيل" عميق"، لافتةً إلى أنّ "هذا يمثّل كسرًا حقيقيًا لن يزول بسهولة بين الفئة التي توفر دعمًا ماليًا وسياسيًا لـ "إسرائيل".
وتابعت: "يحظى نتنياهو بكراهية خاصة بين يهود أميركا، الذين يميلون إلى اعتبار أنفسهم أقلية ويصوتون في الغالب للحزب الديمقراطي، هذه الروح كانت ترافق يهود أميركا منذ التسعينيات، لكن يبدو أن الحرب أقنعت أيضًا شريحة لا يستهان بها من اليهود في اليمين، فقد قال 68٪ من المستطلعين اليهود إن نتنياهو سيء لـ "إسرائيل"، بزيادة قدرها 20٪ مقارنةً باستطلاع مماثل أُجري عام 2020، ومع ذلك، ما زال نسبة ضخمة من المستطلعين، تبلغ 94٪، ترى أن حماس هو المسؤول الأساسي عن الحرب وأنه ارتكب أكبر عدد من جرائم الحرب في المعركة".
ويشير الاستطلاع إلى فجوة متسعة بين اليهود في الكيان ويهود الولايات المتحدة، خصوصًا بين الجيل الشاب. فحتى الآن، ومع كل هذه الانتقادات، قال 56% من اليهود الأميركيين إنهم يشعرون بارتباط عاطفي بـ "إسرائيل". ومع ذلك، انخفضت نسبة الارتباط العاطفي بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا إلى 36%.
ويظهر هذا التباين في كل الأسئلة؛ فعلى سبيل المثال، قال 50% من الشباب إن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية".
وأردفت "هآرتس": "في يوليو/ حزيران الماضي، جرت محاولتان للتصويت في مجلس الشيوخ لوقف شحنات الأسلحة إلى "إسرائيل"، وللمرة الأولى، دعم غالبية كتلة الديمقراطيين، البالغ عددهم 26 سيناتورًا، اقتراح بيرني ساندرز لإلغاء المساعدات. ولم يمر الاقتراح بسبب معارضة الجمهوريين، لكن منذ ذلك الحين، ومع التغيرات في الرأي العام الأميركي حول الجوع في غزة، تسارعت هذه التحركات، حتى بين الجمهوريين المعتدلين".
نسب إضافية: مع وقف تسليح "اسرائيل"
كذلك كشف استطلاع جديد أجراه موقع YouGov ونشره موقع الأخبار Semafor أن 71٪ من الناخبين الديمقراطيين سيبحثون عن مرشح أو مرشحة للرئاسة يتعهدون بوقف شحنات الأسلحة إلى "إسرائيل".
كما قال 55% من المستطلعين إنهم سيُفضلون، بالفعل في الانتخابات التمهيدية القادمة للكونغرس، استعداد المرشحين لانتخابات منتصف الولاية في 2026 لعدم تسليح "إسرائيل".