اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي كمين ثكنة الريحان: عملية نوعية مركبّة أصابت العدو في مقتل

عين على العدو

عين على العدو

"معاريف": حماس انتصرت لأنها أثبتت أنه يمكن تحدي "إسرائيل"

48

كتب المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الصهيونية آفي أشكنازي يقول: "ماذا بقي ليُكتب عن الحرب لم يُكتب خلال العامين الماضيين؟ الحرب التي بدأت بأقسى هزيمة عسكرية لـ"إسرائيل" منذ قيامها، وما تزال مستمرة دون أن يُرى حتّى الآن نهايتها".

أضاف: "بدأت الحرب بمفاجأة كاملة — محرجة ومهينة. منظمة "إرهابية" لم تُعتبر في "إسرائيل" ولا في العالم منظمة كبيرة أو قوية بما يكفي لتغيير واقع إستراتيجي، أو لتهديد وجود دولة "إسرائيل" أو جزء منها. حتّى بعد السابع من أكتوبر، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدرات المنظمة بأنها لا تزيد على "بضعة عرب ينتعلون الصنادل ويحملون بنادق كلاشينكوف".

ورأى الكاتب أن حركة "حماس في الواقع، تمكّنت من حسم فرقة غزّة — القوّة العسكرية التي خصصتها "إسرائيل" لمواجهتها. سيطرت على مساحات من الأرض وهدّدت بالتوغل عميقًا داخل العمق "الإسرائيلي". ولو نُفّذت خطتها لتوحيد الجبهات في التوقيت الذي أرادته، لكانت "إسرائيل" في واقع مختلف كليًّا. الآن، بعد عامين، آن الأوان لترك المناورات الإعلامية والتبريرات جانبًا والغوص في جوهر ما حدث: فهم كيف، بعد خمسين سنة بالتمام من حرب يوم الغفران، تفاجأت "إسرائيل" وتلقت هزيمة عسكرية في المراحل الأولى من القتال.

وأشار إلى أن "هذه الحرب التي حققت فيها حماس نصرًا منذ الدقيقة الأولى لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023، بل قبل ذلك بكثير. واليوم بات الموعد واضحًا 26 أغسطس 2014، اليوم الذي دخلت فيه هدنة عملية "الجرف الصامد" حيّز التنفيذ. القيادة السياسية والعسكرية في "إسرائيل"، والتي كانت تعتقد أنها تعرف كلّ شيء دائمًا، ظنّت أنها وجّهت ضربة قاصمة إلى حماس، وأنها "روّضت النمر"، وأن حماس أصبحت مردوعة".

وأضاف: ""إسرائيل" روت لنفسها قصّة — والأسوأ أنها صدّقتها. لكن في الواقع خرج عناصر حماس من الأنفاق بعد الحرب، نفضوا الغبار عن أنفسهم، رأوا دمار غزّة ومعاناة سكانها ولم يتأثروا؛ بل أدركوا أن مجرد صمودهم أمام الغزو "الإسرائيلي" هو نصر بحد ذاته".

وتابع: "ومنذ تلك اللحظة، غيّرت حماس عقيدتها القتالية تجاه "إسرائيل"، تمامًا كما فعل نصر الله وحزب الله بعد حرب لبنان الثانية بثماني سنوات. أدركت المنظمتان — حزب الله في لبنان وحماس في غزّة — أنهما أصبحتا كبيرتين وقويتين بما يكفي لا لتكونا قوتين دفاعيتين فحسب (الأول يدافع عن لبنان، والثانية عن غزّة)، بل لتتحديا "إسرائيل" وتقودا معركة هجومية تنقل القتال إلى الأرض "الإسرائيلية" ذات السيادة".

وأردف الكاتب: "شرعت حماس في بناء قوات النخبة التي حولت المنظمة إلى ما يشبه جيشًا منظمًا. أقامت منظومة قيادة وسيطرة تشمل ألوية وكتائب وسرايا وفصائل. أنشأت جهاز استخبارات متطورًا للغاية، ودرست الجيش "الإسرائيلي" و"إسرائيل" عن كثب، واستعدت ليوم التنفيذ، مستندة إلى شبكة أنفاق معقّدة وسيطرة مطلقة على سكان غزّة".

وقال: "أما في "إسرائيل"، فقد ظلّت تروي قصتها لنفسها — والأسوأ أنها واصلت تصديقها دون أن تتحداها، لا في الجيش، ولا في المستوى السياسي، ولا السياسي الداخلي. في حالة "إسرائيل"، كلف هذا الخداع الذاتي ثمنًا دمويًا رهيبًا: 1954 قتيلًا من المدنيين والمقاتلين، و255 مخطوفًا (أسيرًا) لا يزال 48 منهم حتّى اليوم في أسر حماس — وآلاف الجرحى".

وأكد الكاتب أن "الفشل "الإسرائيلي" في مواجهة حماس ليس عسكريًا فحسب، ولا استخباراتيًا فقط، ولا قياديًا على مستوى اتّخاذ القرارات، بل هو فشل شامل في إدارة الدولة والمجتمع. فشل في الذهنية اليومية للمواطن، وفي العلاقة بين الحكومة والمجتمع، وفي الفكرة المتجذرة بأن "الأمور ستسير على ما يرام"، و"سنتدبر أمرنا".

وقال: "لكن في هذه الحرب، مع الأسف، انتصرت حماس؛ لأنها أثبتت أنه يمكن تحدي "إسرائيل"، وصمدت لعامين في حرب هي الأعنف منذ 77 عامًا من عمر الدولة، ونجحت في كسب الرأي العام العالمي إلى صفها.. يمكن رؤية ذلك في أوروبا: أعلام فلسطين ترفرف في كلّ زاوية، وتظاهرات في كلّ ساحة، وتصاعد الدعوات للاعتراف بدولة فلسطينية، وعزلة "إسرائيل" الدولية تتعمق يومًا بعد يوم".

أضاف: "نعم، هذه هي قصّة الفشل في الفهم والتصور.. يمكن لـ"إسرائيل" أن تصنع الصاروخ الأدق، ومنظومة الاعتراض الأفضل، والدبابة الأقوى، والطائرة الحربية الأفضل لتدريب جنودها على أعلى مستوى — لكن هذا لا يكفي. المسألة أعمق بكثير. يجب على "إسرائيل" أن تتوقف لحظة وتُجري مراجعة شاملة للمنظومات.. عليها أن تفهم كيف تبني قوتها على أسس متعددة، لا على القوّة العسكرية وحدها".

وتابع: "حكومة تبني نفسها كنظام سلطوي، تضم متهمين أو مدانين سابقين، ومعارضة باهتة عاجزة عن تقديم بديل حقيقي. هذا الواقع السياسي المختل ينعكس مباشرة على الأمن القومي وعلى قدرة "إسرائيل" على البقاء على المدى الطويل".

وأردف الكاتب: "يجب على "إسرائيل" ألا تخدع نفسها مجددًا. عليها أن تعيش الغد بفهم أن السرد "الإسرائيلي" ليس بالضرورة السرد الكامل أو الصحيح، فقد يكون للطرف الآخر سرد آخر خفيّ قد يظهر غدًا أو بعد عام في فاجعة جديدة. "إسرائيل" تخوض منذ عامين حربًا على سبع جبهات، وتبني على وَهْم النصر المطلق، لكن في هذا العصر لا وجود لانتصار مطلق".

وخلص آفي أشكنازي إلى القول: "على الجيش "الإسرائيلي" أن يعيد بناء نفسه لمواجهة أي مفاجأة، من أي جبهة — شمالًا، شرقًا، جنوبًا، على خط التماس وداخل البلاد. فهو اليوم ليس في تلك الجاهزية بعد. وعلى المجتمع "الإسرائيلي" أن يعيد بناء ذاته، وأن يطالب، ويسأل، وألّا يسير خلف قيادة خاوية. وإن لم يفعل، فسيواجه "سابع أكتوبر" جديدًا يجعل صباح 7 أكتوبر 2023 مجرد ظلّ باهت أمامه — تمامًا كما طغى 7 أكتوبر على 6 أكتوبر 1973 في ظل المفاجأة والهزيمة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة