اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي استشهاد ثلاثة مقاومين في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في جنين

تحقيقات ومقابلات

تحقيقات ومقابلات

الدفاع المدني في الهيئة الصحية.. عنوان صمودٍ وفداء في أحلك الظروف

132

رغم غارات العدوان الصهيوني التي أمطرت القرى والبلدات الجنوبية، ثبت أبناء الدفاع المدني في الهيئة الصحية خلال فترة الإسناد في القرى إلى جانب أهلهم، وكانوا الطمأنينة للناس، بعد أن حاول العدو كسر صمود الناس وترويع المدنيين. هذه بعض المشاهد التي يرويها المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية الحاج عدنان مقدم لموقع العهد الإخباري عن الدور البطولي الذي أدته فرق الدفاع المدني خلال العدوان الصهيوني على لبنان.

ويقول مقدم: "خلال العدوان الإسرائيلي، تعرضت المناطق المدنية والسكنية في الجنوب لسلسلة غارات واستهدافات كثيفة هدفت إلى الضغط على المجتمع المحلي، فكان واجبنا أن نقف إلى جانب أهلنا، نخدمهم ونؤمّن احتياجاتهم من مواد غذائية وطبية وأدوية، رغم الخطر والدمار."

ويشير إلى أنَّه مع تصاعد العدوان حتى شهر أيلول 2024، كانت سيارات الإسعاف والدفاع المدني تعمل تحت النار، تنقل الجرحى إلى المستشفيات التي غصّت بالمصابين، وخاصة جرحى تلبية النداء.

ويتابع: "مع كل استهداف، كانت فرقنا أول من يصل. نسحب المدنيين، نرفع الأنقاض، نُنقذ الأرواح. لكن بعد استهداف سماحة السيد، أُخليت الضاحية بالكامل تقريبًا، وفوجئنا باستهداف مركزنا في بيروت مباشرة، ارتقى شهداء مدنيين، واستشهدت قيادة منطقة بيروت للدفاع المدني بكاملها، إلا أننا أعدنا تشكيل فرقنا بسرعة، وواصلنا العمل".

ويشدد مقدم على أنَّ "العدو كان يلاحق سيارات الإسعاف والإطفاء في الخطوط الأمامية. كان قراره واضحًا، إخلاء المنطقة من الحياة. لكن طالما بقي أهلنا، بقينا معهم. كان قرارنا حاسمًا: لن نترك شعبنا".

ويكشف مقدم أن "فرق الدفاع المدني كانت تفتح الطرقات وتنتشل الجثامين وتنقل الجرحى حتى في ذروة القصف، ورغم المجازر التي ارتكبها في مناطق عدة، لكنه فشل في شلّ عملنا"، ويتابع قائلًا: "نحن جزء من هذا الشعب. التضحية واجبة، والبقاء إلى جانب أهلنا قرار لا رجعة فيه". 

وعن مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، يوضح أنَّه "فتحنا مراكزنا وواكبنا عودة الأهالي إلى قراهم. عملت فرق البحث والإنقاذ وإدارة الجثامين على تنظيم عمليات الدفن ومنع إقامة أي مقابر جماعية، حيث أجرينا فحوصات "DNA" وسلمنا الجثامين بناءً على نتائج علمية دقيقة".

أما عن الجانب الحقوقي، فيؤكد مقدم أن الهيئة الصحية الإسلامية قدّمت شكاوى رسمية ووثّقت كل الاعتداءات: "اجتمعنا مع وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسلّمناه كل الملفات التي توثّق استهداف مراكز الدفاع المدني والمستوصفات والمؤسسات المدنية"، معلنًا أنَّ سيصدر "قريبًا كتابٌ خاصٌ يوثّق بالصورة والبيان كل الجرائم التي ارتكبها العدو بحق فرق الدفاع المدني والجمعيات الإنسانية في لبنان."

ويختم المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية بالقول: "لقد أراد العدو أن يرعب الجنوب، لكن الجنوب بقي واقفًا. بقينا مع أهلنا في الميدان، في الحريق، تحت الركام، في قلب الخطر... لأننا ببساطة منهم، ومعهم، ولأجلهم."

الكلمات المفتاحية
مشاركة