اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "كالكاليست": سموتريتش يُحضّر للتقشف والميزانية الأمنية في صدارة الاهتمام 

مقالات

الاحتلال يوسع عدوانه على غزّة.. هل ينجح نتنياهو في إسقاط الاتفاق؟ 
مقالات

الاحتلال يوسع عدوانه على غزّة.. هل ينجح نتنياهو في إسقاط الاتفاق؟ 

173

بذريعة سقوط جندي للاحتلال في منطقة رفح شرق الخط الأصفر على يد مقاتلين من حماس -بادعاء العدوّ- الأمر الذي نفته الحركة، شن العدوّ ليل (الثلاثاء - الأربعاء) عدوانًا واسعًا على أغلب مناطق القطاع، مسقطًا عددًا كبيرًا من الشهداء والمصابين الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال.

هي المرة الثانية التي يتذرع فيها العدوّ باستهداف جنوده في منطقة رفح (حيث سقط له في المرة الأولى جنديان)، ليتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار، ويستهدف بالطيران والمدفعية، عدة مناطق داخل القطاع بشكل واسع، وبمستوى جنوني إجرامي، غير بعيد عن مستوى اعتداءاته خلال الحرب وقبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

عندما وقعت حكومة العدوّ على اتفاق غزّة الأخير، والذي اختصرت مراحل بنوده خارطة الرئيس ترامب، عبر تحديدها بالخطوط: الأصفر والأحمر والرمادي، كان واضحًا أن نتنياهو ووزراءه المتشددين وافقوا مرغمين، بعدما أذعنوا إلى إدارة الرئيس ترامب، إذ رأوا في حقيقة بنوده فشلًا في تحقيق أهداف حربهم على غزّة، وإذ اعتبروا أيضًا أن حماس خرجت بعد هذا الاتفاق محصّنة ومحمية بعيدًا عن الهدف الذي وضعته وحدات العدوّ لحربها.
 انطلاقًا من ذلك (عدم اقتناع نتنياهو وفريقه المتشدد بالاتفاق) يمكن فهم هذه الشراسة التدميرية والقاتلة في رد العدوّ "الإسرائيلي" على غزّة، بعد عمليتي استهداف جنوده في القطاع. وفي الوقت الذي نفت فيه حماس بشدة مسؤوليتها عن العمليتين، يمكن الإضاءة على عدة نقاط تترجم حقيقة الموقف "الإسرائيلي"، والذي يعمل لإسقاط الاتفاق والعودة إلى تنفيذ عدوان واسع على القطاع، لتحقيق أهدافه الأساسية من هذه الحرب المدمرة على غزّة والتي تجاوزت العامين حتّى الآن. 

أولًا: بعد تسليم حماس كلّ الأسرى الصهاينة الأحياء، أصبح نتنياهو مرتاحًا في إطلاق يد وحداته لتنفيذ أي اعتداء تختاره على القطاع دون أي عائق. 

ثانيًا: كان واضحًا أن ملف تسليم جثث الأسرى الصهاينة لن يكتمل، حيث يعلم الطرفان ("الإسرائيلي" وحماس) أن هناك جثثًا قد تبخّرت بفعل الاستهدافات العنيفة والمباشرة على أماكن أسرِها، وأن هناك جثثًا من المستحيل الوصول إليها بعد أن قتلت في أنفاق عميقة، يحتاج رفع الردم عنها جهدًا ضخمًا هو غير متوفر حاليًا، ويحتاج الوصول إليها وقتًا طويلًا أيضًا.
وهذا الامر (ملف جثث الأسرى الصهاينة) كان منتظرًا أن العدوّ سوف يأخذ منه ذريعة أساسية لعدم الانتقال إلى مرحلة الاتفاق الثانية، والممثلة على خارطة الرئيس ترامب بالخط الأحمر. 

ثالثًا: رغم أن استهداف جنود العدوّ قد وقع في مناطق يحتلها العدوّ شرق الخط الأصفر، حيث لا وجود عملاني أو ميداني لحماس، أصرت "إسرائيل" على اتهام الحركة بالمسؤولية عن ذلك، في الوقت الذي أثبتت الوقائع وجود عدد غير بسيط من العملاء للعدو، مجموعات أو أفراد، عملوا خلال الحرب على تنفيذ أعمال تخريبية لمصلحة العدو، ويمكن لهم حاليًّا أن يتابعوا هذه الأعمال المشبوهة لخلق الذريعة للاعتداءات "الإسرائيلية" الأخيرة. 

وتبقى النقطة الأهم، والتي يمكن أن نستنتج منها أن العدوّ "الإسرائيلي" قد خلق الذرائع لتنفيذ اعتداءاته على القطاع، هي النسبة المرتفعة من الشهداء والمصابين الذين سقطوا بفترة قصيرة جدًا، يبدو أنها مخطّطة ومدروسة كأهداف تواجد فيها عدد من عناصر حماس، لجأوا إليها بعد سريان وقف إطلاق النار وتسليم الأحياء من أسرى العدو، فكانت بالنسبة للأخير الفرصة الثمينة لاستهدافهم، رغم وجودهم بين المدنيين من أطفال ونساء.

الكلمات المفتاحية
مشاركة