اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي هاشم لـ "العهد": العدوان الغاشم على بلدة بليدا تصعيد خطير في وتيرة الاعتداءات

عين على العدو

تحليل
عين على العدو

تحليل "إسرائيلي": "مسيرة المليون" قد تتحوّل إلى صورة تفكّك حكومة نتنياهو

69

رأت المحللة "الإسرائيلية" آنا بارسكي، في صحيفة "معاريف"، أنَّ قضية "قانون التجنيد" من اللحظات التي تبدو فيها السياسة "الإسرائيلية" وكأنها فصل إضافي في "مسلسل شاهدناه من قبل"، ولكن مع ديكور جديد وممثلين أقل إقناعًا. 

هذا؛ وأشارت إلى أنَّ هذا الأسبوع، عشية "مسيرة المليون" الصهيونية، يأخذ هذا البقاء شكلًا يكاد يكون عبثيًا، إذ يحاول رئيس الحكومة بثّ رسالة سيطرة ومسؤولية ورباطة جأش؛ حتّى إنه أوقف رئيس لجنة الأمن القومي في "الكنيست الإسرائيلي" بوعاز بيسموت، وطلب تأجيل اجتماع اللجنة التي يرأسها، وهي المعنية بمشروع قانون التجنيد، كي يرى بعينيه مسودة القانون، ويُظهر أنه مسيطر ويمنع أي انفجار محتمل قبل حدوثه.

ولكن في الوقت نفسه، لفتت آنا بارسكي إلى أنَّ نتنياهو يرى من جانبه كيف أن شركاءه "الحريديم" يشعلون نارًا جماهيرية تحت مقعده، وتساءلت: "من الذي يدير هذه "الدولة" أصلًا؟". وأجابت: "نتنياهو الذي سئم، منذ زمن، من عبارة "قانون التجنيد"، محاولًا تأجيل ما لا مفرّ منه.. فتحدّث عن "تسوية"، عن "حل متوازن"، عن "الحفاظ على دارسي التوراة إلى جانب جنود الجيش "الإسرائيلي". ولكن تحت هذه العناوين تختبئ حقيقة بسيطة، وهي"لا توجد تسوية". "الحريديم" لا يريدون تجنيدًا.. لا جزئيًا، لا تدريجيًا ولا رمزيًا. في الوضع المثالي، يريدون قانونًا يُعيد الوضع القائم إلى قدسيته: كلّ دارس توراة هو معفى، ونقطة".

في الجهة الأخرى، أوضحت الكاتبة أنَّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، والذي يجد صعوبة أصلًا في تجنيد جنود الخدمة الإلزامية، قد رفع يديه استسلامًا. لا أحد في مقر وزارة الحرب يعتقد بعد أن خطوة حقيقية ستحدث، ويصفون القانون المستقبلي بأنه "ورقة موقف فوق ورقة موقف".

ورأت أنَّ: "الأمر لا يتعلق فقط بقضية التجنيد، هو أيضًا "قضية نتنياهو". الرجل الذي باع نفسه منذ سنوات، المايسترو في إدارة الائتلافات، يجد نفسه الآن داخل برميل وقود: "الحريديم" يهدّدون والجناح المتشدد في الائتلاف يشعل النار، وقدماء "الليكود" محبطون وغاضبون من الوضع، والجمهور العلماني ساخر ومتعب وهو غاضب في الأساس. وهناك حدّ لعدد المرات التي يمكن فيها بيع النكتة نفسها عن "المساواة في العبء"".

وتابعت: "لمّا نصل بعد إلى المسيرة. "مسيرة المليون"، كما تُسمى، لن تكون مجرد عرض للحريديم، هي "اختبار قوة سياسي"، حتّى لو لم يُلقِ أحد هناك خطابًا سياسيًا، لكن الرسالة الحقيقية ستُسمع في الصف الأول: "السياسيون "الحريديم" سيقفون جنبًا إلى جنب، وسيقولون لنتنياهو، من دون أن يرمشوا: دبّر الأمر. أو أننا سنذهب حتّى النهاية"".

وأردفت آنا بارسكي: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يرضخ فيها نتنياهو لمثل هذا الضغط؛ فقد بنى مسيرته كلها على لعبة التبادل بين التنازل والبقاء. نتنياهو يفهم هذا جيدًا. يرى التصدعات في المجتمع والجيش، وحتّى في "الليكود". ويعرف جيدًا المزاج السائد بين أعضاء حزبه. يعلم أن هذه المسيرة، والتي كان من المفترض أن تكون إعلان قوة لـ"عالم التوراة"، قد تتحول إلى صورة تفكك حكومته. كلّ عنوان، كلّ خطاب حريدي حماسي، كلّ نداء "ضد التجنيد"، سيدفع مزيدًا من الناخبين العلمانيين أو التقليديين، وربما حتّى "الليكوديين"، إلى أن يقولوا لأنفسهم: "هذا لم يعد بيتي"".

وختمت الكاتبة بالقول: "مساء اليوم، حين تُبثّ صور الحشود من المحلقات قرب "جسر الأوتار"، سيجلس نتنياهو على الأرجح في مكتبه في القدس، أو في "الكريا"، أو في قيسريا، يراقب بصمت، وهو يعلم أنَّ هذه ليست مسيرة المليون، بل مسيرة كبيرة واحدة على مستقبل حكومته".

الكلمات المفتاحية
مشاركة