ترجمات
رجّح الكاتب والمحلل الأميركي ليون هادر، في مقال نشر على موقع "آسيا تايمز"، أن إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الصادرة عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تمثل تحولًا نوعيًا في مقاربة واشنطن تجاه الشرق الأوسط، مع تداعيات مباشرة على "إسرائيل".
وأشار إلى أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة تسعى لتجنب "الحروب الأبدية" في المنطقة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مصالح حيوية تشمل ضمان أمن "إسرائيل".
ومع تقليص الوجود العسكري الأميركي، يرى الكاتب أن تل أبيب قد تضطر إلى الاعتماد أكثر على قدراتها الذاتية في إدارة التهديدات الإقليمية، في ظل غياب ضمان التدخل الأميركي المباشر.
وتطرّق الكاتب إلى الأبعاد العملياتية للإستراتيجية، مشيرًا إلى أن الوثيقة الأميركية أبرزت دور العمليات "الإسرائيلية" ضدّ إيران منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى ما يسمّى عملية "مطرقة الليل" التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني، كحجة لتبرير تقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
لكن هادر شدّد على أن التقييم الرسمي للإستراتيجية لا يعكس بدقة الواقع على الأرض، حيث استمر العنف على أكثر من جبهة، سواء في غزّة، الضفّة الغربية، لبنان أو سورية، ما يخلق فجوة واضحة بين الرؤية الإستراتيجية الأميركية والظروف الإقليمية الفعلية.
وأشار الكاتب إلى أن المقاربة الأميركية الجديدة تتسم بـ"الواقعية المعاملاتية والمرنة"، والتي تقبل بقيادة دول المنطقة دون فرض إصلاحات سياسية أو اجتماعية، مع التركيز على المصالح المشتركة.
واعتبر أنَّ "هذا يحمل انعكاسات إيجابية وسلبية على "إسرائيل"؛ إذ يمكن أن يعزّز اتفاقيات التطبيع مثل اتفاقيات أبراهام، لكنّه يجعل الدعم الأميركي مشروطًا ومربوطًا بتحقيق مصالح ملموسة للولايات المتحدة، مما قد يدفع "تل أبيب" إلى التخلي عن نموذج المساعدات الاقتصادية التقليدية والتركيز على التعاون العسكري المتبادل".
وأكَّد هادر أن النقطة الأهم لـ"إسرائيل" تتمثل في ميل الإستراتيجية نحو عدم التدخل الخارجي، حيث وضعت حدودًا واضحة لما تعتبره واشنطن تدخلات مبررة، مقيدة بالاعتبارات القومية بدل الالتزامات الواسعة.
ورأى أنَّ "هذا يفرض قيودًا على التخطيط العسكري "الإسرائيلي" ويجعل أي عمليات واسعة ضدّ حزب الله أو في غزّة عرضة للتدقيق والمعارضة الأميركية المحتملة".
كما أشار الكاتب إلى توترات إضافية في العلاقات الأميركية - "الإسرائيلية"، وخصوصًا بين ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما يعني أن التأثير "الإسرائيلي" في واشنطن لم يعد مضمونًا كما في السابق.
وأضاف أن نحو نصف "الإسرائيليين" يرون أن واشنطن تؤثر في القرارات الأمنية أكثر من الحكومة "الإسرائيلية" نفسها، رغم أن 69% من الأسلحة "الإسرائيلية" تأتي من الولايات المتحدة.
واختتم هادر بالإشارة إلى أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة تضع "إسرائيل" أمام تحديات تعزيز الاعتماد على الذات، تكثيف الشراكات الإقليمية، خصوصًا عبر اتفاقيات أبراهام، وضمان أن تصرفاتها تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة، مع الاعتراف بأن عصر الدعم الأميركي غير المشروط قد انتهى إذا كان موجودًا أصلًا.