اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي النائب البزري لـ"العهد": الاعتداء على بلدية بليدا استهدافٌ مباشر للدولة اللبنانية

نقاط على الحروف

موقف الرئيس عون: مرحلة جديدة في الأداء الرسمي
نقاط على الحروف

موقف الرئيس عون: مرحلة جديدة في الأداء الرسمي

موقع العهد الإخباري يستطلع الأبعاد السياسية والعسكرية لقرار رئيس الجمهورية المتمثل بالتصدي لتوغلات العدو
153

يدخل لبنان مرحلة جديدة في التصدي للعدوان الصهيوني المستمر، بعد أن ظنّ الأميركي و"الإسرائيلي" أنّ بإمكانهما إخضاع اللبنانيين للضغوط والتهديدات عبر استمرار الاعتداءات وزيارات الوفود والتصريحات التحذيرية. غير أنّ رئيس الجمهورية، جوزاف عون، خرج اليوم الخميس في 30 تشرين الأول/أكتوبر، عقب اعتداء بليدا، ليقلب الطاولة بموقفٍ متقدّمٍ عنوانه التصدي لتوغلات جيش الاحتلال، ناسفًا بذلك كل المحاولات التحريضية الخارجية والداخلية التي هدفت إلى دفع لبنان للتخلي عن حقوقه والتفريط بسيادته.

وإذ يحمل موقف الرئيس عون أبعادًا سياسية وعسكرية، تواصل موقع العهد الإخباري مع الخبير في الشؤون العسكرية العميد محمد عباس الذي شدّد على أنّ "موقف الرئيس عون مهم ويُسجّل له. إن إعطاء الأمر للجيش بمواجهة الاعتداءات هو إقرار رسمي بأنّ ما يجري عدوان على لبنان ولا يمكن التغاضي عنه، وهذا موقف متقدم، وكذلك تصريح رئيس الحكومة نواف سلام".

ولفت إلى أنّ "تصدّي الجيش هو الحد الأقصى المطلوب؛ لأنه هو من يحفظ الأمن في جنوب لبنان، ومن أولى مهامه الحفاظ على السيادة وحماية المواطنين، فانتشار الجيش ليس شكليًّا وهو ليس حارس حدود للعدو".

وقال العميد عباس لـ"العهد"، إنّ "قرار الرئيس عون يعني أن الجيش موجود في الميدان للتصدي للعدو الذي يقوم باعتداءاته منذ عام، فلم تتوقف هذه الاعتداءات والاغتيالات التي تجري بموافقة الولايات المتحدة، كما أنّها تجري بتأييد من بعض الأطراف الداخلية".

وأضاف: "اليوم استشهد عضو بلدية بثيابه الرسمية (الشهيد إبراهيم سلامة) وأمام بلدية بليدا، وهذا منتهى العدوان"، مشددًا على أنّ "قرار الرئيس عون له رمزية كبيرة سياسيًا، ما يعني أن الجيش لن يكون متفرجًا، وهذا يؤكد أنّ الجيش لن يقصّر إذا أُعطيَ الأمر رغم فارق الإمكانيات بينه وبين العدو".

وأوضح العميد عباس أنّه "حين نتحدث عن عدوان، فنحن نتحدث عن مقاومة للعدوان يقوم بها الجيش، وإذا توسعت ربما تقوم بها المقاومة، وهنا نعود مجددًا للحديث عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

وذكر أنّ "العدو لا يؤتمن له، لذلك نعود للحديث عن إستراتيجية الأمن الوطني أو السياسة الدفاعية التي تضمن كل عوامل القوة في لبنان، وهذه العوامل هي الثلاثية: الجيش حكمًا، والمقاومة؛ لأنها هي التي تستطيع خوض حرب غير متماثلة مع الكيان "الإسرائيلي"، والشعب الذي يحتضن أيّ عملية تصدٍ سواء من الجيش أو المقاومة".

ولفت العميد عباس، إلى أنّ "المقاومة سلّمت أمر الجنوب للدولة، ومن واجب الدولة أن تقوم بالتصدي، وهذا الأمر سوف يُسكِت بعض الأصوات التي كانت تعتبر اعتداءات العدو أمرًا طبيعيًا".

وشدد على أنّه يجب أن تدعو الحكومة اللبنانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لوقف الاعتداءات.

وحول أهمية موقف الرئيس عون بعد الضغوط الخارجية على لبنان، قال العميد عباس: "إنني أثق بموقف الرئيس عون وبوطنيته. في لبنان هناك أطراف سياسية عديدة تتحدث عن التطبيع و"السلام" دون مقابل ولا مشكلة لديها بتجاوزات العدو"، إلّا أنّ الرئيس عون "سيتصدى إذا وصل الأمر لهذا الحد".

وأشار إلى أنّ "تقديم الشكاوى لمجلس الأمن أمر مهم ويحمل رسالة سياسية للأميركي الشريك بالاعتداءات"، معتبرًا أنّ ""الإسرائيلي" لا يريد حربًا شاملة، فلماذا يذهب إلى حرب نتائجها غير مضمونة وربما الخسائر ستكون أكبر عليه من المرة الماضية وسيكون لها تداعيات على المنطقة".

وللاطلاع على المزيد من الأبعاد السياسية لموقف رئيس الجمهورية، تحدث الباحث في الشأن السياسي الدكتور وسيم بزي لموقع العهد الإخباري، موضحًا أنّ "موقف الرئيس عون - كمعنيّ أول بالإدارة الوطنية لهذه المعركة مع العدو "الإسرائيلي" - لا يمكن مقاربته إلا بالتعاطي الإيجابي مع ما يمكن اعتباره مرحلة جديدة في الأداء الرسمي للدولة اللبنانية التي عاشت على مدى أكثر من 10 أشهر ماضية بالكثير من عناصر الضعف والتخاذل وعدم القيام بالدور المطلوب تجاه المواطنين اللبنانيين".

وشدد على أنّ "المطلوب تجاوز المرحلة الماضية ونقاط الضعف فيها، وأخذ موقف الرئيس عون كمرتكز وقاعدة بناء لمقاربة وطنية شاملة تُبنى على موقف الرئيس الذي قرر لأول مرة أن يطلب من الجيش اللبناني أن يتصدى للعدوان".

وأوضح الدكتور وسيم بزي أنّ "مفهوم ولغة التصدي للعدوان هي ثقافة جديدة في مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024".

وتطرّق إلى مسألة عدم اتخاذ هذا الموقف منذ البداية بالقول: "لنتجاوز هذا الأمر ولنأخذ الموقف الرئاسي كقاعدة يُبنى عليها من خلال أداء الحكومة والجيش والقوى السياسية على ضَفتَي الانقسام، وإحراج كل من يحاول في الداخل أن يتجاوز هذه اللحظة الوطنية التي يمكن أن تنشئ حائط صدّ بمواجهة العدوان، ما يحرج لجنة "الميكانيزم" والأميركيين وقوات الطوارئ ويدفع المجتمع الدولي إلى نظرة مختلفة بشأن الواقع في لبنان".

وشدد الدكتور بزي لـ"العهد"، على أنّه "يجب أن يعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة ببند واحد اسمه "جريمة بليدا"، كنموذج لكل الجرائم التي تحصل، وبالتالي الإضاءة على خطورة الاعتداء على مبنى رسمي وارتقاء شهيد (إبراهيم سلامة) كان كل دوره أن يقوم بعمله الوظيفي داخل أطر الدولة اللبنانية".

ولفت إلى أنّ "جريمة بليدا وقعت بعد يوم من حضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وترؤسها للجنة "المياكنيزم" وبعد أيام من زيارة رئيس اللجنة ووعوده للرؤساء بأداء مختلف، وحسنًا فعل رئيس الجمهورية حينما أخذ موقفًا أقرب إلى شعبه وإلى المضمون الوطني لخياراته".

وختم بالقول: "هذه لحظة جُرأة يجب أن تكون فعل تأسيس لنظرة عالمية لواقع ما يقوم به العدو في لبنان، فموقف الرئيس عون يفتح بارقة أمل نحو موقف وطني صلب يضع الخارج أمام مسؤولياته في مواجهة العدو"

الكلمات المفتاحية
مشاركة