ترجمات
توقف الكاتب كونور إيكولز في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft" عن النقاش الذي يدور خلف الكواليس في الحزب الجمهوري الأميركي منذ أعوام حول "إسرائيل".
وأضاف الكاتب، أنَّ الصراع ظهر إلى العلن بعد كلام رئيس مؤسسة "هيريتاج" (المحسوب على الحزب الجمهوري)؛ كيفن روبرتس الأسبوع الفائت، حيث سلط الضوء على ما قاله الأخير عن أنَّه يمكن للمسيحيين أن ينتقدوا "دولة إسرائيل"، دون أن يكونوا "معادين للسامية".
كما أشار الكاتب إلى أن هذا الكلام جاء في سياق الدفاع عن مقدم البرامج الشهير تاكر كارلسون بعد مقابلة "ودية" أجراها الأخير مع المدعو نيك فوينتيس المصنف أنَّه "معادٍ للسامية" ومن "البيض العنصريين"، حيث تناولت المقابلة الدعم الأميركي لـ"إسرائيل".
ولفت الكاتب إلى ما قاله روبرتس عن أنَّه، وبينما يتوجب على معسكر اليمين أن يدعم "إسرائيل" في مجالات ذات المصلحة المشتركة، فإن المحافظين لا يجب أن يشعروا أنهم مجبرون على الدعم التلقائي لأي حكومة أجنبية، مهما تعالت الضغوط.
كذلك تابع الكاتب بأن كلام روبرتس -الذي جاء في شريط فيديو مقتضب- أشعل "حربًا أهلية" في معسكر اليمين، مضيفًا أنَّ النقاش داخل الحزب الجمهوري حول "إسرائيل" وصل إلى نقطة الغليان، بعد مرور عشرة أشهر منذ بدء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية. وأوضح أن هناك من جهة المحافظين المؤيدين لـ"إسرائيل" الذين يحاولون اغتنام الفرصة من أجل تأديب مؤسسة "هيريتاج" وتهميش كارلسون.
أما من الجهة الأخرى، فقال الكاتب إن "الجمهوريين المؤيدين لسياسة ضبط النفس يدعمون كارلسون وموقفه الذي يرى أن السياسة الخارجية القائمة على قاعدة "أميركا أولًا" يجب أن تعامل "إسرائيل" كما أي "دولة" أخرى".
هذا، ونقل الكاتب عن ديفيد كليون -وهو صاحب كتاب سيصدر قريبًا عن المحافظين الجدد- أنَّ الحزب الجمهوري دعم عمومًا "إسرائيل" لفترة طويلة من القرن العشرين، مشيرًا إلى أنَّ هذا الدعم تعزز بشكل كبير في الثمانينيات والتسعينيات مع تنامي نفوذ المحافظين الجدد في معسكر اليمين.
بيد أن الكاتب أردف، أن الحروب التي شنت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أثارت جدلًا واسعًا، بحيث عاد النقاش بقوة حول التدخلات الخارجية.
وفي حين قال، إن مقاربة ضبط النفس واجهت صعوبة في اختراق سياسات الحزب الجمهوري على المستوى النخبوي، لفت إلى أن هذه المقاربة تحظى بتأييد كبير في قاعدة الحزب الجمهوري.
وتطرق إلى استطلاع جديد لمؤسسة "بيو" يُظهر أن 67% من الجمهوريين يؤيدون تقليل الاهتمام الأميركي بالمشاكل في الخارج. كذلك لفت إلى استطلاع آخر يُظهر أن 50% من الجمهوريين دون سن الخمسين عامًا لهم موقف غير مؤيد لـ"إسرائيل"، منبهًا إلى أنَّ هذه النسبة تشكل قفزة بخمسة عشر نقطة مقارنة مع عام 2022.
وتابع الكاتب، أن حرب غزة دفعت بعدد متزايد من المنتمين إلى معسكر اليمين إلى الانقلاب على "إسرائيل"، حيث يقول العديد منهم، إن دعم حكومة ترتكب جرائم ضد الإنسانية ليس في مصلحة أميركا.
كذلك قال، إن هناك آخرين في معسكر اليمين يرون أن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" يسهم في محنة المسيحيين في الشرق الأوسط. ولفت إلى أنَّه بينما أوقف ترامب برنامج "USAID" وغيره من برامج المساعدات الخارجية، فإن العديد من المحافظين يشعرون باستياء متزايد بسبب المليارات التي ترسلها الولايات المتحدة إلى "إسرائيل" سنويًا.
كذلك أوضح الكاتب أنَّ كارلسون وضع نفسه في صلب هذه المعركة، حيث أجرى المقابلات مع منتقدين لـ"إسرائيل". كما نقل عن كليون أن الأصوات المؤيدة لـ"إسرائيل" في معسكر اليمين حاولت اغتنام الفرصة من أجل إخراج كارلسون من معسكر المحافظين، إلا أنَّ ذلك على ما يبدو دفع بالأخير إلى التأكيد على موقفه، وهو ما تجلى بقراره إجراء المقابلة مع أحد البيض القوميين (أي فوينتيس).
وبينما قال الكاتب، إن فريق ترامب السياسي لا يزال يهيمن عليه صقور مؤيدون لـ"إسرائيل"، نقل عن المدير التنفيذي لمجلة "The American Conservative" كيرت ميلز، أنَّ هناك ما يدعو حقيقة إلى التفاؤل، أقله على الأمد الطويل، فبينما العديد من القدامى في الحزب الجمهوري يعتبرون من الصقور المؤيدين لـ"إسرائيل"، إلا أن العديد من الموظفين الأصغر سنًا في إدارة ترامب هم أكثر تشكيكًا بالتورط في الخارج.