اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الحكومة الهندية: انفجار القلعة الحمراء في نيودلهي "هجوم إرهابي".. ومودي يتوعد بالرد

عربي ودولي

الأمم المتحدة: الكوارث المناخية شرّدت 250 مليون شخص خلال عشر سنوات
عربي ودولي

الأمم المتحدة: الكوارث المناخية شرّدت 250 مليون شخص خلال عشر سنوات

56

كشف تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تسببت خلال السنوات العشر الماضية في نزوح أكثر من 250 مليون شخص حول العالم؛ أي بمعدل يقارب 70 ألف شخص يوميًا، في مؤشر خطير على تفاقم آثار التغيّر المناخي واتساع نطاق تداعياته الإنسانية والبيئية.

وأشار التقرير إلى أن أزمة المناخ باتت "عاملًا مضاعفًا للمخاطر" السياسية والاجتماعية؛ إذ كشفت عن حجم الظلم العالمي والتفاوتات القائمة، وفاقمت الصراعات والعنف والنزوح القسري داخل الدول وعبر الحدود، في وقت تتلقى الدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات ربع التمويل المناخي فقط مما تحتاجه فعليًا.

وأوضحت المفوضية أن اللاجئين والنازحين الذين يعيش كثير منهم في ظروف مادية وسياسية هشة، هم من بين الفئات الأكثر تأثرًا بأزمة المناخ رغم إسهامهم المحدودة في انبعاثات الغازات الدفيئة.

ووثّق التقرير نماذج متعددة من الكوارث المناخية المدمّرة خلال السنوات الأخيرة، أبرزها فيضانات ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية عام 2024، التي أودت بحياة 181 شخصًا وتسببت في تشريد أكثر من 580 ألفًا، من بينهم 43 ألف لاجئ من فنزويلا وهاييتي وكوبا.

وفي ميانمار، أدّى إعصار "موكا" المدمّر إلى تدمير مناطق واسعة في ولاية راخين، حيث يعيش 160 ألفًا من الروهينغا في مخيمات مكتظة منذ عام 2012، لتتفاقم معاناتهم مع انعدام الخدمات وارتفاع درجات الحرارة.

كما شهد عام 2024 ارتفاعًا لافتًا في حجم الكوارث المناخية، إذ كانت ثلث حالات الطوارئ التي أعلنتها المفوضية الأممية ناجمة عن الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، ما جعل الملايين عرضةً للنزوح المتكرر في مناطق الحرب والفقر.

وأكد التقرير أن ثلاثة أرباع اللاجئين والنازحين حول العالم يعيشون حاليًا في بلدان تواجه مستويات مرتفعة من المخاطر المناخية، مشيرًا إلى أن النزوح المتكرر بات سمةً جديدة في مناطق مثل تشاد التي تستضيف أكثر من 1.4 مليون لاجئ، فيما أجبرت الفيضانات العام الماضي أكثر من 1.3 مليون شخص على مغادرة منازلهم ومخيماتهم.

كما يواجه نحو نصف نازحي العالم آثار النزاعات والمناخ في دول هشة سياسيًا، مثل السودان وسورية وهاييتي والكونغو الديمقراطية ولبنان وميانمار واليمن، وهي دول لا تسهم إلا بنسبة ضئيلة في الانبعاثات العالمية، لكنها تتلقى الحد الأدنى من التمويل والدعم للتكيف مع الكارثة.

وفي تحذير صريح، شدد التقرير على أنه بحلول عام 2050 قد تواجه بعض مخيمات اللاجئين الأكثر سخونة في العالم نحو 200 يوم سنويًا من "الإجهاد الحراري الخطير"، ما يجعلها غير صالحة للسكن ويهدد حياة ملايين الأشخاص.

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ فيليبو غراندي، خلال حديثه أمام المشاركين في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المنعقد في البرازيل، إلى زيادة التمويل المخصص للمناخ وضمان وصوله إلى المجتمعات الأكثر عرضة للخطر.

وقال غراندي: "إن تخفيضات التمويل تُقيّد قدرتنا على حماية اللاجئين والأسر النازحة من آثار الطقس القاسي، والاستقرار الحقيقي يتطلب الاستثمار في المناطق الأكثر هشاشة، فدون ذلك سنشهد نزوحًا متسارعًا لا يمكن احتواؤه."

وختم التقرير بالتأكيد على أن أزمة المناخ ليست تحديًا بيئيًا فحسب، بل تهديدًا إنسانيًا وجوديًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، قبل أن تتحول موجات النزوح المناخي إلى كارثة إنسانية عالمية لا يمكن السيطرة عليها.

الكلمات المفتاحية
مشاركة