اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

ترجمات

هل بات مفهوم
ترجمات

هل بات مفهوم "التوافق اليهودي - المسيحي" مهدّدًا في أميركا؟

45

اتهم الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"؛ جايسون ويليك، مقدّم البرامج الأميركي الشهير؛ تاكر كارسلون، بـ"الرفع من شأن "معاداة السامية" في معسكر اليمين في الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى المقابلة التي أجراها كارسلون مع المدعو نِك فوينتس المصنّف بأنّه "من محبي هتلر".

وأشار ويليك، في مقالة نشرتها الصحيفة، إلى أنّ ""معاداة السامية" هي عبارة تحمل الكثير من المعاني المتنازع عليها في السياسة الأميركية المعاصرة"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "معسكر اليمين البديل (alt-right) الذي ظهر خلال العقد الماضي ركّز على أتباع الديانة اليهودية، في إطار حملته ضد مختلف الأطراف".

وأضاف الكاتب أنّ "بعض التقدّميين ركزوا على اتباع الديانة اليهودية خلال الأعوام الأخيرة على أساس أنّهم (أي أتباع هذا الدين) رموز للقمع".

"كارسلون يستهدف مفهومًا قديمًا"

أمّا تركيز كارلسون على الموضوع، فقال الكاتب، إنّه "أخذ شكلًا دينيًا أكثر وضوحًا"، فـ"كارسلون يستهدف مفهومًا يعود إلى القرن العشرين وهو الإجماع اليهودي - المسيحي"، طبقًا لويليك.

واستحضر ويليك كتاب "البروتستانتية الكاثوليكية اليهودية" لعالم الاجتماع ويل هيربرغ الصادر في عام 1955، والذي اعتبر أنّ الأديان الثلاث المذكورة تشكّل الأرضية لعقيدة مواطنة مشتركة في الولايات المتحدة"، فأشار الكاتب إلى أنّ "التوفيق بين اليهودية والمسيحية أثبت قدرة لافتة للانتباه على الصمود على مدار عقود"، لكنّه رأى أنّ "كارلسون يرى فرصة لتغيير ذلك".

وواصل الكاتب قوله: "تحدّث كارسلون، مؤخّرًا، عن كتاب "العهد القديم" (التوراة التي يؤمن بها اليهود والمسيحيون على حد سواء)، باعتبار أنّ هذا الكتاب مظلم وقبلي، فيما كتاب "العهد الجديد" (وهو الإنجيل ومعه جملة من الأسفار التي يؤمن بها المسيحيون فقط)، يشكّل مصدر "القِيَم الغربية المستنيرة"".

واستذكر ويليك بأنّ "كارسلون أعرب في أحد برامجه، خلال آب/أغسطس الماضي، عن صدمته بما يحتوي عليه كتاب "العهد القديم" من عنف وثأر وإبادة، وذلك إثر قراءته لهذا الكتاب".

في المقابل، أشار الكاتب إلى ما قاله كارلسون مؤخّرًا عن أنّ "الحضارة الغربية مشتقّة من كتاب "العهد الجديد"، كما ذكّر بحديث الأخير عن أنّ "التعاطي مع الناس كأفراد بدلًا من اتباع جماعة هو "مفهوم مسيحي" لا ينبع من أيّ دين آخر"، مشيرًا أيضًا إلى كلام كارسلون عن أنّ "المسيحية وحدها تقول ذلك، وبالتالي فإنّ سياسات الهوية هي معادية للغرب وشريرة، وتؤدّي في نهاية المطاف إلى الإبادة الجماعية".

"كارلسون يعزز تناقضات "العهدَيْن"" 

كذلك، اتهم الكاتب كارلسون بـ"محاولة الرفع من شأن التناقضات بين العهدَيْن القديم والجديد، وبالتالي بين اليهودية والمسيحية"، منبهًا في الوقت نفسه إلى أنّ "الباب مفتوح لذلك".

وقال ويليك: "أحد الطلاب الجامعيين سأل، مؤخّرًا، نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس عن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، واعتبر (الطالب) أنّ المسألة ليست أنّ هناك عدم توافق بين الديانتين فقط، بل إنّ اليهودية تدعم اضطهاد المسيحية"، وفق تعبير الطالب.

وبينما اعتبر ويليك أنّ "الاستغلال السياسي الذي جرى لموضوع اليهودية - المسيحية إنّما يُسهّل "مشروع كارسلون""، أشار إلى "الشرح الذي يقدمه البروفيسور في جامعة "ترينيتي" مارك سِيلك عن النسخ السياسية المختلفة للمفهوم خلال القرن العشرين".

وتابع قائلًا: "سِيلك يروي كيف أنّ "اليهودية المسيحية" تعمّمت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وذلك في سياق تعبير المسيحيين عن رفضهم لمعاداة السامية".

أمّا خلال الحرب الباردة، فقال الكاتب إنّ ""معاداة السامية" في الولايات المتحدة تراجعت، لكن عُرْف اليهودية - المسيحية اكتسب زخمًا جديدًا كبديل عن القِيَم الأميركية، وذلك في سياق الصراع الأيديولوجي مع الاتحاد السوفييتي "الذي كان يقمع الدين""، بحسب ويليك.

وأضاف أنّ "المحافظين الاجتماعيين استخدموا العبارة منذ نهاية الحرب الباردة في سياق تمييز رؤيتهم عن تلك التي يتبنّاها الليبراليون العلمانيون".

"غايات للتوليف "اليهودي - المسيحي""

وأوضح الكاتب أنّ "ذلك إنّما يعني أنّ التوليف اليهودي - المسيحي جرى الاستفادة منه لتحقيق غايات تقدُّمية ومحافِظة على حد سواء". كما بيّن أنّ "مارك ليفين، الخصم اللدود لكارسولن (وهو مؤيد بقوة لـ"إسرائيل")، أكّد مؤخّرًا أنّ "المفهوم لا يزال حيويًا، بقوله إنّ "رفض اليهودية والمسيحية وعلاقات الأخوّة بين الديانتَيْن، يعني رفض "بلدنا" (أي الولايات المتحدة)".

ثم أشار الكاتب إلى أنّ "نسبة الأميركيين الذين يُعرِّفون عن أنفسهم بمسيحيين أو يهود (وهي نسبة 70 في المئة)، إنّما هي قليلة بالمقارنة مع نسبة 97 في المئة في منتصف القرن العشرين". 

وبرأي ويليك، فإنّ "ذلك يعود إلى تزايد عدد الأميركيين الذين لا يعتنقون أيّ دين، وكذلك إلى قُدوم أديان جديدة عبر الهجرة".

> Me:
وخلص الكاتب، في مقالته، إلى القول إنّه "قد يكون أصعب الحفاظ على الإجماع حول مفهوم اليهودية - المسيحية كأرضية الدين المدني في أميركا خلال القرن الحادي والعشرين"، مؤكّدًا أنّ "ما يراهن عليه كارلسون هو إبعاد المزيد من المحافظين عن الاتفاق اليهودي - المسيحي الذي نشأ خلال العقد الماضي ودفعهم في اتجاه معسكره اليميني "الأضيق"".

الكلمات المفتاحية
مشاركة