عين على العدو
قال المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون إن أزمة القوى البشرية في الجيش "الإسرائيلي" تتعمّق، إذ قدّم ممثلو شعبة القوى البشرية صباح اليوم الأربعاء (19 تشرين الثاني 2025)، أمام اللجنة الفرعية لشؤون القوى البشرية التابعة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، معطى استثنائيًّا يفيد بأن نحو 600 من عناصر الخدمة الدائمة، بينهم رتب مهنية وضباط كبار، قدّموا طلبات لتقديم موعد تقاعدهم، أي أنّهم طلبوا ترك الجيش "الإسرائيلي" قبل انتهاء فترة خدمتهم الدائمة.
وبحسب ممثلي الجيش، "كان من بين هؤلاء المئات من اضطررنا إلى تأجيل تقاعدهم خلال الحرب بسبب الحاجة إليهم، لأنه لا يوجد ببساطة من يحلّ مكانهم". وأضافوا: "85% من عناصر الخدمة الدائمة في الجيش "الإسرائيلي" ينهون خدمتهم أصلًا حتى رتبة مقدّم"، وفقًا لزيتون، وتأتي خلفية النقاش في الكنيست من تآكل مكانة عناصر الخدمة الدائمة، وشروط رواتبهم، ومطالبة وزارة المالية بتقليص سلسلة من الامتيازات المخصّصة لهم.
ولفت زيتون إلى أنه "في النقاش، عرضت شعبة القوى البشرية استطلاعًا جديدًا أُجري بين عناصر الخدمة الدائمة، وتظهر فيه معطيات لانخفاض بعشرات في المئة في رغبة ضباط الصف والضباط، خاصة الشباب، بالاستمرار في الخدمة، إذ فقط 66% من ضباط الصف في الخدمة الدائمة الواضحة (أعمار 30- 50 تقريبًا) أبدوا رغبتهم في الاستمرار، مقارنة بـ 85% في بداية العقد، 62% من ضباط الصف الأوائل (أعمار 21 - 30) قالوا إنهم غير معنيين بالاستمرار في الخدمة الدائمة، نحو 60% من الضباط برتبة رائد أعربوا عن عدم رغبتهم في مواصلة الخدمة".
ونقل زيتون عن ممثلي الجيش قولهم إن: "المعطيات تشير إلى تآكل عميق في مكانة عنصر الخدمة الدائمة، وإلى انخفاض في القدرة على أداء المهام، وتراجع الدافعية للاستمرار، ونحن نضطر إلى ترقية عناصر خدمة دائمة أصغر سنًا وأقل خبرة، ولذلك يقع عليهم عبء أكبر".
وأشار إلى أنه "قبل شهرين فقط، قدّم رئيس شعبة القوى البشرية، اللواء دادو بار كليفا، تحذيرًا استثنائيًا للجنة مراقبة الدولة في الكنيست، قال فيه: "ليكن الأمر واضحًا لكم، عناصر الخدمة الدائمة يتصلون ويسألون إن كان يمكنهم تقديم موعد التقاعد أثناء الحرب، ويجب أن تقلقوا من هذا الأمر"". وتطرّق بار كليفا أيضًا إلى مسألة النقص في القوى البشرية في الجيش، في ظل قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم، وفي الوقت الذي بدأت فيه قوات الجيش المناورة في مدينة غزة آنذاك، موضحًا أن الجيش "يحتاج إلى 12 ألف جندي إضافي"، مردفًا: "في هذه الأثناء، الخطاب المتشدّد للقيادة الحريدية وتظاهراتهم تسحب منا ومن الشرطة موارد كثيرة".