اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العماد هيكل: الجيش قوي ورسالته الحفاظ على لبنان ووحدته

مقالات

الأصابع الأميركية متورطة في جريمة اغتيال الشهيد الطبطبائي
مقالات

الأصابع الأميركية متورطة في جريمة اغتيال الشهيد الطبطبائي

130

يصعب تصور إقدام العدو الصهيوني على عمليات عسكرية بشكل عام دون تنسيق مع أميركا التي تمول الكيان وتسلِّحه وتضمن أمنه وتوفر له الغطاء السياسي والعسكري، فيما لا يمكن تصوُّر إقدام العدو على عمليات اغتيال جبانة قد تقود لانزلاقات خطيرة وحرب كبرى دون إذن وتنسيق وشراكة أميركية كاملة.

وعملية اغتيال القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم الطبطبائي تُبرز التورط الأميركي الكامل في الجريمة بلحاظ مستويات ثلاثة من المواقف الأميركية، وهي:

1- الموقف الأميركي من الصراع الدولي والتموضع الإستراتيجي في المنطقة وموقع لبنان في هذا الملف.

2-  الشواهد السياسية الأميركية والموقف العام من لبنان.

3- الدلائل المباشرة والصريحة للدور الأميركي في الجريمة.

وهنا يمكن إلقاء الضوء على بعض تفاصيل هذه العناوين تاليًا:

أولًا: موقع لبنان في الإستراتيجية الأميركية:

المراقب لوضع الصراع الدولي على البحار وطرق التجارة والمضائق والثروات النفطية والغاز، يرصد التحركات الأميركية الأخيرة للسيطرة على مفاصل بحرية مهمة، بداية من الكاريبي والتهديدات لفنزويلا، مرورًا بخليج غانا والتهديدات لنيجيريا والبحر الأحمر والقرن الأفريقي ودعم إثيوبيا في تهديداتها لأريتريا ومغازلة أرض الصومال الانفصالية بالاعتراف بها للسيطرة على ميناء بربرة، وصولًا لبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.

ويبقى البحر المتوسط ذا أهمية بالغة لأمريكا باعتباره مدخلاً لأوروبا ورابطًا بين ثلاث قارات ومخزنًا للطاقة، ويعد العدو "الإسرائيلي" أكبر قاعدة أميركية على المتوسط، ويعد مشروع "إسرائيل الكبرى" مشروعًا أميركيًّا جيوستراتيجيًّا بامتياز.

من هنا نلمح التموضع الأميركي في سورية والعلاقات مع "سورية الجديدة"، وكذلك وضع موطئ قدم عسكري في فلسطين المحتلة تحت ستار القوة الدولية و"مجلس السلام"، ويبقى لبنان مطمعًا للسيطرة الكاملة والتي لا يعوقها إلا وجود المقاومة.

وبالتالي، فإن تصفية المقاومة على رأس الأهداف الأميركية، وقد لوحت أميركا بمنطقة ترامب الاقتصادية في جنوب لبنان على غرار "ريفييرا غزة"، وبنت سفارة في عوكر هي الأكبر في "الشرق الأوسط"، وهذا ليس من باب المصادفات.

ثانيًا: الشواهد والموقف السياسي الأميركي في لبنان:

رغم ادعاء أميركا الوساطة ورعايتها لآلية مراقبة وقف إطلاق النار "الميكانيزم"، فقد تواطأت بل وشجعت العدو "الإسرائيلي" على خرق وقف إطلاق النار بشكل شبه يومي، وتنصَّلت من أي ضمانات، وهي ما تزال تضغط يوميًّا على الدولة لنزع سلاح حزب الله عبر سياسة العصا؛ التخويف بالعدو "الإسرائيلي"، والجزرة؛ الإغراء بالرخاء الاقتصادي والاندماج في النظام الإقليمي التطبيعي.

وغير بعيد أن تكون الخطط الأميركية في لبنان مشابهة لما يحدث في غزة، عبر محاولة خلق وضع متفجر يقود إلى استصدار قرار أممي بشأن المقاومة أو بوجود قوة دولية كغطاء لتمركز عسكري أميركي يضاف للتمركز السياسي في عوكر.

ثالثًا: الدلائل الصريحة والمباشرة للتورط الأميركي في الجريمة:

هناك شواهد ودلائل صريحة تخص جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير؛ الشهيد هيثم الطبطبائي، والتورط الأميركي بها، ويمكن رصد أهمها تاليًا:

1- كان الشهيد طبطبائي على قائمة المطلوبين لأميركا، وقد كشف موقع أميركي رسمي، أنّ الولايات المتحدة رصدت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للإدلاء بأي معلومات تتعلق بالشهيد.

2- اعترفت القناة الإسرائيلية "12"، أن العملية التي طاولت الشهيد نُفّذت بتنسيق أميركي ـ "إسرائيلي"، وتشكل المحاولة الثالثة لاغتياله بعد فشل محاولتين سابقتين خلال الحرب.

3- إقدام "إسرائيل" على هذه العملية يختلف عن انتهاكاتها واستفزازاتها اليومية، فهي عملية خطيرة، وهو ما يتناغم مع التهديدات الأميركية للدولة اللبنانية، بداية من تهديد المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في أواخر أكتوبر الماضي، والتي حملت رسالة مفادها؛ إما الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع "إسرائيل"، أو مواجهة احتمالات تصعيد عسكري قد يقود إلى حرب شاملة.

ووصولًا لزيارة الموفد الأميركي توم برّاك إلى بيروت والتي نقل خلالها مهلة أخيرة للدولة، سربها العدو "الإسرائيلي"، والذي سمح بتسريبات نقلتها "القناة الـ13" عن الموفد الأميركي توماس برّاك، قائلاً: إنه "منح الجيش اللبناني مهلة تنتهي في نهاية نوفمبر الحالي لإحداث تغيير في الوضع المتعلق بقضية سلاح حزب الله"، وأنه أوضح أنه في حال لم يحدث ذلك فستتمكن "إسرائيل" من شن هجمات، وستتفهم الولايات المتحدة ذلك.

 موقف المقاومة:

تتعاطى المقاومة مع هذا التصعيد بوعي بالغ بأهداف هذا التصعيد ومراميه ومن يقف خلفه ويقوده، وتعلم أن العدو يريد استكشاف قوة الحزب بعد تواتر التقارير الصهيونية والأميركية التي تفيد بتطوير الحزب لقدراته وجهوزيته لخوض الحرب حال تجددها، كذلك، تعلم أن الهدف هو المزيد من الضغط والدفع نحو فتنة نزع السلاح بوضع لبنان على حافة الهاوية، ووضع قضية السلاح في كفة مقابلة للعدوان على لبنان، وهو موقف إستراتيجي يتطلب حنكة وحكمة وميزان دقيق للأمور.

وهنا يلتزم الحزب سياسة الغموض البناء وعدم الانجرار لفخاخ توقيتات العدو، ومن جهة أخرى يعلن جهوزيته ويعلن على لسان قيادته أن الانتهاكات الراهنة لن تبقى دون رد.

كما يحرص حزب الله على الوحدة الوطنية ومخاطبة وتذكير الدولة بدورها وإقامة الحجة عليها مع كل انتهاك وجريمة.

هذا الموقف المسؤول من الحزب قد يدفع العدو وراعيه الأميركي للمزيد من التصعيد، ولكنَّ المقاومة عوَّدتنا على أن لكل حادث حديث، وأن المقاومة ملتزمة بسقف لخَّصه شعارها المقدس "هيهات منا الذلة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة