اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

يوم التعبئة
المقال التالي بعد عام.. مستوطنو كريات شمونة يشكون من الإهمال: لن ننتخب الحكومة نفسها

نقاط على الحروف

ليثُ دير ميماس.. الروحية الوقّادة
نقاط على الحروف

ليثُ دير ميماس.. الروحية الوقّادة

250

كان ذلك في حرب الـ66 يومًا. ظنّ "الاسرائيلي" أنه سيستطيع التوغّل بريًا بلا مقاومة. في دير ميماس كان الاشتباك مع المُجاهدين الذي لازموا تراب الجنوب بلا إدبار. المشهد يروي الملحمة. 

مُقاومٌ مُتمركز في بُقعة غير مخفية ينتظر ويرصد عدوّ أرضه، مُتسلّحًا، مُقبلًا، مُستعدًا، مُحاطًا بشجر الجنوب وأوراق تشرين المُتناثرة، ومُستشرفًا للعروج الوشيك. كتيبةٌ من لواء غولاني تتسلّل الى إحدى قرى قضاء مرجعيون. كانت المعارك قد اشتدّت في مثلث دير ميماس كفركلا، لكن خطّة الصهاينة لم تسلك طريقها كما شاءت قيادة الاحتلال. 

بحسب نائب قائد كتبية من لواء غولاني، دخلت 3 سرايا منطقة جنوب الليطاني، ووصلت الى مكان يضمّ نبعًا وطبيعة شجرية كثيفة. أرسلت مُحلّقة الى الداخل لتستطلع الوضع، غير أنها عثرت على أحد المقاومين الأحياء وبحوزته رشاش، وبدأ الالتحام الناري. 

في السردية التي نشرها العدو، أرسلت الكتيبة مُسيّرة صغيرة، إلّا أنها سقطت على بعد 5 أمتار، وبعدها أرسلت كلبًا مزوّدًا بكاميرا، فحصل اشتباك وبدأ إطلاق النار، ثم أرسلت مُسيّرة ثانية، وحصل انفجار ضخم، فيما بدا أنه على فتحة نفق. أُعيد توزيع القوات، وأُلقيت قنبلة هجومية. ظنّ قائد الكتيبة ومن معه أن المقاوم قد ارتقى، الى أن اكتشفوا لاحقًا أنه ترك خلفه حقيبة ظهر وبعض المعدات واختفى. 

بعد ذلك، يُشير تقرير جيش الاحتلال، إلى أن الكتيبة علمت، بناءً على معلومات استخبارية، بأن الفدائي ارتقى، من دون أن يُشاهده أيّ من الجنود بالعين المجرّدة. 

المؤكد أن المقاوم سمع الأصوات التي كانت تُحدثها الكتيبة وهي قادمة الى حيث يتمركز، غير أنه لم يتراجع عن جهوزيّته، ولم يُلقِ سلاحه، بل ظلّ هادئًا ساكنًا ومُطمئنًّا للآتي إليه. اشتبك وخاض معركته، أدّى تكليفه بروحية حُسينية مُقاتلة كما كان يقول القائد الحاج عماد مغنية عن المقاومين.

21 عملية نفّذ المجاهدون في مثلّث دير ميماس - كفركلا. بالصواريخ والأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية، استهدف المقاومون تجمّعات العدو في تلك المنطقة في الشهر الثاني من الحرب، أي طيلة شهر تشرين الثاني. وحتى آخر عملية بتاريخ 26 تشرين الأول 2024، ظلّ الفدائيون راسخين في نقاطهم يمنعون العدو من التقدّم. كان بينهم الشهيد الذي ظهر في الفيديو المنشور مؤخرًا.

وفي قيمة الصورة التي نشرها موقع جيش الاحتلال، قدّم العدو خدمةً لأهل الأرض والثغور  تُظهر صاحب القضية الحقّة يعير الله جُمجُمته ويرمي أقصى القوم ببصره، تمامًا كما كان ينظر المقاوم حين رصدته مسيّرة العدو، فلم يتبدّل شيء في تكتيكه القتالي وتكليفه الجهادي، أكمل نحو إحدى الحسنييْن، لأنّ الله على "نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".

الروحية هي إرث المقاومين الذين يتناقلونه فيما بينهم. هم ليوث الميدان الذين يُرهبون الأعداء متى حضروا. كتائب وألوية تتوغّل وتتحصّن بالمسيّرات والكلاب والتكتيكات بلا عقيدة، وتخشى "المخرّبين" أينما ظهروا، وكيفما اختفوا عن أعينها.

الكلمات المفتاحية
مشاركة