عين على العدو
حذّر الكاتب والباحث في صحيفة "إسرائيل هيوم" نداف شراغاي من أن ما يجري في الضفة الغربية اليوم يشبه إلى حد كبير المراحل الأولى لتطور القدرات الصاروخية في قطاع غزة مطلع الألفية. وأشار إلى أن القذائف الصاروخية "البدائية" التي اكتُشفت مؤخرًا في منطقة طولكرم، على مقربة من شارع 6، ليست الحالة الأولى من هذا النوع، إذ سبق لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" وجهاز "الشاباك" أن أحبطا خلال السنوات الأخيرة العديد من المحاولات المشابهة على طول خط التماس.
واستعاد شراغاي بدايات تصنيع الصواريخ في غزة بين عامي 2000 و2002، حيث جرى آنذاك تفكيك الألغام لاستخراج المواد المتفجرة وخلطها بمواد محلية، فيما استخدمت الأنابيب المعدنية وورش الحدادة لإنتاج الهياكل الأولية. كما كان الوقود الدافع يُحضَّر من خليط السكر والسماد الكيميائي داخل المطابخ، قبل أن تزداد الخبرة ويُستعان بخراطين محترفين لتصنيع أجنحة تثبيت من صفائح الفولاذ، وبحسب الكاتب فإن المشهد نفسه يتكرر اليوم في الضفة الغربية.
ورأى شراغاي أن الضفة الغربية لا تزال "قيد المعالجة" من الجانب الأمني "الإسرائيلي"، على العكس من قطاع غزة حيث تكمن "المشكلة الحقيقية". وأشار إلى أن قبول "إسرائيل" بوجود قوة أجنبية داخل القطاع للمساهمة في إحباط النشاطات المسلحة يعكس استمرار حالة "الركود الذهني" التي سبقت هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، معتبرًا أن "إسرائيل احترقت بالنار" في غزة لكنها لم تتعلم الدرس بالكامل.
وأضاف أن الفصائل في غزة ما زالت تمتلك المعرفة والخبرة اللازمة لإعادة بناء منظومتها الصاروخية بمجرد توافر الظروف المناسبة، محذرًا من تكرار سيناريو ترك هامش حرية عمل واسع لتلك الفصائل كما حدث في الماضي.
وأكد الكاتب أن النجاح في منع مدينتي جنين وطولكرم من تطوير تهديد صاروخي فعلي يعود إلى حرية العمل غير المقيّدة التي يتمتع بها الجيش "الإسرائيلي" و"الشاباك" هناك، مشددًا على ضرورة منح الأجهزة الأمنية المساحة العملياتية والاستخباراتية نفسها داخل قطاع غزة. ورأى أن المضي في "المرحلة الثانية" من الترتيبات في غزة يجب ألا يتم قبل الحصول على ضمانات صريحة بهذا الخصوص من الإدارة الأميركية.
وخلص شراغاي إلى أن الكشف عن صواريخ في طولكرم لا يُعد تحذيرًا للضفة الغربية فحسب، بل تذكيرًا بأن التهديد الصاروخي من غزة، وإن تراجع، لم يُستأصل بالكامل، وأن محاولات إعادة بنائه ستستمر. وذكَّر بمشاهد مستوطني "سديروت" والمناطق المحاذية للقطاع وهم يركضون إلى الملاجئ لسنوات، مؤكدًا أن منع تكرار ذلك "مسألة حيوية لإسرائيل".