عين على العدو
رأى المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون أنه من المتوقّع أن يتصاعد في الأيام القريبة سيل التسريبات والإحاطات الصادرة من "إسرائيل" بشأن توتّرٍ متزايد مع إيران، وبشأن المبررات التي تُساق للدفع نحو جولة مواجهة إضافية مع طهران، وذلك حتى موعد اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن في نهاية الشهر.
وبحسب زيتون، إلى جانب دور هذه التسريبات في تحويل الأنظار عن ملفات أخرى على جدول الأعمال، مثل لجنة التحقيق في أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر والمماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق مع حماس في غزة، فإن العناوين المنسوبة إلى "مصدر سياسي رفيع" أو "مصادر استخبارية غربية" قد تخلق أثرًا يمكن أن يقود إلى تدهور أمني فعلي بسبب سوء فهم مع الإيرانيين، تدهورٌ قد يفضي إلى اندلاع حرب منهِكة جديدة، لم يكن أيّ من الطرفين يسعى إليها فعليًا في هذه المرحلة، وفق تعبيره.
وأشار زيتون إلى أن "جهات رفيعة في الجيش "الإسرائيلي" كانت قد حذرت أكثر من مرة خلال العام الجاري، ولا سيما في أعقاب عملية "الأسد الصاعد" (العدوان على إيران) في حزيران/يونيو، من أن أي خطأً في التعامل مع الإيرانيين قد يشكل الشرارة التي تعيد إشعال المواجهة بين الطرفين، رغم غياب نية حقيقية لدى "إسرائيل" أو إيران للانجرار إلى المواجهة".
ونقل زيتون عن مسؤولين "أمنيين" قولهم إنه "في حال انطبَع لدى الإيرانيين أن رياح حرب تهب من هنا مجددًا شرقًا، فسيفكرون هذه المرة في الهجوم أولًا. لذلك، إذا كانوا يريدون فعلًا مهاجمة هناك مرة أخرى، أو الحفاظ على وقف إطلاق النار، فمن الأفضل الصمت وألّا نُغرِق وسائل الإعلام بهذا الضجيج. قد يكون النشاط غير الاعتيادي الذي رُصد في إيران من قِبل وكالات الاستخبارات الغربية نابعًا جزئيًا بسبب موجات شائعات لا أساس لها انتشرت في تلغرام في "إسرائيل" حول استعدادٍ للتصعيد".
وتابع: "في الجيش "الإسرائيلي" ألقوا أمس شكوكًا حول سيل المنشورات التي خرجت من المستوى السياسي في "إسرائيل" في الأيام الأخيرة، وهكذا، مثلًا، فإن هدف المناورة التي أُجريت في الجيش الإيراني هذا الشهر ليس بالضرورة استعدادًا لهجوم ضد "إسرائيل"".
وختم: "في قيادة الجيش "الإسرائيلي" ذكّروا مؤخرًا بأن المؤسسة "الأمنية" لديها أيضًا عِبَر كثيرة لاستخلاصها من المعركة ضد إيران، التي جاءت في أواخر الحرب الطويلة والمُرهِقة ومتعددة الجبهات التي انجرف إليها الجيش "الإسرائيلي" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر".