اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي منتجات "إسرائيلية" في الأسواق اللبنانية... أين الرقابة؟

تحقيقات ومقابلات

حرب التعريفات الجمركية.. تراجع ترامب يكشف عمق الأزمة الأميركية
تحقيقات ومقابلات

حرب التعريفات الجمركية.. تراجع ترامب يكشف عمق الأزمة الأميركية

391

في مشهد جديد يعكس التخبّط الأميركي المستمر، أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالتراجع المؤقت عن فرض ضرائب جمركية كبيرة على عدد من الدول، موجةً من الجدل الدولي، لاسيّما أن هذه الخطوة التي تراجع عنها، كانت تُسوّق في الداخل الأميركي على أنها محاولة "جادة" لإعادة التوازن إلى الميزان التجاري الأميركي الذي يعاني من خلل بنيوي مزمن.

ترامب، الذي لطالما فاخر أمام شعبه بسياسة "أمريكا أولًا"، يبدو اليوم وكأنه يعيد ترتيب أوراقه في لعبة التوازنات الدولية، متراجعًا خطوة إلى الوراء عبر تأجيل تطبيق الرسوم الجديدة لمدة تسعين يومًا، متذرّعًا بفتح باب المفاوضات، وهو ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول شراء الوقت لا أكثر، في معركة يبدو أنها بدأت تخسرها على أكثر من جبهة، وخصوصًا في مواجهة التنين الصيني الصاعد بقوة.

ترامب يفتقر لاستراتيجية واضحة

في هذا السياق، علّق الخبير المصري في التنمية الاقتصادية، الدكتور وائل نحاس في تصريح لموقع العهد الإخباري على هذا القرار، معتبرًا أن ترامب "يلاعب العالم"، مستخدمًا أسلوب المماطلة والتكتيك عبر إيقاف مؤقت للتعريفات الجمركية مع تطبيق نسبة الـ10%، في محاولة مكشوفة للضغط على الخصوم، وعلى رأسهم الصين، التي لم تتردد في الرد على السياسات الأميركية برفع رسومها الجمركية على المنتجات الأمريكية بنسبة 84%.

هذا التفاعل بين الطرفين، بحسب نحّاس، "ليس سوى جولة من جولات الصراع الكبير بين نظام عالمي متهالك تقوده واشنطن، وقوى ناشئة تطمح لبناء نظام عالمي أكثر توازنًا، فالتعريفات الجمركية على الصين رفعها ترامب إلى 125%، مما يعكس حالة الغليان في السوق العالمية، والانقسام العميق بين قطبي الصراع الاقتصادي والسياسي".

"فن الصفقة" أم فوضى الهيمنة؟

وأضاف الدكتور نحّاس أن "ترامب لا يملك استراتيجية متماسكة في تعاطيه مع الملفات الكبرى، على عكس الصين التي تتحرك بثقة وفق استراتيجية بعيدة المدى قائمة على البدائل والتخطيط العميق".

واستطرد قائلًا: "هذا الفارق يعكس الخلل في البنية الفكرية لصنّاع القرار في واشنطن، الذين باتوا أسرى فلسفة "فن الصفقة"– كتاب ترامب الشهير – والذي ينتهج سياسة المواجهة العنيفة أولًا، تليها مفاوضات غالبًا ما تكون مفخخة وغير مستقرة".

ترامب، كما يصفه نحاس، "يستخدم تكتيك التهويل والمناورة للوصول إلى اتفاقات مشروطة، قد يظن البعض أنها انتصارات، لكنها في الواقع مجرد محاولات لتأجيل الانهيار الأميريكي المتدرّج". 

مشروع الهيمنة الأميركية يتراجع... والمستقبل للمحور العالمي الجديد

وأشار نحّاس إلى أن ترامب اليوم يقود الولايات المتحدة وفق منظومة لا تشبه النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، بل يعيد إنتاج عقلية الصفقات التجارية والتكتيكات السوقية في ميدان الجيوبوليتيكا الدولية، وأضاف "ترامب نفسه لا يدرك أن ممارساته العدوانية قد تسرّع من سقوط الهيمنة الأميركية".

وفي خضم هذه الفوضى، تبدو الصين، "أكثر تماسكًا بفضل لجنتها المركزية القوية، التي تمتلك بدائل فعّالة، حيث تتجه نحو أسواق أوروبا وآسيا ومصر ودول الجنوب العالمي، لتؤكد أن الاقتصاد الصيني ليس رهينة لأميركا". 

وأوضح أن صادرات الصين كانت قد وصلت في وقت سابق إلى تريليون دولار تحت رقابة واشنطن، ومع ذلك استطاعت تجاوز الحصار والتحكم في مفاصل التجارة العالمية.

اللعبة أكبر من ضرائب.. إنها معركة مصير بين عالمين

وشدد الدكتور نحّاس على أن القضية ليست مجرد رسوم جمركية، بل معركة وجود بين نظام عالمي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بقيادة واشنطن، وقوى حرة صاعدة تبني عالمًا جديدًا يقوم على الشراكة والتكامل لا على الهيمنة والاستغلال. 

وختم حديثه لموقعنا قائلًا: "ترامب بحساباته المرتبكة، يعكس أزمة نظام لا أزمة فرد، بينما تصرّ شعوب العالم المستقلة على المضي في بناء توازن ردعي سياسي واقتصادي، يُخرج العالم من دائرة القطب الواحد إلى فضاء التعدد والتعاون والسيادة الحقيقية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة