خاص العهد

لم تكن الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت مجرّد "جولة" من الاستحقاق الذي انطلق قبل ثلاثة أسابيع، إذ شكّلت "الواجهة" منذ اليوم الأول للتحضيرات، فكان لانتخابات بيروت طعمٌ آخر. وقد حُسمت الانتخابات البلدية في بيروت لصالح تحالف الأحزاب والشخصيات السياسية ضمن لائحة "بيروت بتجمعنا" مع خرق وحيد للمنسّق السابق لـ"تيّار المستقبل" في بيروت محمود الجمل، رئيس لائحة "بيروت بتحبك"، المدعومة من النائب نبيل بدر، و"الجماعة الإسلامية". وعليه، تحققت المناصفة في بيروت، عبر فوز "لائحة بيروت بتجمعنا" التي ترفع شعار المناصفة في المجلس البلدي الجديد على بقية اللوائح.
الثنائي الوطني كان الرافعة في انتخابات بيروت، وفقًا للخبير الانتخابي كمال فغالي، مؤكدًا لموقع "العهد" أن حزب الله وحركة أمل حققا النجاح في ظل غياب طرف سني قوي قادر على استقطاب الأصوات في العاصمة. كما أثبتت "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" نفسها لاعبًا سنيًا قويًا في بيروت، وكل هذا تُرجم يوم الأحد في الصناديق الانتخابية التي سجلت فيها الجمعية تقدمًا في الكتلة الناخبة التي تمتلكها.
بحسب فغالي، فإن لوائح حزب والله وحركة أمل فازت في كل البلديات التي ترشحت فيها، وأثبت الثنائي قدرتهما على استيعاب الجميع - الحلفاء والخصوم - في ظل الظروف الصعبة التي تمر على لبنان.
وهنا، يشدد فغالي على أن "الكتلة الشيعية" أثبتت في كل المراحل التزامها الكامل بالتحالف القوي.
وأمل فغالي أن يتفق السياسيون على مشاريع تفيد العاصمة إنمائيًا استكمالًا لاتفاق المناصفة في بيروت.
شمس الدين
في المقابل، يرى الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديثه لموقع "العهد" أن الناخبين الشيعة شكّلوا رافعة لانتخابات بيروت، غير أنه يعتبر أن موقف الناخب الشيعي كان يجب أن يكون مُحايدًا.
ويستذكر شمس الدين تجربة انتخابات العام 2016، قائلًا إن نسبة المقترعين من الشيعة ارتفعت من 9 آلاف إلى 19 ألف عام 2025، مؤكدًا أن 17 ألف ناخب شيعي صوتوا للائحة "بيروت بتجمعنا"، لائحة تحالف الأحزاب، بينما 37 ألف سني اقترعو للائحة "بيروت بتحبك".
ويسأل شمس الدين ختامًا: "لماذا لم تكرّس المناصفة بقانون؟ ما الذي منع من ذلك؟".