إيران

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 15 تموز/يوليو 2025، على تداعيات الحرب الأخيرة التي خاضتها الجمهورية الإسلامية ضدّ الكيان الصهيوني، مشيرة إلى انكشاف المزيد من خفايا المواجهة وحجم الأثر الذي خلّفته على جبهة العدو.
حرب الاستنزاف أجبرت نتنياهو وترامب على الاستسلام
قالت صحيفة "رسالت" "إن المنظّر الأميركي جون ميرشايمر رأى أن توقف العدوان واستمرار حرب الـ12 يومًا دون حل، يعود إلى خشية كلّ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو من الوقوع في فخ حرب الاستنزاف، ما دفعهما إلى "رفع راية الاستسلام".
وأوضحت الصحيفة أن حرب الاستنزاف تهدف إلى إنهاك قوة العدوّ حتّى الانهيار، مشيرة إلى أن خسائر الموارد البشرية، وتدمير المعدات، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، تُعد أبرز علامات هذا النوع من الحروب.
واعتبرت "رسالت" أن الطرف الذي لا يملك ما يخسره هو الرابح الحقيقي، مشيرة إلى أن حرب حزب الله في تموز، ومعركة "طوفان الأقصى"، ومواجهات اليمن مع أميركا والنظام الصهيوني، كلها أمثلة واضحة على هذا النمط من الحروب.
وأكدت الصحيفة أن التجارب السابقة، مثل فيتنام وأفغانستان والعراق، تُظهر أن نتيجة هذه المعركة معروفة سلفًا.
وأضافت أن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة ولقاءه بترامب وجنرالات "الناتو"، كانت بهدف تقييم المعارك الجارية منذ عام ونصف وتحليل كلفتها وجدواها.
وبحسب "رسالت"، فإن نتائج الدراسات أظهرت أن جيش الاحتلال منهك ويتهرب من المعركة، فيما تلقّت الأراضي المحتلة ضربات قاسية من حزب الله، وحماس، وأنصار الله في اليمن.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو سعى للهروب إلى الأمام عبر مهاجمة إيران بهدف إسقاط النظام، وتدمير المنشآت النووية، واستهداف القوّة الصاروخية والطائرات المسيّرة، وتفكيك القوّة الناعمة للثورة وانهيار رأس المال الاجتماعي.
وتابعت الصحيفة أن هذا الرهان انتهى بخوض حرب استنزاف، والمضي نحو "البؤس والفناء والسحق"، وهي العبارات التي وردت في رسالة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بعد انتهاء معركة الاثني عشر يومًا.
ونقلت "رسالت" عن نتنياهو قوله من واشنطن: "هذه ليست حرب استنزاف بل حرب سحق"، مشيرًا إلى الدمار الواسع في "تل أبيب" وحيفا، وتفكك الصمود الاجتماعي للمستوطنين، وحصول نزوح داخلي وهجرة معاكسة.
ودعت الصحيفة القوات المسلحة والشعب الإيراني إلى الاستعداد للمعركة المقبلة، وتوجيه الضربة القاضية برًا وبحرًا وجوًا، مؤكدة أن إيران "ليست العراق ولا أفغانستان، بل هي القلب النابض للمقاومة في وجه الاستكبار العالمي".
الدبلوماسية الإيرانية جزء من جبهة الصمود
أكد عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة آية الله الشيخ عباس الكعبي، أن دبلوماسية الجمهورية الإسلامية تقف اليوم بثبات وقوة إلى جانب جبهة المقاومة، مشددًا على أنها ليست دبلوماسية محافظة، بل "ديناميكية، مسلحة بالمنطق، وقائمة على شرعية الشعب الإيراني".
ورأى الشيخ الكعبي في مقاله في صحيفة "جوان" أن نهج الدبلوماسية الجديدة يقوم على تحديث خطاب الدفاع الوطني، وتعبئة الرأي العام العالمي ضدّ "أميركا، الشيطان الأكبر، والصهيونية العالمية".
ولفت إلى أن الدبلوماسية لم تعد منفصلة عن نطاق الاقتدار، بل أصبحت "ذراعًا مكملًا للقوات المسلحة وحاميةً للمصالح الوطنية"، موضحًا أنها تسعى لتحويل الكرامة الوطنية إلى فخر، وتثبيت حقوق الأمة الإيرانية في المحافل الدولية.
ودعا الشيخ الكعبي إلى تحويل إنجازات ملحمة الـ12 يومًا إلى مكاسب سياسية وقانونية، مؤكدًا أن هذه الحرب أظهرت أن "النظام الصهيوني أضعف من أي وقت مضى"، فيما ازدادت قوة ومتانة الجمهورية الإسلامية.
وأشار إلى ضرورة أن تحتج الدبلوماسية الإيرانية علنًا وبقوة على "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي" من قبل أميركا والنظام الصهيوني، مؤكدًا أن كلا النظامين مسؤولان عن العدوان ضدّ إيران.
وقال الشيخ الكعبي إن النظام العالمي المهيمن بقيادة أميركا والصهيونية يسعى لفرض "ديكتاتورية الخوف ونهب الثروات"، مشددًا على أن جبهة المقاومة هي التي تتصدّى لهذا الاستبداد الحديث، وأن إيران يجب أن توظف دبلوماسيتها لخوض هذه المواجهة على الساحة الدولية.
واشنطن تفشل مجددًا في أوكرانيا
من جهتها، اعتبرت صحيفة "وطن أمروز" أن إدارة ترامب وقعت في تناقض سياسي، مشيرة إلى أنه الذي هاجم دعم إدارة بايدن لأوكرانيا خلال حملته، بات اليوم يواصل السياسات نفسها، ما أثار استياءً واسعًا بين أنصاره.
وأضافت الصحيفة أن ترامب كان يدّعي قدرته على إنهاء الحرب بمكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّه الآن، مع اقترابه من السلطة مجددًا، بات يصعّد المواقف تجاه موسكو، ويتبنى خطابًا أقرب إلى بايدن.
وأكدت "وطن أمروز" أن هذا التراجع عن الوعود الانتخابية أثار استياء قاعدة ترامب الشعبية، خاصة مع استمرار الحرب، وارتفاع أسعار النفط، وتراجع آفاق السلام.
وأشارت الصحيفة إلى تقارير إعلامية أميركية رجّحت أن يُصدر ترامب بيانًا قريبًا يتهم فيه روسيا بإفشال المحادثات بشأن أوكرانيا، ما سيفاقم التوتر، ويُعد فشلًا جديدًا للبيت الأبيض.
وخلصت "وطن أمروز" إلى أن استمرار النهج الحالي تجاه أوكرانيا لم يُعق فقط المسار الدبلوماسي، بل وضع الدول الأوروبية في وضع اقتصادي وأمني متدهور، محذّرة من دخول القارة في أزمة طاقة وركود طويل، وسط غياب أي أفق لحل سياسي قريب.