عربي ودولي

270 عالمًا و155 داعيةً في البحرين: كسر حصار غزة فرض شرعي والسكوت تواطؤ
دعا العلماء والدعاة البحرينيون إلى "الانتفاض بكل الوسائل ضد جريمة الحرب التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة".
دعا 270 من العلماء و155 من الدعاة في البحرين إلى "تحرُّك عاجل لإنهاء الحصار المفروض على غزة"، محمِّلين المجتمع الدولي والمنظومة الرسمية العربية "المسؤولية الكاملة عن استمرار المعاناة الإنسانية في القطاع".
وأكَّد العلماء والدعاة، في بياناتهم، أنَّ "العدو الصهيوني يمارس بحقِّ أهل غزة سياسة تجويع ممنهجة وإبادة جماعية بطيئة، ويمنع الغذاء والماء والدواء والمساعدات الإنسانية، ويرتكب جرائم قتل ممنهج بحق الأطفال وسكان القطاع، في ظل تواطؤ غربي وصمت عربي ودولي مُشين، فيما يموت الأطفال والمرضى بسبب الجوع والعطش".
وأضافوا أنَّ "سياسة الحصار والتجويع التي تمارس بحق أكثر من مليونَي إنسان تُعَدُّ وصمة عار على جبين الإنسانية، وعارًا على كل من صمت أو تواطأ أو طبَّع أو تعاون مع هذا الكيان".
وشدَّدوا على أنَّ "ما يقوم به العدو الصهيوني من حصار وتجويع لأهل غزة هو جريمة حرب مكتملة الأركان، محرَّمة شرعًا ومجرَّمة قانونًا"، داعين إلى "الانتفاض ضدها بكل الوسائل، ومذكِّرين بقول الله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾، وقول النبي (ص): «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم».
وأكَّدوا أنَّ "كسر الحصار الظالم على غزة هو فرض شرعي وواجب فوري، ولا بد من فتح المعابر وتسيير القوافل واستخدام الوسائل السياسية والإغاثية والإعلامية كافة، وإلّا فإنّ السكوت يعدّ تواطؤًا".
وفيما حذّروا من خطورة مسارات التطبيع، بَيّنوا أنّ "الوقف الفوري والكامل لكل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني مع الكيان "الإسرائيلي" هو واجب شرعي".
كما دعوا الأمة الإسلامية وأبناء البحرين إلى "الاستمرار في دعم أهل غزة عبر رفض التطبيع، والمقاطعة الاقتصادية، وتقديم كل أشكال الدعم السياسي والإعلامي والإنساني لكسر الحصار، وإطلاق حملات إغاثة فاعلة".
وناشدوا العلماء والخطباء والدعاة أنْ "يقوموا بواجبهم الشرعي في إعلان النصرة من منابرهم، وإيقاظ الأمة، وتذكيرها بأنّ الكلمة الصادقة جهاد، وأنّ الصمت خيانة".
بدوره، اعتبر آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ "مّا يجري في غزة نموذج متكامل للجاهلية الحديثة وسقوط أخلاقي مروّع للمجتمع الدولي"، مُحذرًا، في بيان، من "عواقب الصمت والتخاذل"، وداعيًا إلى تَحمُّل المسؤولية الدينية والإنسانية". وأضاف: "إنّنا لنَظْلم أنفسنا حين نرى فظائع المنكرات والمصائب تحيط بحياة إخواننا في الإسلام ونبخل ببذل الشيء الكثير أو القليل ممّا يخفف محنتهم"، مؤكّدًا أنّ "العجز عن نصرة غزة مشاركة في الجريمة واستحقاق لعقوبة دنيوية عامة".
وكان الأمين العام المعتقل لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية"، الشيخ علي سلمان، قد وجّه رسالة من داخل سجنه شدّد فيها على أنّ "صمت العالم على ما يجري في غزة تواطؤ دولي وإسهام مباشر في جريمة الإبادة التي تُرتَكب بغطاء دولي".
وفي السياق نفسه، أصدرت أكثر من 30 جمعية بحرينية بيانات متزامنة عبّرت فيها عن إدانات صريحة للعدوان المستمر، مؤكّدة أنّ ما يحدث في غزة يمثّل جريمة إبادة مكتملة الأركان باستخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب.
وعلى المستوى الشعبي، شهدت البحرين، خلال الأيام الأخيرة الماضية، اعتصامات وتجمّعات ومسيرات رفع المشاركون فيها لافتات كُتب عليها عبارات تؤكّد رفض التطبيع ودعم خيار المقاومة وحق الفلسطينيين في التحرُّر والكرامة.