نقاط على الحروف

“الخرطوشة الأخيرة” هكذا يمكن وصف ما جهدت إليه وسائل إعلام معادية للمقاومة خلال الأيام الأخيرة بعيد حادثة “مجدل زون” التي أدت الى استشهاد 6 عسكريين من الجيش اللبناني. حادثة عملت هذه المنصات على استثمارها واللعب على وتر الفتنة بين الجيش والمقاومة، كآخر ما توصلت إليه من حملاتها الإعلامية المغرضة، ضمن سياق التحريض المستمر على المقاومة لا سيما بعد القرار الوزاري الصادر أخيرًا يوم الخميس الماضي الذي قضى بنزع سلاح المقاومة بدءًا من نهاية الشهر الحالي. موجة عالية من التحريض الإعلامي شهدناها خلال الأيام الماضية، قوامها فبركة معلومات حول حيثية هذا الانفجار، وزجّ اسم “حزب الله” في دائرة الاتهام. سياق يصب ضمن حملات التحريض التي سادت في الفترة الماضية، والتي حاولت إقحام الجيش أيضًا في هذه المعمعة، والادعاء بأن هناك صدامًا سيحصل مع المقاومة، في محاولة لنسف التاريخ المقاوم بين الطرفين، ووحدة الدم طيلة السنوات الماضية.
إذًا، وسائل إعلام محلية وعربية، عملت على استثمار الحدث الجلل، ووضعه في زواريب الاستثمار السياسي، في محاولة النيل من المقاومة والتحريض عليها. يمكن هنا الركون الى ما جاء في مقدمة نشرة أخبار”أم. تي في” يوم السبت الماضي، عندما قالت: ”يرتفع منسوب التخوف من أن تكون دماء شهداء الجيش التي سقطت في مجدل زون على مذبح السلاح غير الشرعي مقدمة لمرحلة صعبة”، لتتلاقى مع مضمون صحيفة “نداء الوطن”، التي “انشغلت في الأيام الأخيرة بنشر عناوين ومقالات تحريضية تسعى الى اتهام المقاومة بحادثة مجدل زون، وليس آخرها ما نشرته تحت عنوان “شهداء كمين حزب الله”. مضمون سرعان ما انتشر على منصات إعلامية اخرى كـ“أم.تي.في”، يتهم مباشرة الحزب بـ”تفخيخ” مربض المدفع الذي كان موجودًا داخل المنشأة، والذي استهدف الجيش اللبناني. اعتبر المقال أن عدم تبليغ المقاومة الجيش عن هذا التفخيخ يعني أان الإستهداف موجه الى الجيش!. استند المقال الى كلام النائب محمد رعد الأخير وقام بتزويره ليحاول تثبيت هذه النظرية. عندما سؤل رعد عن كيف سيتصرف “حزب الله” في حال داهم الجيش منشآت المقاومة قائلًا: ”وقتها منعرف شو بدنا نساوي”!
على مقلب المنصات العربية، لم يكن الأمر مغايرًا، مع ارتفاع نسبة التحريض على المقاومة وسلاحها. عناوين عدة سادت هذه المنصات تحاول الإيحاء بأن هناك صراعًا سيحصل بين الجيش والمقاومة، كعنوان:”بين الجيش وحزب الله من يحسم معركة السلاح في لبنان؟”.يمكن ايضًا أن نأخذ على سبيل المثال عنوان التغطية: ”هل يستطيع الجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله بالقوة؟”. في مضمون التغطية وصف لما يمر به لبنان بـ”لحظة الاختبار التاريخية”، تتحدث التغطية عن رفض “حزب الله” تسليم السلاح، وتروّج لمواجهة بين الدولة والمقاومة، التي لم تعد “افتراضية بل باتت قائمة”. تسأل عن “خيارات الجيش اللبناني”، وتستعيد هنا حادثة “مجدل زون”، لتدعو المقاومة الى “التعاون” كي لا يقع ضحايا. هذه التغطية أيضًا تفترض الصدام العسكري بين الجيش والمقاومة ضمن ما وصفته بـ”آخر الدواء الكي”، لتسأل بعده عن مدى “جهوزية الجيش اللبناني لنزع السلاح”، وهل “يحتاج الى دعم خارجي؟”!.
على منصة “المشهد” المدعومة إماراتيًا، نجد السياق عينه، في إحدى التغطيات المعنونة: ”قذائف ومخازن حزب الله تنفجر في الجنوب وأنصاره يصعدون في الشوارع”. في هذه التغطية تدعي المنصة أن “موجة غضب” تجتاح الشارع اللبناني، خلفيتها أن “الجيش بات مستهدفًا من قبل مخازن تابعة لحزب الله”!.