اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بلدية غزة: نقص هائل في كميات المياه المتوافرة

مقالات

مشروع نتنياهو (إسرائيل الكبرى)... تهويلٌ وضغوط أم واقعي وجدِّي؟  
مقالات

مشروع نتنياهو (إسرائيل الكبرى)... تهويلٌ وضغوط أم واقعي وجدِّي؟  

104

توقَّف أغلب المتابعين مؤخرًا في المنطقة وفي العالم، حول طرح نتنياهو الأخير عن مشروع "إسرائيل"  الكبرى، وحيث رأى بعضهم أن الأمر لا يحمل أية إمكانية للنجاح ولو بسيطة، ورأى بعضهمم الآخر أن الأمر لا يعدو كونه تهويلًا وبابًا من أبواب الضغوط للوصول إلى أهداف أخرى، فإن بعضًا منهم أيضاً لم يستبعد جدية الطرح وإمكانية نجاحه...

فكيف يمكن مقاربة رأي كلٍّ من هؤلاء؟ وما إمكانيات وعناصر نجاح هذا المشروع "القنبلة"، والذي رماه رئيس حكومة العدو في هذا التوقيت الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة بشكل كامل؟

بداية، وقبل الإضاءة على المقاربات المختلفة للمشروع، من المفيد الإضاءة على تفاصيله، وخاصة لناحية الجغرافيا التي يشملها. 

"المشروع يتبناه اليمين الإسرائيلي المتشدد المتحالف اليوم مع نتنياهو، وقد طرحه زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف بتسالئيل سموتريتش عام 2016، حين كان عضوًا في الكنيست، مشيرًا في مقابلة تلفزيونية إلى أن "حدود إسرائيل يجب أن تمتدّ لتشمل دمشق، إضافة إلى أراضي 6 دول عربية هي سورية ولبنان والأردن والعراق وجزء من مصر ومن السعودية؛ لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل حتى الفرات".  

عمليًّا؛ "يستند داعمو اليمين اليهودي المتطرف الذين يتبنون هذه المعتقدات التوراتية، إلى نصوص أهمها ما ورد في سفر التكوين، إضافة إلى أصوات داخل الحركة الصهيونية تدعو إلى توسيع حدود "إسرائيل" لتشمل أجزاء واسعة من الشرق الأوسط".

عمليًّا؛ من يعتبر أن المشروع لا يحمل أية إمكانية للنجاح ولو بسيطة، يستند في ذلك إلى عدة عناصر واقعية وجدية، وهي: 

- استحالة وجود قدرة لحكام الكيان اليوم على تنفيذ هذا المخطط الجهنمي وغير الواقعي، فالكيان اليوم يعاني الكثير في الداخل ومن خصومه: 

- يعاني من المقاومة الفلسطينية في غزة، دون وجود أية إمكانية لتحقيق أهدافه، رغم الإبادة والتجويع والحصار، ورغم ممارساته الإجرامية بالدفع نحو التهجير.

- على مقلب آخر، يفشل الكيان في مواجهة أبناء اليمن ومنعهم من مساندة أبناء غزة، في مناورتهم البحرية الواسعة، أو في استهدافاتهم القاتلة لعمق الكيان ولمرافقه الحيوية.

- من جهة أخرى، فإن الاحتلال يعاني أيضاً في محاولة ضبط الساحة السورية لكي يأمن جانبها، ولا يبدو رغم توغلاته واعتداءاته أنه سينجح في ذلك، إذ إن الرمال السورية المتحركة دائمًا ما تحمل المفاجآت. 

- إضافة إلى ذلك، أنه رغم الاعتداءات والضغوط والتهديدات الضخمة التي يمارسها في لبنان وعليه، لا يبدو أنه سينجح في فرض أجندته بتطويع لبنان وإرضاخه، وخاصة لناحية هدفه الأول الرامي إلى نزع سلاح المقاومة (حزب الله).

أما بالنسبة لمن يروا أن مشروع "إسرائيل الكبرى" لا يعدو كونه تهويلًا وبابًا من أبواب الضغوط للوصول إلى أهداف اخرى، فإنهم يعتبرون أن نتنياهو وحكومته المتشددة الحالية، يرفعان عاليًا سقف طروحاتهما بالتهديد باحتلال مساحة شاسعة من أراضي دول عربية، مع إعطاء الأمر هالة من الجدية في الإعلام  وفي السياسة، لكي يهرع إليهما المعنيون، في الدول المستهدفة بالمشروع، أو في المجتمع الدولي الغربي، ومقايضتهما بالتخلي عن المشروع، مقابل حصول الاحتلال على مكتسبات أخرى في الجغرافيا (ربما في الضفة الغربية وفي الجولان السوري المحتل أو غير المحتل)، وأيضاً مقابل حصوله على مكتسبات أخرى في السياسة؛ محورها توسيع دائرة الدول المطبعة معه، بالإضافة إلى تنازلات سياسية مهمة من الفلسطينيين، في غزة وفي القدس وفي الضفة الغربية.
 
أما بالنسبة لمن لم يستبعدوا جدية الطرح وإمكانية نجاحه، والذين رأوا فيه مشروعًا يحمل نسبة كبيرة من إمكانية التحقُّق، فإنهم يجدون أن نتنياهو وفريقه المتشدد، لجؤوا إلى طرح هذا المشروع، بعد أن نجحوا في إفقاد خصوم " إسرائيل"  قدرة الردع بمواجهتها، وهم يعتبرون أن هذا الأمر (خسارة خصوم إسرائيل معادلة الردع بمواجهتها)، قد حصل فعلًا بعد أن فقد محور المقاومة الساحة السورية، كنقطة ارتكاز أساسية لربط أطراف المحور المذكور،  وبعد أن فقد حزب الله المستوى الذي طالما امتلكه على صعيد الردع ومعادلة القوة بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. 

من هنا، وأمام ما تم عرضه لناحية تنوع النظرة واختلافها حول حظوظ نجاح مشروع إسرائيل الكبرى وإمكانية تحققه، تبقى فكرة أن يكون الطرح مجرد تهويل وباب من أبواب الضغوط للوصول إلى أهداف أخرى، هي الأقرب للواقع وللحقيقة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة