عين على العدو

رأى المراسل العسكري لموقع "يديعوت أحرونوت الإسرائيلي" يوآف زيتون أن وجود الجيش "الإسرائيلي" في سورية - وهو أمر كان غير متصور قبل بضع سنوات – يُعدّ قصّة نجاح، بالتكاليف الباهظة التي تدفعها "إسرائيل" في غزّة، لكن هذا المشهد المثالي قد ينقض بسرعة. وقد علم موقع "يديعوت أحرونوت" أن قوات الجيش دمرت سبعة منازل لسوريين في القنيطرة القديمة، في ظل حكم الرئيس أحمد الجولاني، فاستشاط المسؤولون غضبًا وطالبوا بتعويض مالي عن هذه الخطوة.
وأوضح أن "الحادث وقع قبل عدة أسابيع، على بعد كيلومترات قليلة من الشريط الحدودي، على الجانب السوري منه، حيث قامت قوات الاحتياط التابعة لقيادة الشمال، التي تولت مؤخرًا مسؤولية قطاع الأمن "الإسرائيلي" في سورية مقابل الحدود في هضبة الجولان، بتدمير سبعة مبانٍ قديمة كانت جزءًا من مدينة القنيطرة، بهدف فتح طريق في الموقع وعرقلة أي احتمال مستقبلي لوضع عبوات متفجرة ضدّ الجنود".
وأضاف: "جرت العملية الهندسية في المناطق المهجورة من المدينة التي تُركت في سبعينيات القرن الماضي، إثر "انتصارات الجيش الإسرائيلي" في المنطقة خلال حرب الأيام الستة ويوم الغفران. إلا أن سكان القنيطرة الجديدة المجاورة والقرى السورية الواقعة بينهما لاحظوا ذلك، واحتج زعماؤهم على الجيش "الإسرائيلي" بسبب هذه الخطوة المثيرة للجدل. هذه المباني، بعضها من القرن الثامن عشر ومبنيّ من حجر البازلت، لا تزال بحسب السكان المحليين مملوكة لعائلات سورية" وفق تعبيره.
وتابع المراسل العسكري لموقع "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون: "وصلت الشكاوى إلى نظام الجولاني في دمشق، وطالب السوريون الجيش "الإسرائيلي" بتعويض بمبلغ عشرات آلاف الدولارات عن كلّ مبنى تم تدميره. على المستوى الرفيع في "إسرائيل"، الأمني والسياسي، جرت عدة مناقشات حول الموضوع".
وقال: "حسبما هو معروف، فقد تقرر في هذه المرحلة عدم التعويض على العائلات السورية أو الجهات الحكومية بأي شكل، ومحاولة شرح الخطوة عبر حوار مباشر، على أمل أن يرضى الطرف الآخر وتُنسى القضية. ومع ذلك، يعترف مسؤولون في الجيش "الإسرائيلي" بأنه كان ينبغي التصرف بشكل مختلف، مع تذكر أن سورية ليست مثل غزّة من هذه الناحية، وإيجاد طريقة مختلفة لتأمين المنطقة التي تقع فيها مواقع الجيش "الإسرائيلي" على الأراضي السورية، دون الإضرار بهذه الممتلكات".
أضاف: "على الرغم من أن قوات الجيش "الإسرائيلي" تعمل بحرية نسبية في المنطقة السورية منذ بداية العام، إلا أنه ما زال يُمنع على الجنود دخول المباني الخالية القريبة منهم دون تطهير مسبق، خوفًا من أنها قد تكون مزروعة بالعبوات الناسفة".
وبحسب زيتون "يحذّر الجيش "الإسرائيلي" بشدة من الإضرار بحوالى 70 ألف نسمة من السكان السوريين في القرى التي احتلها دون قتال منذ سقوط نظام الأسد في أواخر العام الماضي. القوات المتمركزة في تسعة مواقع أنشأها الجيش، من جبل الشيخ وحتّى منطقة حامات غدر، منشغلة أساسًا بمهام الدفاع عن نفسها وجمع الأسلحة التي أخذها السكان من مواقع جيش الأسد أو حصلوا عليها خلال سنوات الحرب الأهلية في العقد الماضي، وتدميرها في المنطقة" على حد تعبيره.
ولفت إلى أن "الجيش "الإسرائيلي" وسّع خلال الأشهر الأخيرة، عمليات جمع الأسلحة وتدميرها في المنطقة، بما في ذلك عملية خاصة، كشفت تفاصيلها "يديعوت أحرونوت" في نهاية الأسبوع الماضي. وخلال العملية، وصل مئات من مقاتلي الاحتياط إلى مسافة تصل إلى 38 كيلومترًا من حدود "إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، وهو أقرب وصول حتّى الآن إلى دمشق".