لبنان
شيّع حزب الله وأهالي بلدة اليمونة والجوار الشهيد المجاهد حسين سيفو شريف (حاج أكبر) الذي استشهد على طريق القدس، في موكب مهيب امتزج فيه الحزن بالفخر والوفاء.
انطلق الموكب من ساحة البلدة؛ حيث استُقبل النعش بنثر الورود والأرز، وتلقّت عائلة الشهيد وقيادة الحزب التبريكات والتعازي. وشارك في التشييع عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة، إلى جانب علماء دين وفعاليات حزبية وبلدية واختيارية وسياسية.
تقدّم الموكب حملة الرايات والصور والأكاليل والفرق الكشفية، فيما أدّت ثلة من المجاهدين مراسم التكريم وقَسَمَي الولاء والبيعة. كما قدّم طلاب من مدارس المهدي أكاليل ورد عربون وفاء للشهيد.
وفي باحة حسينية البلدة، أُقيمت الصلاة على الجثمان الطاهر بإمامة الشيخ خليل ياسين، قبل أن يُوارى في الثرى إلى جانب رفاقه الذين سبقوه على درب المقاومة.
وألقى حمادة كلمة قال فيها :"في محضرك أيها الشهيد تتلعثم الأحرف، وإننا إذ نعاهدك ونحن نودّعك ونعاهد روحك، نسألك بالله أن تجيبنا وتجيب أولئك الذين يكتفون بالتفرج: كيف كانت لذة جهادك يا أكبر؟ كيف كان طعم الصلاة في التلال والجبال؟ وكيف كان أُنسُك مع أصوات الصحراء؟ حدّثهم عن لذة المواجهة في سبيل الله، حدّثهم عن تقلّبك بين مكان وآخر".
وأضاف: "أيها المجاهد الشهيد حسين، لقد كنتَ أسدًا من أسود الميادين. فهل اشتقتَ إلى إخوانك من الشهداء والقادة الذين لم تفارقهم يومًا؟ كنتَ أنيسًا رفيقًا، تتحرك في الليل والنهار، تنتقل في الليالي حتى الصباحات لتنجز مهمة، أو لتلتحق بمجموعة في الجهاد على جغرافيا لبنان وخارج لبنان. حدّثهم عن حراكك اليومي، عن تعبك، عن نومك في الطرقات، عن قطعك للفيافي حيث كنت تلتزم الطاعة لأمر سيدك الذي عشقت وأحببت وتألمت لفراقه، لفراق سيد شهداء الأمة (رض). لقد كنتَ مصداقًا لطلبه وأمره بأن تكون حيث يجب أن تكون".
وتابع: "فليعلم هذا العالم، ومن في الداخل، أننا نودّع اليوم أسدًا من أسود المقاومة، أسدًا كان حاضرًا في كل الميادين. حمل وسام الجراح باكرًا، لكن جراحه لم تُقعده ولم تُنهكه، بل زادته ثباتًا وقوة وفاعلية وجهادًا. ونحن اليوم، في ذكرى جرحى "البيجر" الذين تعافى معظمهم فعادوا إلى الميادين أقوياء ثابتين لم ترهقهم جراحهم، بل زادتهم صلابة وإرادة في المواجهة. هؤلاء الجرحى وهؤلاء الشهداء هم منكم يا أهلنا، أنتم حماة هذه المنطقة على امتداد التاريخ".
ورأى: "أننا في هذه المعركة المستمرة مع العدو لسنا في وقت راحة ولا في فسحة انتظار، بل نحن في أتون المواجهة. صراعنا مع العدو معروف ومفتوح، ونحن اخترنا هذه المواجهة بإرادتنا. وهذه دماؤك أيها الشهيد المجاهد تعاتب من يدّعي أنه شريكنا في الوطن، وفي مقدمتهم هذه السلطة التي لم يرتفع لها صوت، وبقيت خرساء حتى عن أبسط مستويات الإدانة أو الاستنكار.. فيما بعض أركانها يشكّلون أدوات تنفيذية لمخططات هذا العدو، حتى فاجأهم ذاك الأمير ليقول بوضوح إن الورقة الأمريكية إنما تُدفع باتجاه الصراع الداخلي – الداخلي، بهدف إنهاء لبنان وإنهاء قوة لبنان في مواجهة العدو، وتحقيقًا للمصالح الصهيوأمريكية في المنطقة".
وأردف: "أيها الشهداء، بدمائكم الطاهرة، أسقطتم هذا المشروع في لبنان. وهذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتًا وإصرارًا في المواجهة. نحن على موقفنا وعقيدتنا ومبادئنا، فانتظروا والصبح قريب".
وختم: "نحن أقوياء بارتباطنا بالله تعالى، أقوياء بقدراتنا، وهذا العدو يعرف ذلك. أما أولئك الذين يظنون أننا تراجعنا خطوة إلى الوراء، هم واهمون. فليس ما جرى كرمًا من أحد، ولا صحوة ضمير، بل لأن العدو أدرك حجم قوتنا وقدرتنا. ولذلك نقول للشامتين في كل مكان: اشمتوا ما شئتم، لكن اللحظة آتية لتروا بأعينكم موقعنا وقوتنا وقدرتنا، على الرغم من كل ما دفعناه من أثمان وما تعرضنا له في الحرب الأخيرة".