اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي أبو حمدان: سلاح المقاومة مقدّس ولا يُساوَم عليه

مقالات

مقالات

"مرجانة" رفعت يدها اليمنى فصمت العالم! 

93

أربع عشرة دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي من أصل خمس عشرة دولة، صوتت على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات، لترفع يدها اليمنى السيدة "مرجانة أورتاغوس" مستعملة حق النقض "الفيتو" لتعطل القرار، مبررة ذلك و على لسان رئيس أميركا السيد دونالد ترامب قائلاً: "لم ارَ إبادة جماعية في غزة ولا مجاعة، إنما الذي رأيته مجزرة قامت بها حماس بحق الإسرائيليين في السابع من تشرين". 

رفعت يدها اليمنى، فصمت العالم لتبدأ حفلات الأسف والنواح من مندوبي عدة دول مسلِّمين أن ما باليد حيلة وأن المجازر الصهيونية ستستمر ونحن نتفرج ونستنكر. لكن طوفان الأقصى ودماء أطفال غزة ونسائها وشيوخها، أنبتت صحوة عالمية على القضية الفلسطينية وجعلت شعب الله المختار منبوذاً مكروهاً ممقوتاً في معظم دول العالم. فلا ترى مهرجاناً فنياً او رياضياً أو اجتماعياً إلا وتجد فيه شعارات وأناشيد داعمة لفلسطين وشاتمة للصهاينة. 

كما إن إقدام عدد من الدول على الإعتراف بدولة فلسطين يأتي أيضاً في هذا السياق.  هذا الاعتراف يعطي حق الشعب الفلسطيني بدولة يناضل من أجلها منذ ٧٦ سنة.  وللمفارقة أن الذي أعطى وعد بلفور واقتلع شعباً من أرضه ليعطي لليهود دولة على أرض فلسطين، هو نفسه الذي اعترف البارحة بدولة فلسطين متأخراً ٧٦ سنة. لكن يبقى هذا الاعتراف حبراً على ورق طالما أن "إسرائيل" رافضة رفضاً قاطعاً هذا الاعتراف والذي على أثره صرح نتنياهو أنه سيكون له رد على ذلك بعد عودته من نيويورك.

فما الفائدة من الاعترافات طالما أن "إسرائيل" ماضية بقتل أهل غزة وبمشروع ضم الضفة الغربية. فأين ستكون هذه الدولة الفلسطينية؟. 

وهل سيتجرأ العالم على تشكيل قوة متعددة الجنسيات لإجبار "إسرائيل" على تنفيذ ذلك؟ هذا هو المستحيل بعينه. 

على صعيدٍ آخر، كنت من أوائل المتوقعين بتصعيدٍ "إسرائيلي" بعد تقديم الجيش اللبناني خطته لحصر السلاح بيد الدولة أمام مجلس الوزراء والتي أتت لتطفئ فتيل الانفجار الذي كان من الممكن أن يحصل لولا أن هذه الخطة أتت على هذه الطريقة. فكنت متوقعاً تصعيداً "إسرائيلياً" بقصف جوي عنيف طال عدة مناطق في جنوب لبنان والذي يمكن أن يتوسع إلى مناطق أخرى. 
فالتصعيد الأخير كان هدفه توجيه ثلاث رسائل: 

أولاً، إن "إسرائيل" غير راضية على خطة الجيش التي قدمها فهي تريد نزع سلاح المقاومة اليوم وليس غداً. 

ثانياً، رسالة موجهة لأهل الجنوب أن لا استقرار في بلداتكم وخاصة نحن على أبواب عام دراسي جديد حيث قامت بعض القرى باستقدام بيوت جاهزة لإنشاء مدارس بدلاً من التي تم تدميرها. فسيبقى الوضع هكذا ولا عودة للنازحين إلى بلداتهم ولا إعادة إعمار. 

ثالثاً، ضغط بالنار على لبنان عشية قدوم مندوبة أميركا، حيث دأبت "إسرائيل" على استباق أي زيارة لأي مبعوث غربي بتصعيدٍ بالقصف الجوي لتكون هذه الزيارة تحت ضغط النار. 
 فماذا تتوقع من زيارة السيدة "مرجانة" ومن  لجنة "الميكانيسم" التي يترأسها ضابطٌ أميركيٌ وبعد استعمال أميركا حق النقض "الفيتو" بوجه أربع عشرة دولة دائمة العضوية صوتت على وقف إطلاق النار في غزة.

هذه الزيارة التي اقتصرت على الاجتماع في الناقورة لم تكن إلا لمزيد من الضغوطات على لبنان لتنفيذ مطالب "إسرائيل". فما دور هذه اللجنة منذ تشكيلها سوى تأمين مصالح ومطالب "إسرائيل" وعدم إعطاء مطالب لبنان أي اهتمام؟ 

‏مجزرةُ أطفالٍ ارتكبتها "إسرائيل" البارحة ليخرج علينا المتصهينون في هذا البلد كالعادة ويبرروا هذه المجزرة.

هؤلاء يجب محاكمتهم ودكهم في ظلمات السجون، لحقارتهم ونجاستهم وخساستهم، ليكونوا عبرة لكل من لا زال يبرر كل عدوان "إسرائيلي".

الحكومة اللبنانية أصدرت قراراً بحصر السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني وضعَ خطةً مؤلفة من خمس مراحل تبدأ في جنوب الليطاني على أن تنسحب "إسرائيل" من النقاط التي تحتلها وتوقف العدوان.

يعني لبنان نفذ ما عليه والمقاومة ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم الـ ٤٥٠٠ خرق حتى اليوم. فعلى "إسرائيل" أن تنفذ ما عليها من شروط وهذا ما قاله توم برّاك عندما أتى إلى لبنان، لكي يكمل لبنان ما هو مطلوب منه.  ولا زال البعض يبرر العدوان ويتبنى كل ما تسرده "إسرائيل". 

انهم ليسوا متصهينين، أنهم صهاينةٌ لا زغل فيهم.

الكلمات المفتاحية
مشاركة