اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي لماذا اغتال نتنياهو تشارلي كيرك؟

خاص العهد

في سنوية السيديْن الشهيديْن.. يومٌ إعلامي طويل وهذه تفاصيله
خاص العهد

في سنوية السيديْن الشهيديْن.. يومٌ إعلامي طويل وهذه تفاصيله

114

رحل لكنه لم يغادر. ما زال بيننا بالصوت والصورة. يمر ببسمته ويمسح ألم الوطن. كأن الموت أخطأ التقدير، وكأن الغياب لم يقنع الذاكرة. فالزمن لم يستطع أن يغيّب وجهه ويطفئ صوته، وكل شيء حولنا ما زال يقول: "هو هنا". وبعد عام من الغياب، يعود سيد المقاومة إلى الشاشة، فتنتظره القلوب كما كانت. غاب سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله الذي كان أبًا لشعبه، وضميرًا لأمته، وبوصلةً للحق في زمنٍ كثرت فيه الاتجاهات، جسدًا، لكنه بقي حيًا في القلوب، خالدًا في الذاكرة، ومضيئًا في صفحات التاريخ.

اليوم، إذ نحيي ذكراه وذكرى صفيه الهاشمي، فإننا لا نرثي الغائب، بل نحتفي بالإرث، ونجدّد العهد، ونعود بالذاكرة إلى خطابات السيد نصر الله، وعباراته، فكل كلمة كانت تولد بدقة، وتُردد طويلًا بعد انتهائها. كانت الأعين تشخص نحوه، والقلوب تنصت قبل الآذان. لم تكن خطاباته مجرد كلمات تُلقى، بل كانت مواقف تصاغ، وخارطة طريق تُرسم في لحظات مفصلية، وسط هتافات الولاء والتلبية.

واليوم نستحضر حضورهما لا بدموع الفقد، بل بقوة الاستمرار. ونُعيد فتح النوافذ لصورتهما وصوتهما، وننصت من جديد، لا لنسمعهما مجددًا، بل لنستشعر أنهما ما زالا بيننا.

اليوم التلفزيوني والإذاعي الطويل

ومن هنا، تنطلق فعاليات الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والصفي الهاشمي السيد هاشم صفي الدين بنشاطات إعلامية وفنية وكشفية وشعبية، ابتداءً من 25 أيلول، بيوم تلفزيوني وإذاعي طويل لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية.

منسّق فعاليات اليوم الإذاعي التلفزيوني المشترك، لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في لبنان والعالم الإسلامي، الحاج علي ارسلان يؤكد أن فعاليات إحياء ذكرى معركة أولي البأس ضد العدو الصهيوني وإسنادًا ونصرة للمستضعفين في فلسطين، ستنطلق في 25 أيلول 2025، بيوم تلفزيوني طويل للاتحاد، مشيرًا إلى أن الاتحاد سينظم بثًا مباشرًا مشتركًا بين القنوات، سواء من خلال استديوهات مشتركة، يخرج فيها المقدمون من مختلف القنوات من استديو واحد، أو من خلال بث الحلقات المباشرة من القنوات خارج لبنان، إلى الاستديو المشترك.

وستتضمّن الفعاليات حلقات حوارية مع محللين سياسيين، ومتفاعلين مع المقاومة، من نخب، وطلاب، وهيئات نسائية، وغيرهم، بحسب ارسلان، الذي يلفت في حديثه لموقع "العهد" إلى أن القنوات ستبث على مدار اليوم وثائقيات لها علاقة بالشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، وعن مجزرة البيجر، وذكرى استشهاد القادة، ومجريات المعركة، وصولًا إلى قضايا إنسانية متعلقة بهذه الذكرى، وإبراز انتصار المقاومة، وإجبارها العدو على طلب وقف اطلاق النار.

وستكون هناك وثائقيات بأيدي القنوات الخارجية في موريتانيا، وتونس، وفلسطين، والعراق، وإيران، وبريطاينا، وبلغات مختلفة. كما ستعرض التلفزيونات باقة من الأناشيد، بالإضافة إلى الفواصل، والتنويهات، والترويجات المختلفة. وستقوم التلفزيونات باستصراحات من الطرقات، ورصد التفاعل الشعبي، في مختلف البلدان، وفقًا لارسلان.

القطاع الإذاعي

وللقطاع الإذاعي نصيب، وفق ارسلان، حيث سيكون هناك يوم كامل من البث المباشر، تقوده مختلف الإذاعات من لبنان والخارج، يتضمن برامج حوارية، وثقافية، وفواصل، وأناشيد، وكلمات مختارة لقيادات المقاومة في لبنان والمحور.

محطة بالغة الأهمية

وفي السياق، يشدد ارسلان لـ "العهد" على أن تنظيم يوم إذاعي وتلفزيوني مشترك في ذكرى الحرب على لبنان، وسط استمرار العدوان على فلسطين، وسورية، واليمن، وإيران، والعراق، يمثّل محطة بالغة الأهمية على مستويات عدّة، أولها توحيد الصوت والرسالة، إذ يُبرز تماسك الإعلام المقاوم وتكامل روايته في مواجهة خطاب الأعداء، وثانيًا كسر الاحتكار الإعلامي، فهو يشكل منبرًا جامعًا يفرض السردية الحقيقية للأحداث ويواجه محاولات التزييف والتشويه، إلى جانب إبراز البعد الإنساني والمعنوي، عبر تسليط الضوء على صمود الشعب وتضحيات الشهداء ومعاناة المدنيين، بما يعكس شمولية معركة الوعي.

كما يساهم بتعزيز التضامن بين الشعوب، حيث يجعل الجمهور في مختلف البلدان شريكًا مباشرًا في القضية، فيتجاوز البعد المحلي إلى بُعدٍ أممي جامع، ويعمل على ترسيخ الذاكرة الجماعية، إذ يحوّل الذكرى إلى مناسبة متجدّدة تُجدّد الوعي وتمنع العدو من طمس معالمها أو تهميشها.

وعليه، فإن هذا اليوم الإعلامي ليس مجرد إحياء لذكرى مضت، بحسب ارسلان، بل هو معركة وعي متجدّدة، تؤكد أن الانتصار لم يكن حدثًا عابرًا، بل خيارًا ثابتًا ومستقبلًا واعدًا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة