اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي إلى الشهيد الأسمى.. هذا الدرب سنكمله

مقالات

ذكرى استشهاد السيد الأمة.. لماذا لا تكون فرصة لاستعادة السيادة الضائعة؟
مقالات

ذكرى استشهاد السيد الأمة.. لماذا لا تكون فرصة لاستعادة السيادة الضائعة؟

83

إنها الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ورفيق دربه الجهادي السيد الهاشمي. 

أهمية وحساسية هذه الذكرى أنها تضيء على مرحلة أساسية من تاريخ لبنان، عنوانها الرئيسي: مرحلة مقاومة ومواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، بتوقيع وببصمات سيد شهداء الأمة. 

هذه المرحلة الأساسية من تاريخ لبنان، والتي يمكن القول وبكل فخر، إنها المرحلة الوحيدة التي كان فيها لبنان سيدًا وحرًا ومستقلًا، لأنها المرحلة الوحيدة التي فرض فيها لبنان وجوده كدولة تواجه الكيان "الإسرائيلي" من الند للند، أثناء الاحتلال وحتّى التحرير عام 2000، وبعده في كافة مواجهات الاعتداءات "الإسرائيلية" حتّى الحرب الأخيرة ومعركة "أولي الباس"، حيث أعطى سماحة السيد الشهيد، المعنى والمضمون الحقيقي لما يسمّى في تاريخ لبنان "مقاومة الاحتلال"، فكان القدوة في الميدان: مقاتلًا ومقاومًا وكادرًا وآمرًا لمجموعة مقاومين، وقائدًا لجبهة محدّدة أو لناحية من جبهة مقاومة الاحتلال، وقائدا عسكريًّا للمقاومة، وكان العلامة المضيئة المميزة بشخصيته الكاريزمية كأمين عام لحزب الله. 

صحيح أن السيد الأمة كان بموقعه كأمين عام حزب الله قائدًا للمقاومة في مرحلة محدّدة، من ضمن حلقات قيادية أخرى في هيكلية تنظيم وإدارة الصراع والمواجهة ضدّ الاحتلال، مع كامل التقدير والاحترام للحلقات التي سبقته أو لتلك التي أتت بعد استشهاده، ولكن لا يمكن لأي متابع موضوعي، في لبنان وفي خارجه، إلا أن يعترف بأن السيد الأمة شكل حالة نادرة وغير مألوفة في إدارة معادلات المواجهات والحروب والصراعات عبر التاريخ، وعلى امتداد واسع جغرافيًّا وزمنيًّا، أبعد من جغرافيا لبنان ومن تاريخه. 

اليوم، ومع الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاده مع رفاقه، والتي تزامنت مع إشكالية إضاءة صخرة الروشة المقررة كنشاط وجداني أرادته المقاومة من ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى، كان لافتًا ونافرًا موقف رئيس الحكومة الذي وجد في منع إضاءة الصخرة فرصة لتأكيد سيادة الدولة، في الوقت الذي لم ير فيه السيادة الضائعة للدولة برعاية من الجهة الداعمة لـ"إسرائيل"، (الإدارة الاميريكة) والتي هي الجهة الدافعة نحو الانقسام والفتنة، باعتبار ذلك بنظر الأميركيين، سيكون فرصة ذهبية لاطباق الخناق على المقاومة؛ الأمر الذي تنبه له الجيش اللبناني واستوعبته الأجهزة الأمنية، نتيجة الخبرة ونتيجة امتلاكها الحدس الواعي والذي يفهم الأرض والساحات والواقع والخصوصية اللبنانية، هذه الخصوصية التي لا يبدو أن رئيس الحكومة يفهمها أو يقدرها. 

وهنا بيت القصيد في مقاربة هذه الإشكالية: 
صحيح أن إضاءة صخرة الروشة، كان لها تداعيات على أكثر من مستوى، ولكن هذه الإشكالية حملت إيجابية رئيسية أنها جاءت لتضع الجهات غير المقدرة حقيقة لبنان وحقيقة خصوصيته أمام مسؤولياتهم لإعادة تصحيح الموقف والنظرة ولتصويب البوصلة الصحيحة نحو مسار التعقل والحكمة والوعي، ولفهم حقيقة وحساسية الموقف الوجداني لبيئة المقاومة وللمقاومة وللقسم الأكبر من المجتمع اللبناني بكافة اطيافه ومشاربه، احترامًا وتقديرًا ووفاء لذكرى استشهاد السيد "سيد الأمة" ورفيق دربه السيد الهاشمي.

الكلمات المفتاحية
مشاركة