عين على العدو

قال الكاتب الصهيوني في صحيفة "هآرتس" حاييم لفينسون: "قبل ثمانية أشهر فقط، كان بنيامين نتنياهو يقف في البيت الأبيض سعيدًا ومشرقًا مع "خطة دونالد ترامب" لنقل الفلسطينيين من غزة. حكومته، التي كانت على شفا الانهيار، نجت بفضل تهديد نهاية الحرب"، وأضاف "كان هذا خطأً مُرًّا من الرئيس الأمريكي، ودفع ثمنه الجنود والأسرى بسبب المماطلة. أمس، صحّح هذا الخطأ وتبنّى الخطة السياسية التي كانت مطروحة على الطاولة منذ فترة طويلة. ضربة الموت لحكومة نتنياهو هي مجرد مكافأة إضافية".
ورأى أن "خطة ترامب التي عُرضت أمس قد تم تقديمها سابقًا للمرة الأولى من قبل دول عربية والولايات المتحدة في أكتوبر 2023. لم يتغير شيء، إلّا الدماء التي سُفكت، والأسرى الذين قُتلوا، والمجتمعات التي دُمّرت، والمال الذي أُلقي في القمامة"، وتابع: "قصير هو المجال لوصف كل الحيل والمناورات، والشروط والمبادئ التي دفعها ووسعها نتنياهو من أجل عدم إنهاء الحرب، إلى أن سحب ترامب أمس السجادة من تحت قدميه. انتهت المماطلات. الحرب يجب أن تنتهي".
في الأيام الأخيرة، تُكمل الصحيفة، نُشر أن القطريين نقلوا رسالة من حماس مفادها أنها توافق مبدئيًا على الخطة. كرر ترامب ذلك أمس وأشار إلى أنه قيل له إن حماس تدعم الخطة. الأيام القادمة ستكون عصيبة، حتى يظهر "الدخان الأبيض" من الدوحة.
وأردف الكاتب: "لنفترض أن حماس لا تدعم الخطة. الخطة جاهزة لذلك، ومبادئها ستطبق في كل الأحوال، باستثناء مسألة الأسرى. السيطرة على المناطق المدنية في غزة ستنتقل إلى الدول العربية. لا مستوطنات. لا ضم. الهجرة القسرية أصبحت من الماضي. الدول العربية تسيطر، وتم إعداد البنية التحتية للدولة الفلسطينية. قطر موجودة، قوية وثابتة أكثر من أي وقت مضى، وكانت مكالمة الاعتذار لرئيس وزرائها مجرد الرسوم الأولى التي جبتها من "إسرائيل" على الهجوم الفوضوي في الدوحة".
بحسب لفينسون، سياسيًا، لا يوجد سبب لبن غفير وسموتريتش للبقاء في الحكومة إذا تحققت الخطة. القضية الحريدية ليست مُعفاة وتتفاقم يومًا بعد يوم، لذا الانتخابات قادمة، وكل شخص يبحث عن موضع قتالي قبل الانتخابات المقبلة.
وختم "موت خطة غملائيل-ترامب، وفقدان مكاسب العقارات، وإلغاء حلم الضم، تشكل ضربة قوية لسموتريتش. فهمه للجغرافيا السياسية أسوأ حتى من فهمه للاقتصاد، حيث غرد ظهر أمس بأن قطر لا يجب أن تكون متورطة في غزة. إذا لم يستقيل الاثنان، فلن يكون لديهما ما يقدّمانه في الانتخابات. هما اليمين المتطرف إلى يمين نتنياهو، وحق وجودهما يأتي في هذه اللحظة بالذات".