عين على العدو

قال مراسل موقع "القناة 12 الإسرائيلي" باراك رافيد إنّ "البذور لخطة إنهاء الحرب في غزة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين (30 أيلول 2025) في البيت الأبيض، زرعت قبل ثلاثة أسابيع، عندما شن الجيش "الإسرائيلي" هجومًا فاشلًا في قطر في محاولة لاغتيال قادة "حماس"".
وتابع رافيد: "في البداية، تفاجأ مستشارا ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر من الهجوم، لكنهما سرعان ما رأيا في هذه الأزمة فرصة لإنهاء الحرب، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على التفاصيل".
وبحسب المراسل "الإسرائيلي"، فإنّ المستشارين لاحظا أن "العرب تحدثوا بصوت واحد، حتى لو كان ذلك للصراخ على "إسرائيل""، وقد قال مستشار لترامب مطلع على المناقشات "كان واضحًا، أن هذا الوضع، الذي بدا سلبيًا في البداية، يمكن أن يتحول إلى شيء إيجابي".
وبحسب الموقع، التقى ويتكوف وكوشنر مع المقرب من نتنياهو رون درمر ــ قبل يوم من الهجوم على الدوحة ــ، في ميامي لمناقشة صفقة "المخطوفين" (الأسرى) في غزة وخطة "اليوم التالي" للحرب في غزة، وعندما سمع ويتكوف وكوشنر عن الهجوم "الإسرائيلي" في الدوحة، غضبا وشعرا بأن درمر خدعهما، بحسب المصادر. وقد ادعى درمر لاحقًا أنه لم يكن يعلم بالهجوم المخطط له إلا في مرحلة متأخرة.
وبعد عدة أيام، قال ويتكوف لدرمر "إن أفضل طريقة لمنع تفاقم الوضع هي الاعتذار أمام قطر وإظهار الاستعداد للتقدم نحو إنهاء الحرب في غزة. لم يكن درمر متحمسًا لذلك، وبعد الحصول على الضوء الأخضر من ترامب، بدأ ويتكوف وكوشنر العمل على خطة لإنهاء الأزمة مع قطر وتحويلها إلى صفقة أوسع لإنهاء الحرب في غزة".
ووفق رافيد، أخذوا الاقتراح الأميركي القائم لوقف إطلاق النار وصفقة المخطوفين ودمجوه مع خطة "اليوم التالي" التي كان كوشنر يعمل عليها مع رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، والنتيجة كانت وثيقة من 21 بندًا. "وقال مسؤول أميركي كبير إن "الهجوم الفاشل في الدوحة غيّر الديناميكية الإقليمية وفتح بابًا للنقاش الحقيقي حول كيفية إنهاء الحرب في غزة".
وقد التقى نتنياهو مع ويتكوف وكوشنر في فندقه بنيويورك لمدة ساعتين بعد ظهر الخميس ومرة أخرى مساءً. في تلك المرحلة، كانت هناك فجوات كبيرة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وفقًا لمسؤول "إسرائيلي".
ويسرد رافيد الوقائع نقلًا عن مصدر: "في صباح يوم الجمعة، ألقى نتنياهو خطابًا استفزازيًا في الأمم المتحدة دون أن يذكر خطة ترامب على الإطلاق. لكن المفاوضات بين فريق ترامب و"الإسرائيليين" استمرت طوال عطلة نهاية الأسبوع بهدف التوصل إلى صياغة متفق عليها قبل وصول نتنياهو إلى البيت الأبيض يوم الاثنين للقاء ترامب. يوم السبت، انتشرت شائعة في فريق ترامب مفادها أن نتنياهو يخطط لتأجيل خطة إنهاء الحرب أو على الأقل طلب تغييرات جوهرية تُفرغها من مضمونها. هذا دفع ترامب لإجراء مكالمة هاتفية "حادّة وواضحة" مع نتنياهو، ووفقًا لمصدر مطلع "قال ترامب لبيبي بصراحة: إما أن تأخذها أو تتركها. إذا تركتها سنتركك نحن أيضًا". وأضاف المصدر: "عندما يتعلق الأمر بنتنياهو، فإنّ ترامب نفد صبره لأسباب عديدة".
وبحسب المصدر، تحدث ترامب خمس مرات مع نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع، وطالب ترامب برد إيجابي واضح لا "نعم، لكن". قبلَ ترامب ببعض التغييرات التي طلب نتنياهو إدخالها على الصياغة، لكنه رفض أخرى، خصوصًا تلك المتعلقة بالحساسيات السياسية لتحالف نتنياهو، مثل مسألة الضم أو هجرة الفلسطينيين من غزة. قال ترامب إنه لن يطلب من نتنياهو التنازل عن القضايا الأمنية لكنه شدد أمامه على أنه لن يوافق على إدخال تغييرات على النص فقط لحل مشاكل سياسية داخلية لنتنياهو، وفقًا لمصدر شارك في المحادثة. وقد وعد ترامب نتنياهو في المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما "إذا قبلت بالخطة ورفضتها حماس، سأدعمك بالكامل لمواصلة محاربتهم".
ويتابع المصدر "يوم الأحد، أجرى ويتكوف وكوشنر ساعات من المفاوضات مع نتنياهو ودرمر في نيويورك. انتهت المحادثات الساعة 23:00 مع تقليص كبير للفجوات، بما في ذلك بشأن صياغة الاعتذار الذي سيحتاج نتنياهو لتقديمه لقطر. طالبت الدول العربية أيضًا بإدخال تغييرات على الصياغة، لكن العديد من مطالبها لم تُقبل. كانت المعارضة قوية لدرجة أن القطريين نصحوا فريق ترامب بعدم نشر الخطة الكاملة يوم الاثنين".
ويردف المصدر "قرر ترامب نشر الخطة على أي حال، رغم الاعتراضات. وقال أول من أمس إنه يتوقع رد حماس خلال "ثلاثة أو أربعة أيام. يتوقع كبار المسؤولين الأميركيين و"الإسرائيليين" ردًا إيجابيًا مع تحفظات.
على الرغم من البيان المشترك للدول العربية الذي رحب بإعلان ترامب، أوضح كبار المسؤولين العرب أن الصفقة لا تزال قيد التفاوض والتفاصيل لم تُغلق نهائيًا. وقال مسؤول أميركي إنه "قد تكون هناك تعديلات إضافية"، لكن ترامب لا يعتزم إعادة فتح الخطة كاملة للنقاش".
وختم المصدر نقلًا عن مسؤول أميركي "يعوّل ترامب على قطر ومصر وتركيا لإقناع حماس بالموافقة على إعطاء رد إيجابي على خطته لإنهاء الحرب. الافتراض هو أنه إذا رفضت حماس الخطة، ستظل معزولة، منبوذة في العالم العربي وبدون تمويل" على حد زعمه، وأضاف: "لكن لا يمكن التنبؤ بتصرفهم، لذا نأمل أن ترد حماس بالإيجاب".