عين على العدو

ذكرت صحيفة "هآرتس" أنَّه بعد يومين من بدء المفاوضات في شرم الشيخ، لم يُحرَز أي تقدّم حقيقي في المحادثات بين الكيان الصهيوني وحركة حماس حول إنهاء الحرب.
بحسب "هآرتس"، يواصل الطرفان طرح مواقفهما، والجميع ينتظر وصول المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بعد ظهر اليوم الأربعاء 8 تشرين الأول/أكتوبر 2025 لحسم الخلافات وإغلاق الملفات العالقة تمهيدًا لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
دبلوماسي أجنبي مطّلع على سيْر المفاوضات أوضح للصحيفة أنّ الحديث يدور عن "خلافات متوقّعة"، لكن في نهاية المطاف "كلٌّ من حماس و"إسرائيل" سيضطر إلى التنازل، وهما يعلمان ذلك جيّدًا".
واعتبرت أنَّ المشكلة الأساسية في المفاوضات تكمن في الثغرة الموجودة في مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يترك موعد انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من قطاع غزة غامضًا، ما جعله محورًا رئيسيًا للخلاف. فوفقًا للمخطط، يُستكمل الانسحاب الكامل عندما تنضج الظروف. ومن وجهة نظر حماس، لا مجال للحديث عن شيء أقل من انسحاب "إسرائيلي" كامل. والتسوية، من وجهة نظرها، يمكن أن تكون انسحابًا تدريجيًا في فترة قصيرة بعد الإفراج عن آخر الأسرى. هذا الموقف مدعوم من مصر وقطر اللتين تحاولان إعداد جدول زمني عملي لانسحاب كامل.
أما نتنياهو، تتابع "هآرتس"، فيبني حملته الدعائية على تبرير رفضه الصفقة التي كانت مطروحة على الطاولة منذ نحو عامين، بحجة أنه "الآن نبقى على 58% من مساحة القطاع". وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع ترامب الأسبوع الماضي، لاحظ نتنياهو الثغرة في الصفقة وسارع إلى طمأنة قاعدته الانتخابية بأن "إسرائيل" ستبقى في المحيط الأمني في المستقبل المنظور. وفي الإيجازات الصحافية التي ينقلها مقربون من مكتبه، يُقال إن "إسرائيل" ستبقى هناك لسنوات طويلة، لأن مطالبها المتعلقة بنزع السلاح الكامل والتام من القطاع لن تتحقق أبدًا. طالما بقي هذا الوضع قائمًا، ستواصل "إسرائيل" السيطرة على المحيط الأمني.
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ قضية الانسحاب هي مسألة تتطلب معالجة دبلوماسية من ويتكوف، وتشكل محور الخلاف الأساسي في المفاوضات.
أما القضية الثانية الخلافية، فهي ملف الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم. فقد تم الاتفاق بالفعل على إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد من أصل 290 لدى الكيان.
وبناءً على مطلب حماس، سيُفرج عنهم وفقًا لأقدمية اعتقالهم، ما يعني إطلاق سراح أسرى كانت "إسرائيل" ترفض الإفراج عنهم منذ صفقة "شاليط"، مثل: القيادي في فتح مروان البرغوثي، عباس السيد، أحمد سعدات، ومهندس المتفجرات عبد الله البرغوثي، ورئيس الجناح العسكري لحماس في الضفة إبراهيم حامد وحسن سلامة، الذي مرّ نحو 30 عامًا على اعتقاله.
ووفق الصحيفة، فإن حماس لا تطالب مباشرة بالإفراج عن هؤلاء الأسرى، لكنها تتستر وراء مبدأ الأقدمية وترفض منح كيان العدو "فيتو" على الأسماء. في المقابل، تصر "إسرائيل" على أن تكون صاحبة القرار في تحديد قائمة الـ250. ومع ذلك، يبدو أن ويتكوف سيجد في نهاية المطاف صيغة تسوية تتضمن حق نقض جزئي لكيان العدو على القائمة.