اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي رغم التأجيل.. موسكو تؤكد إمكان عقد قمة روسية أميركية في بودابست

عين على العدو

الحبل يشتدّ حول رقبة نتنياهو.. وترامب يقدّم له طلبًا للعفو 
عين على العدو

الحبل يشتدّ حول رقبة نتنياهو.. وترامب يقدّم له طلبًا للعفو 

74

أوضح المحلل السياسي يوسي فرتر، في صحيفة "هآرتس الإسرائيلية"، أنَّه لم تمضِ أقل من أربعٍ وعشرين ساعة بين استقالة وزير الشؤون الإستراتيجية رون درمر وبين وصول رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طاولة الرئيس "الإسرائيلي" إسحاق هرتسوغ، يوم أمس الأربعاء (13 تشرين الثاني/نوفمبر 2025).

في هذا الصدد؛ رأى يوسي فرتر أنه إذا كان الأمر كذلك، فمن الممكن التقدير أن إحدى الخطوات الأخيرة التي قام بها درمر بصفته وزيرًا للشؤون الإستراتيجية تتعلق بصياغة تلك الرسالة. وتساءل: "ماذا يكون أكثر إستراتيجيّة من إنقاذ بنيامين نتنياهو من محاكمته، في الأيام التي تُكشف فيها أكاذيبه ونسَخه المتناقضة أمام المحكمة الإقليمية في "تل أبيب"؟"

أضاف الكاتب أن بصمات الأصابع "الإسرائيلية" واضحة، في رسالة ترامب، لاسيما في الجملة التي يشرح فيها لـــ"هرتسوغ" أن العفو ضروري لكي يتمكّن نتنياهو من "توحيد الشعب". وأشار إلى أن هذه العبارة تتطابق وشعار نتنياهو الشهير: "اللّم، الشفاء، توحيد القلوب"، موضحًا أن نتنياهو "متشوّق جدًا لبدء مهمّة الوحدة"، إلا أن اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة يمنعه من القيام بهذه المهمّة".

إلى ذلك؛ بيّن فرتر أن هذا الخطاب يعيد تكرار الرواية ذاتها التي يروّج لها نتنياهو وأنصاره عن "فبركة الملفات" و"محاولة إسقاط رئيس حكومة من اليمين"، مضيفًا أن ردّ هرتسوغ كان محرجًا ومذلًا، فبدل أن يرفض التشهير بالجهاز القضائي بكلمات واضحة، شكر ترامب على "دعمه وإسهامه"، ثمّ أشار إلى أن من يرغب بالحصول على عفو عليه "تقديم طلب وفقًا للقواعد".

وتابع الكاتب بأن العفو خيار قائم، لكن نتنياهو يسعى إلى "عفو فاخر" بشروط لم يحصل عليها أي شخص في "إسرائيل" من قبل، موضحًا أنه إذا حصل على هذا النوع من العفو، فإن كلّ ما جرى حتّى الآن "سيبدو كأنه لعبة أطفال" عندما يتحرر من رهبة القضاء. وانتقد الكاتب موقف هرتسوغ، قائلًا: "هذه ليست إجابة رئيس دولة مستقلة، بل إجابة موظف صغير في قسم العفو في وزارة القضاء". وأضاف أن على هرتسوغ أن يتعلم من موقف رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، والذي رفض بشكل صارم ضغوط ترامب لإلغاء محاكمة سلفه جايير بولسونارو، موضحًا أن موقف دا سيلفا "عبّر عن السيادة"، بينما موقف هرتسوغ "يعبّر عن التبعية".

وفي تحليله لوضع نتنياهو القضائي، قال إن الاستجواب المضاد يتقدّم على الرغم من كلّ التأجيلات والمراوغات، وإن نتنياهو يقدم روايات متناقضة وعبثية أمام صناديق الأدلة الموجودة عند القضاة. وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو يعمل بكلّ السبل لوقف محاكمته، وأن تدخّل ترامب ليس القضية المركزية بحد ذاته، لكنّه "خطوة صاخبة تصلح للتهكم أكثر مما تحمل معنى فعليًا".

وبيّن أن نتنياهو يريد عفوًا خاصًا من دون الاعتراف بالذنب أو الاعتزال السياسي، عفوًا "فاسدًا" يعقبه إعلان "لقد بُرّئت!"، ليبدأ بعدها حملة انتقام ضدّ سلطات القانون في الكيان، مشيرًا إلى أن كلّ ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية من الانقلاب القضائي "سيبدو مثل لعب أطفال" عندما يتحرر نتنياهو من الخوف من القضاء، وينطلق نحو ولاية جديدة في انتخابات، ستتعطل من أساسها.

ورأى أن امتداد يد ترامب الخشنة إلى قلب سيادة القانون، في "إسرائيل"، ليست إلا "دعوة واستعطافًا من نتنياهو الذي يشعر بأن الحبل يشتد حول رقبته". لكنّه لفت في الوقت نفسه إلى أن لهذه الظاهرة جانبًا آخر يتمثل في ازدياد الهيمنة الأميركية على الشؤون الأمنية "الإسرائيلية"، إذ باتت واشنطن "تتولى فعليًا إدارة ملفات "الأمن الإسرائيلي" من دون محاولة التظاهر بأنها تنسق أو تتعاون فقط".

وختم بالقول إن القرارات الأمنية التي كانت تُتخذ في الماضي في "الكريا" (تل أبيب) باتت اليوم تُتخذ في "كريات غات"، مشيرًا إلى أنه: "قريبًا قد تُقام قاعدة أميركية على الحدود بين قطاع غزّة وإسرائيل"، حيث يقرر الأميركيون من يقدّم المساعدات الإنسانية ومن يرسل القوات إلى غزّة، وإلى أين ومتى ينسحب الجيش الإسرائيلي"، وما هو المسموح والممنوع فعله في القطاع.

الكلمات المفتاحية
مشاركة