عين على العدو

خصصت صحيفة "هآرتس" العبرية افتتاحيتها لهذا اليوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل 2025، للهجوم على حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، لافتة إلى عدم مبالاة الأخير بحياة الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في مقابل تمسكه ببقاء الحكومة.
وتوقفت الصحيفة في افتتاحيتها عند الذكرى الـ77 لاغتصاب فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن الاحتفالات بهذه المناسبة تخيم عليها ظلال ثقيلة. وقالت: "هذا هو يوم "الاستقلال" الثاني على التوالي الذي يُصادف في ظل الحرب، بينما لا يزال 59 "مخطوفًا" محتجزين في غزّة، ويُقدّر أن 21 منهم على الأرجح ما زالوا على قيد الحياة. هؤلاء، كما شهد كلّ من عاد منهم، يتمسكون بما تبقى لديهم من قوة على أمل أن تُنقذهم دولتهم. لكن في الحكومة لا صوت ولا جواب. والحقيقة المُرّة هي أن أعضاء الائتلاف، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، يرون أن بقاء الحكومة أهم من حياة هؤلاء".
أضافت الصحيفة: "رفض حكومة "إسرائيل" دفع ثمن إخفاقاتها وإنقاذ "الإسرائيليين" الذين اختُطفوا تحت مسؤوليتها، هو وصمة عار على جبين كلّ عضو في الائتلاف — وخاصة على جبين رئيس الحكومة. التخلي عن المخطوفين لا يُلقي بظلاله فقط على احتفالات "الاستقلال"، بل يزعزع أيضًا الثقة بالدولة ويشكّك في كونها بيتًا وملاذًا لليهود".
وتابعت: "فقدان الطريق يظهر أيضًا في استمرار الحرب التي، ومنذ تجدّدها، توجّه عمليًا ضدّ كلّ سكان قطاع غزّة. لقد أصبحت "إسرائيل" دولة لا تعرف التمييز بعد الآن بين المقاتلين والمدنيين، ولا بين الحرب وجريمة الحرب. وعندما تفقد الدولة هذه البوصلة، فإن الخطر الذي يهدّدها من الداخل لا يقل عن ذاك القادم من الخارج".
وأردفت: "وفي الواقع، خلال العام الماضي، عمّق نتنياهو هجومه الداخلي على مؤسسات الدولة: يُحرّض ضدّ المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف - ميارا؛ يتنكر لشرعية المحكمة العليا ورئيسها الجديد، يتسحاق عميت؛ استهدف رئيس الأركان المنتهية ولايته هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونين بار الذي أُقيل بعد أن بدأ تحقيقًا يخصّ مكتب رئيس الحكومة. الانقلاب القضائي يواصل التدحرج، قانونًا تلو الآخر، بهدف واضح: تركيز سلطة غير محدودة في يد الحكومة، دون رقابة، دون كوابح، ودون حدود".
وأكدت الصحيفة أن "المجتمع "الإسرائيلي" يتمزق من الداخل، "الحريديم" يواصلون التهرب من التجنيد، المجتمع العربي متروك لعنف إجرامي متفشّ، وحريته في التعبير تُقمع، بينما تُقابل مظاهر الكراهية والعنصرية من قبل اليهود — بمن فيهم أعضاء كنيست، وزراء، شخصيات عامة، مطربون، وإعلاميون — بالصمت. الشرطة تتغير ملامحها، وفقًا لأيديولوجية الوزير الكهاني المسؤول عنها، والاحتجاجات ضدّ الحكومة تتعرض لهجوم".
وختمت "هآرتس" تقول: "في يوم "الاستقلال" الـ77 لدولة "إسرائيل"، يقف مواطنو "إسرائيل" أمام قادة لا يقدمون أفقًا ولا أملًا للمستقبل. قادة لا يزيدون إلا من العزلة الدولية والنفور المتصاعد من "إسرائيل" واليهود. من الصعب الاحتفال في مثل هذا الوضع. عندما لا يزال 59 مخطوفًا في غزّة، من الصعب حتّى التنفّس".