ترجمات

قال الكاتب الأميركي جون هوفمان: "بعد ما يزيد عن تسعة عشر شهرًا من الدعم الأميركي الثابت لـ "إسرائيل"، بعد أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر في العام 2023، وما تلاها من الحرب "الإسرائيلية" على غزة، أصبح حصول تحول في مقاربة واشنطن أمرًا ممكنًا".
في مقالة، نُشرت على موقع "The American Conservative"، أضاف الكاتب: "التقدم الذي أحرزه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملفي اليمن وسورية جيد، ولكن من المستبعد أن تشهد المنطقة استقرارًا في حال لم تكن الإدارة الأميركية مستعدة لاتخاذ خطوات جريئة ومستقلة في ملفي إيران وغزة".
كما تابع أن: "إسرائيل" ستبقى هي التي تقود السياسة الأميركية، في الشرق الأوسط، باتجاه يتناقض مع المصالح الأميركية، وذلك في حال تبنى ترامب مواقف تختلف عن مواقف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في هذه الملفات"؛ مشددًا على ضرورة أن يستفيد ترامب من الزخم الذي حققه، في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران وإنهاء الدعم الأميركي للحرب في غزة.
كما أكد الكاتب أن أي: "هوة" يجب الحكم عليها استنادًا إلى تحول ملموس في السياسة الأميركية، وليس على الكلام".
وفي توضيح لرأيه؛ قال هوفمان إن ترامب أجرى تحولات سياسية لافتة، مشيرًا إلى إعلانه إلغاء العقوبات على سورية ولقائه أحمد الشرع. ولفت إلى أن ذلك حصل على الرغم من الضغوط "الإسرائيلية" في واشنطن لإبقاء سورية ضعيفة وغير مركزية، مشيرًا إلى أن ترامب يقوم بسحب بعض القوات من سورية، وذلك أيضًا آثار احتجاجات "إسرائيلية".
أما في ما يخص الاتفاق بين إدارة ترامب وحركة أنصار الله على وقف القصف على اليمن مقابل عدم استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، رأى الكاتب أن هذا الاتفاق لم يشمل أي ضمانات عن إيقاف أنصار الله استهداف "إسرائيل"، ولم تُبلغ "إسرائيل" مسبقًا عن هذا الاتفاق؛ وبينما أكد الكاتب أهمية هذه التطورات، رأى أنها ثانوية مقارنة مع التحديات التي يمثلها ملفا غزة وإيران، مشددًا على أن مصلحة واشنطن الأساس في ما يخص إيران هو تجنب حرب مدمرة أخرى في "الشرق الأوسط".
كما أردف أن ذلك يتطلب من ترامب مقاومة مساعي الصقور، في واشنطن و"إسرائيل"، لدفع الولايات المتحدة بهذا الاتجاه. ورأى أن هذا يعني أن تتراجع إدارة ترامب عن توقعات غير واقعية، وذلك من أجل إنجاح المفاوضات.
وأشار إلى أن كلام الموفد الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن أن الخط الأحمر لواشنطن هو أي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم في إيران، لافتًا في هذا السياق إلى أن هذا المطلب مرفوض بالمطلق من إيران. كذلك، أوضح أنه إذا كان هذا بالفعل موقف ترامب الحقيقي، فإن المفاوضات على الأرجح ستفشل والتصعيد سيكون شبه حتمي.
وتحدث الكاتب عن ضرورة قيام ترامب بتهميش الأصوات التي تدفع به نحو اعتماد سياسات فاشلة في منطقة "الشرق الأوسط"، والتراجع عن توقعات غير واقعية، والتوصل إلى اتفاق مع طهران، وذلك إذا كان المراد تجنب الحرب.
أما في ما يخص الحرب على غزة؛ فقد أكد الكاتب ضرورة ألّا يقف ترامب متفرجًا، بينما يستخدم نتنياهو أسلحة أميركية وغطاء دبلوماسيًا أميركيًا من أجل تحقيق تطلعاته، سواء في الأراضي الفلسطينية أم المنطقة عمومًا.
كما قال إنه ليس هناك مسوّغ استراتيجي كي تواصل الولايات المتحدة تحويل حرب "إسرائيل" في غزة، وأن الدعم الأميركي يسهم في أزمة إنسانية؛ بينما يعرّض حياة ما تبقى من الأسرى "الإسرائيليين" للخطر. كما تحدث عن ضرورة مواصلة الضغوط الأميركية على "إسرائيل" من أجل رفع الحصار بالكامل عن المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
كذلك شدد الكاتب على ضرورة أن يتخلى ترامب عن اقتراحه للتطهير العرقي في غزة، وما طرحه في سياق إدارة تقودها الولايات المتحدة في القطاع، مردفًا أنه يتعيّن على ترامب أن يتبنى موقفًا مختلفًا عن نتنياهو حيال غزة، حيث يوجه رسالة واضحة في أن دعم واشنطن للحرب قد انتهى. وتابع الكاتب أن تقييم سياسة ترامب في "الشرق الأوسط" ستحدده أفعاله حيال غزة وإيران.
كما أضاف أن التعامل مع هذه الملفات سيتطلب قيادة جريئة ومثابرة وانفصالًا عن نتنياهو. وقال: "أمام ترامب فرصة حقيقية لوقف المذبحة في غزة والتوصل إلى اتفاق مع طهران، والبدء بفك التشابك الأميركي من "الشرق الأوسط"، مؤكدًا ضرورة اغتنام هذه الفرصة.