عين على العدو

وصف وزير المالية في الحكومة الصهيونية بتسلئيل سموتريتش، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "فشل تاريخي تمثل التفافًا على جميع دروس 7 أكتوبر". وقال: "بحسب تقديري؛ سينتهي ذلك أيضًا بالبكاء. سيضطر أولادنا إلى القتال مرة أخرى في غزّة.. هذا ما وصفه أينشتاين بأنه حماقة مطلقة - تكرار الفعل نفسه، مرارًا وتكرارًا، وتوقع نتيجة مختلفة.. إنها مأساة قيادة تهرب من الواقع".
وكتبت المحللة السياسية موران أزولاي، في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية، تقول: "بعد أن ظل صامتًا، منذ أمس عند نشر الخطة، بدا سموتريتش كمن يعبّر عن أمله في ردّ سلبي من حماس: "هل ما يزال هناك أمل أن يخرج العسل من العلقم؟ هل سيرفض العدوّ مجددًا كما أنقذنا مرات عديدة في الماضي، ليجبرنا الواقع على العودة إلى طريق البطولة والنصر وتحمّل مسؤولية مصيرنا وأمننا، وهذه المرة بدعم دولي أوسع؟".
ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله: "في الواقع الذي نشأ تحت ضغط المجتمع الدولي، حملة المخطوفين المدمرة، عدم رغبة رئيس الحكومة نتنياهو مسبقًا في احتلال غزّة واعتماد خطة ترامب الأصلية، التلكؤ العسكري وفشلنا في جذب قادة الجيش إلى الموقع الذي نريده، الائتلاف الهش والإرهاق الطبيعي بعد عامين من الحرب - هل في ظل كلّ هذا لا يوجد خيار آخر، وهذا هو الحد الأقصى الممكن تحقيقه حاليًا؟ هذه أسئلة جيدة. سنتشاور ونفكر ونقرر، لكن الاحتفالات منذ الأمس هي ببساطة غير واقعية".
وتابعت الصحيفة: "بحسب وزير المالية، تمثل خطة ترامب في الواقع "العودة بعد 7 أكتوبر إلى المفهوم القديم الذي يترك أمننا في يد الآخرين، وخيالات بأن شخصًا آخر سينجز العمل عنا، واستبدال الإنجازات الواقعية على الأرض بأوهام سياسية والانغماس في عناق دبلوماسي ومراسم لامعة، وترديد أناشيد سياسية مثل "دولتان"، "الفلسطينيون يحكمون الفلسطينيين"، إنشاء شرطة فلسطينية تدربها مصر والأردن وتسوية النزاع، وقطر لاعب مركزي.. كل هذا المزيج "قديم الطراز" - عودة إلى مفهوم أوسلو؛ إضاعة تاريخية لأكثر فرصة مبررة في العالم للتحرر أخيرًا من قيود أوسلو، فشل دبلوماسي مدوٍّ".
وخلصت الكاتبة إلى القول: "في جناح الحكومة المتشدد، والذي يقوده سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، جرت أمس مشاورات حامية لدراسة خطة ترامب وتحديد الموقف العلني. وكان من المقرر أمس أن يجري رئيس الحكومة نتنياهو محادثة مع سموتريتش، والذي على ما يبدو طلب توضيحات. كما عقد بن غفير اجتماعات بهذا الشأن، ومن المتوقع أن يتخّذ خطوة ما، طالما لم يوضح رئيس الحكومة مسألة الدولة الفلسطينية".