اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العدو يستعد لمهاجمة أسطول جديد يقترب من غزة

مقالات

تسارع الأحداث يسير على إيقاع جائزة نوبل للسلام
مقالات

تسارع الأحداث يسير على إيقاع جائزة نوبل للسلام

94

أطلق ترامب خلال حملته الانتخابية وعوده بتحقيق ما أسماه "السلام العالمي". تحدث عن وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبين حماس والصهاينة، وتوعد الصين بالخراب الاقتصادي وإضعافها لصالح "السلام العالمي". وعود يبدو أنها لن تتحقق. وما يمنع حقيقة تحقيقها مقاومة الجميع "شروط السلام" التي يسعى لفرضها. فهو لا يستطيع تقديم "سلام" يرضي الأوروبيين والروس في أوكرانيا، ولا يستطيع تحقيق "سلام" يرضي الفلسطينيين أو رئيس حكومة العدو، سلام على طريقة "كامب ديفيد" و"وادي عربة" و"أوسلو" و"الاتفاقيات الإبراهيمية"، يخدم الكيان ويرضيه ليبتلع الجميع، ثمّ تقدم جائزة "نوبل للسلام" على إيقاع المجازر في فلسطين والاغتيالات والتدمير في لبنان وسورية.


في العاشر من الشهر القادم ستعلن أسماء الذين سيتلقون جوائز نوبل للسلام، وليست المرة الأولى التي يبدي فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغبته بالوصول إليها. إذ تم ترشيحه وصهره، غاريد كوشنر، في العام 2021. وكلاهما كانا يأملان بالوصول إليها على وقع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية الثلاث: الإمارات والبحرين والمملكة المغربية. كما أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب تعكس هوسه في الحصول على الجائزة، ففي أول زيارة لتوم برّاك إلى لبنان، كان أحد أهم محاور حديثه عن "السلام"، وأن رئيسه مرشح للحصول على جائزة نوبل للسلام ويسعى من أجلها. ومنذ شهر تقريبًا، بعد طرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مقترح الاعتراف بـ"حل الدولتين"، خلال اجتماع الجمعية العمومية في العاشر من هذا الشهر، اعترض سفير أميركا في باريس، تشارلز كوشنر، الصهيوني، والذي أرسل اعتراض بلاده على قرار ماكرون المقوض لجهود "السلام العالمي"، وتابع قائلًا: "سيكون من المخجل، عدم إعطاء جائزة نوبل لترامب". وخلال كلّ لقاء مع برّاك يعيد الحديث عنها. ويبدو ترامب وكأنه يُسيّر العالم على توقيت إعلان الجائزة، وإذا ما تم الأمر سيكون أول رئيس أميركي جمهوري يحصل عليها.
لذلك عندما يطالب ترامب رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، بإنهاء العمليات في غزّة بسرعة، ويتوافق معه على عمليات اغتيال قادة حماس في غزّة والضفّة الغربية ومؤخرًا في قطر، فلأنه وبكل بساطة يتأمل أن تسرع الضربات والاغتيالات في إعلان اتفاق ما بين الكيان وحماس، يخرج فيه باقي الأسرى الأحياء لدى حماس، وبذلك سيكون ترامب شريكًا أساسيًا في الإنجاز. 


على مقلب آخر اجتمع وزير الشؤون الإستراتيجية في الكيان، الذي تخلّى عن الجنسية الأميركية، رون ديرمر، مع وزير الخارجية السوري للحكومة الانتقالية، أسعد الشيباني، بحضور عرّاب اتفاقيات التطبيع اليوم، توم برّاك، من أجل توقيع اتفاق ولو أمني يكون بداية سلسلة من الاتفاقيات كما أعلن رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، فإن هذا سيصب في مصلحة [نوبل ترامب]. ديرمر، رفيق درب نتنياهو ويعتبر مهندس فكرة التهجير القسري للفلسطينيين من غزّة برًا وبحرًا في بداية الحرب الأخيرة وحاول تسويقها خلال إدارة بايدن.


قبل الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، قارن ترامب قراره بقصف المفاعلات النووية في منشآت فوردو ونطنز وأصفهان في إيران بقرار هاري ترومان قصف هيروشيما وناكازاكي بالقنبلة الذرية. وأعاد كلامه المتبجح حول تحييد القوّة النووية الإيرانية خلال اجتماع الجمعية في يوم الثلاثاء 23 من الشهر الماضي، واعتبر أن إنجازه بالهجوم على دولة مستقلة أوقف حرب إيران مع الكيان، وهي واحدة من حروب سبعة استطاع وقفها منذ استلامه الحكم وحتّى يوم الثلاثاء، وهذا سيجعله يستحق الجائزة، مع أنه استدرك أن الجائزة ”ليست مهمّة بحد ذاتها، ولكن المهم تحقيق السلام". ترامب أكبر رئيس مكابر عرفه العالم، إذ هاجم روسيا خلال الخطاب ووصفها بأنها "نمر من ورق" لأن قيادتها لم تنهِ الحرب الروسية - الأميركية في أوكرانيا بما يرضي التوصيات الأميركية والأوروبية، لأن إنهاءها دون ذلك قد يكلفه جائزة نوبل.


تاريخ الفائزين بجائزة نوبل للسلام لا يبشر بالخير، فهو مكرس لخدمة المصالح الاستعمارية الأميركية الصهيونية حول العالم. في العام 2000، فاز الرئيس الديمقراطي، بيل كلينتون، بها، والذي سألت وزيرة خارجيته، مادلين أولبريت، على قناة CBS، في أيار/ مايو 1996 حول إذا ما كانت القضية التي تدافع عنها أميركا تستأهل قتل نصف مليون طفل في العراق جوعًا بسبب الحصار الذي فرض عليه بعد حرب الخليج الأولى وهو رقم يتجاوز عدد القتلى من أطفال هيروشيما وناكازاكي، فأجابت: "أعتقد أنه خيار صعب جدًا ولكن نعتقد أن الثمن يستحق [الدفع]". لم يحاسب العرب أو المسلمون أو العالم "الحر" أولبريت على كلامها، وتستمر المجازر في فلسطين ولبنان وسورية لأن "الثمن يستحق". ونال كلينتون الجائزة على وقع "كامب ديفيد 2". 


في العام 2009 فاز باراك أوباما لبراعته الدبلوماسية، أوباما أعطى موافقته على قصف المدنيين في سورية والعراق وأفغانستان، وتحت إدارته نفذت عمليات الاغتيال ومنها بواسطة المسيرات، والتي لم توفر المدنيين من نساء وأطفال ورجال وكبار السن تحت مسمى "أضرار جانبية"، ولم تميّز بينهم ومن يدعى أنهم "إرهابيون". واعترفت وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، بأن أميركا هي من صنعت "داعش".


وممن فازوا بنوبل للسلام، الرئيس الكولومبي اليميني، خوان مانويل سانتوس، الذي افتخر بحسب "هآرتس" في العام 2013 بأن "بلاده تدعى "إسرائيل"  في أميركا اللاتينية". سانتوس كان وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس ألفارو أوريبي، وتورط في عملية عرفت باسم "الإيجابيات الكاذبة"، وقتل خلالها أكثر من 10 آلاف مدني. وأخيرًا وليس آخرًا، فاز بالجائزة العظيمة شمعون بيريز في العام 1994، وبعدها بعامين ارتكب مجزرة قانا في مجمع تمركزت فيه القوّة الغانية للسلام والتابعة للأمم المتحدة في قرية قانا في لبنان.


هذا هو تاريخ جائزة نوبل للسلام والمثير للجدل، يرتبط بذاكرتنا مع من ارتكبوا المجازر في بلادنا. وما نشهده اليوم من تفاقم للأحداث ليس صدفة بل هو مخطّط موضوع منذ وقع العراق في فخ الحرب مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي من أجل إنهاك المنطقة العربية وغرب آسيا بالحروب التي أشعلت من أجل تفتيت قوتها في مواجهة الولايات المتحدة وبالتالي تأمين القوّة للكيان من أجل الوصول إلى تحقيق النبوءة بإنشاء "إسرائيل الكبرى". ويبدو أن تسلسل هدايا نوبل الذي أغدق على حكام أميركا يمكن اعتبارها نقاط علام نحو توسيع هذا الكيان، وبناء الهيكل وهو هدف مسيحيى صهيوني، وترامب لا يشذ عن القاعدة ولكن هوسه يعرفه نتنياهو وإدارة ترامب اللذين يديرانه بحرفية على وقع توقيتها.

 

الكلمات المفتاحية
مشاركة