لبنان
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي بو حمدان أنّ لبنان ما زال حيًّا رغم الجراح، وأنّ شعبه قادر على النهوض من تحت الركام، مشددًا على أنّ احترام ما التزمت به الدولة في اتفاق وقف إطلاق النار كان على قاعدة تحقيق العناوين الأربعة: وقف الاعتداءات، انسحاب العدو، تحرير الأسرى، وإعادة الإعمار دون قيد أو شرط.
وفي كلمة له خلال الإحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله في بلدة أنصارية تكريمًا لشهدائها الأبرار في أجواء يوم الشهيد، بحضور شخصيات وفعاليات، عوائل الشهداء وحشد من الأهالي، رفض بو حمدان أي حديث عن مفاوضات جديدة أو وساطات أميركية أو غير أميركية، مؤكدًا أنّ المقاومة لا تفاوض على الدماء والآلام، وقال: لقد التزمنا بالاتفاق بالكامل، بينما العدوّ لم يلتزم به أبدًا، وما يجري اليوم من خروقات "إسرائيلية" تخطّى السبعة آلاف خرق بحسب تقارير اليونيفيل، في ما الدولة لا تزال غائبة عن الإحساس بأن قرار السلم والحرب يُنتزع من يدها.
وانتقد النائب ما وصفه بالهيمنة الأميركية على القرار اللبناني قائلًا إنّ السفارة الأميركية في عوكر تحوّلت إلى غرفة عمليات تتحكم بالقرارات السيادية، وإنّ الضغوط والإملاءات الخارجية طالت معظم مؤسسات الدولة، ودعا المسؤولين إلى التحرر من هذه التبعية قبل الحديث عن وساطات أو حلول، مؤكدًا أنّ من يحتل القرار في لبنان هو نفسه الذي يسلّح العدوّ ال"إسرائيلي".
وأضاف بو حمدان أنّ الأهداف الأميركية في المنطقة واضحة وثابتة، وتقوم على السيطرة على مقدّراتها، من معابر مائية دولية وثروات نفطية وغازية وغيرها، وصولًا إلى لبنان، في إطار مشروع السيطرة الاقتصادية على العالم، بعدما انتقلت واشنطن من مرحلة الحروب العسكرية إلى مرحلة الحروب الاقتصادية، أمّا على مستوى الكيان ال"إسرائيلي"، فهدفه جلي لا لبس فيه، وهو إقامة “إسرائيل الكبرى” و“إسرائيل التوراتية”، الأولى بحدود تمتد من لبنان إلى ما يسمّى بالأرض الأولى، والثانية تشمل السيطرة على المنطقة بأسرها.
وأشار إلى تصريح لوزير التخطيط الإستراتيجي في كيان العدوّ قال فيه بوضوح: نحن لا نريد تطبيعًا من لبنان، بل نريد من السلطة الحالية أن توقّع وثيقة سلام مُذلّة، وسأوقّعها بحذائي هذا، سائلًا: فهل يقرأ أصحاب السلطة في لبنان هذه التصريحات؟ وهل يدركون من يفاوضون، وتحت أي شروطٍ وأي عناوينٍ مضلِّلة؟.
وختم النائب بو حمدان كلمته بالتأكيد على أنّ الكتاب المفتوح الذي أطلقه حزب الله مؤخرًا هو كتاب العزّة والقوّة، يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، ويؤكد أنّ لبنان لا يمكن أن يُحكم بمنطق الضعف والانهزام، موجهًا تحية إلى الشهداء والمجاهدين الذين حفظوا كرامة لبنان ووحدته، ومشددًا على أنّ المقاومة ستبقى ثابتة على نهجها، متمسكة بوليّها وبقيادتها وبالجمهورية الإسلامية في إيران التي دعمت لبنان في أصعب المراحل. وقال: أنتم يا أهل الشهداء، دماؤكم أمانة في أعناقنا، وسنمضي على الطريق حتّى النصر، لأن هذا قدرنا ومسؤوليتنا أمام الله والتاريخ.